العودة للعمل بعد الولادة كيف ابدأ مسيرتي بعد انقطاع؟

الأمومة تجربة روحية ونعمة إلهية أنعم الله علينا بها كنساء. وبالرغم من لذة هذا العطاء وحلاوته؛ إلا أنه في كثير من الأحيان تضطر الأم بالتضحية في طموحاتها ومستقبلها مقابل العناية بأطفالها. لكن هذا لا يعني أن تستسلم للأبد، ولا يعني عدم قدرتها على العودة للعمل بعد الولادة.

المرأة العاملة قادرة على التنسيق بين عملها ومسؤوليتها اتجاه اسرتها. بالطبع يتطلب الأمر طاقة أكبر؛ إنما هو ليس بالأمر الصعب طالما خططنا له بعناية. تردني الكثير من الأسئلة حول الوقت الأنسب للبدء في العمل وكيف يمكننا العودة بعد انقطاع طويل بسبب الأمومة؟ سواءً كان الانقطاع لسنوات أو لعدة أشهر. لذلك؛ تحاورت مع مدربة الحياة سحر الخطيب للإجابة على الأسئلة الأكثر تكراراً عن عودة المرأة للعمل بعد الولادة.

من أين ابدأ؟ 

الشعور بالحيرة أمر طبيعي للأمهات اللاتي توقفن لسنوات عن العمل بسبب الأمومة. لست وحدك بالتأكيد ولا تشعري بالذنب بسبب الوقت الذي مضى، واخطي الخطوة الأولى في حال كانت لديك خبرة عملية سابقة وتودين العودة للنقطة التي تم الانقطاع عندها.

في البداية يجب أن تواكبي التطورات التي طرأت على سوق العمل منذ انقطاعك؛ إما من خلال دورات تدريبية أو من خلال ورشات عمل. في بعض الأحيان تجد المرأة صعوبة بالعودة إلى نفس الوظيفة التي كانت تمارسها سابقاً؛ لا بأس في ذلك. بإمكانك البحث عن دورات تدريبية لصقل بعض من المهارات التي تفضلينها. مثل:

• دورات في إدارة مواقع التواصل الاجتماعي.
• أو دورة في التصميم.
• أو ورشة عمل في صناعة الحلويات.

لا يهم المجال الذي تختارينه لطالما ستختارين عملاً تحبينه، سيكون ممتعاً بالنسبة لك. أما في حال كنت غير متأكدة من العمل الذي تفضلينه؛ الأفضل أن تبحثي عن مهارة جديدة وتتمرسي بها.

نظام الدعم الإيجابي وتأثيره على عمل الأم

من الضروري أن نجد أشخاصاً تشجعنا على اتخاذ الخطوة نحو مستقبلنا الوظيفي فنحن نتأثر بطاقة الأشخاص من حولنا، ولكن في بعض الأحيان يكون الأمر صعباً وخاصة في حال كان شريك حياتك لا يدعمك في اتخاذ القرار، لا تشعري بالإحباط وأخبريه أنك تحترمي رأيه ولا تأخذي الأمور بشكل شخصي وحاولي محاورته والمفاوضة على عمل يناسب ظروف عائلتك برضى جميع أفراد الأسرة.

 كوني الداعم الأول لنفسك واسعي نحو هدفك بخطوة واثقة، وحاولي أن تحيطي نفسك بأشخاص لديهم نفس الأفكار لتستلهمي منهم القوة والإصرار على النجاح.

التأجيل والتسويف والتنظيم

تحديد الأهداف أهم خطوة في البداية، عندما نحدد الأهداف يصبح التخطيط أكثر سهولة وسلاسة، يجب تحديد الأولويات في المنزل من تنظيف وترتيب وعناية في الأطفال وتخصيص وقت محدد لتنفيذ الخطة، الواقعية هنا مهمة للغاية بعيداً عن المثالية وملاحقة كل شيء في آن واحد، لا تهملي في وقتك الخاص بهدف إنجاز مهمات بإمكانك إيكالها لأفراد العائلة، مثل ترتيب غرف الأطفال، في حال كانوا بعمر يخولهم للترتيب فيجب أن يأخذوا زمام الأمور ويتحملوا مسؤولية أنفسهم.

تنظيم الوقت وتحديد جدول واضح للأسبوع

أهم الخطوات في تحقيق الأهداف هو تحديد وقت معين لإنجاز المهمات “Deadlines”، فعند ترك الأمور دون تحديد سيصبح إنجاز المهمات أكثر صعوبة، نصيحتي لك أيتها الأم أن تستيقظي مبكراً وتحددي المهمات التي تودين إنجازها خلال اليوم، من تحضير طعام أو قراءة كتاب أو العمل على مشروعك الخاص، التنظيم هنا وتقسيم الوقت سيجعل يومك ذو معنى وستشعرين أن الوقت كافٍ لإنجاز الكثير من المهمات.

هنا أرى أن قانون باركنسون “العمل يتضخم حتى يملأ الوقت المتاح لإنجازه”، يعطينا مثالاً حيوياً على شعور الأم بالضغط من العودة للعمل، أي بما معناه أنه هنالك وقت كافٍ لإنجاز كافة الأعمال ولكن سوء التخطيط والتكاسل في بعض الأحيان يدفعنا لأخذ وقتاً أطول في الإنجاز.

تابعوا المزيد من المقالات عن المرأة العاملة بالتالي:

كيف أعود للعمل بعد إجازة الأمومة

نصائح للمرأة العاملة لإعداد الطعام بسرعة وسهولة

تم تحرير المقال بقلم ربا أبو شمعة