اللعب الجماعي للأطفال: ما هي فوائده؟ وفي أي عمر يحتاجه الطفل؟

أمومة وتربية الطفولة المبكرة للأم الحديثة

اللعب الجماعي للأطفال: ما هي فوائده؟ وفي أي عمر يحتاجه الطفل؟

اللعب الجماعي للأطفال

يعتبر اللعب الجماعي والفردي النشاط الأساسي الذي يمارسه الأطفال في أغلب وقتهم. واللعب ليس وسيلة للترفيه والمتعة فقط، بل هو وسيلة تربوية: لتنمية شخصية الطفل، وتطوره الجسدي والعقلي والاجتماعي.

فاللعب سواء الفردي أو الجماعي هو وسيلة الطفل ليكتشف ذاته والبيئة من حوله، خاصة في المراحل الأولى من عمره. ( من جيل 0 – 5 سنوات)، حيث اتفق العلماء أن هذه أهم سنوات في تشكيل شخصية الفرد ومعارفه المختلفة.

” يحتاج الأطفال إلى الحرية والوقت للعب، اللعب ليس رفاهية، اللعب ضرورة”. كاي ريدفيلد جاميسون.


فوائد اللعب الجماعي

يحتاج الأطفال إلى ممارسة اللعب الجماعي على الأقل مرتين أسبوعياً، فمن فوائد اللعب الجماعي نذكر ما يلي:

  1. تنمية المهارات الاجتماعية: كالقيادة، والانتماء للفريق، والمساعدة، واحترام الغير، وتعلم النظام والقوانين.
  2. ممارسة الأنشطة البدنية: فاللعب الجماعي يشجع الأطفال على ممارسة الأنشطة البدنية: كالركض والقفز والألعاب الرياضية.

فبحسب توصيات منظمة الصحة العالمية، يجب أن ينشط الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عام وأربعة أعوام بدنياً، لفترة لا تقل عن 180 دقيقة يومياً. والأطفال الرضع تحت عمر عام: أن ينشطوا بدنياً عدة مرات يومياً بطرق متنوعة، منها مثلاً وقت اللعب على البطن .Tummy Time

  1. يطور المهارات العقلية: ومهارات التحليل المنطقي والإبداعي.
  2. يساعد الطفل على التعلم بشكل أفضل: من خلال تبادل الأدوار والأفكار، كما يحسن التطور اللغوي للطفل.
  3. يزيد من المتعة: فاللعب الجماعي ينمي روح المنافسة الإيجابية، ومحاولة إثبات الذات والأفضلية.
  4. التقليل من التوتر: من خلال تفريغ الطاقة الكامنة لديهم، كما أن الحوارات واللعب الجماعي يساعد الطفل في الإفصاح عن مشاعره بصورة أفضل.

في أي عمر يحتاج الطفل لممارسة اللعب الجماعي؟

يختلف الأطفال بعضهم عن بعض في تطورهم ومشاركتهم في اللعب الجماعي بالمعنى الحقيقي له. أي أن يتشارك اللعبة مع طفل أو أطفال آخرين ويستمتعوا في قضاء وقت معاَ.

قد يبدأ الأطفال في ذلك في عمر مبكر حوالي سنتين، ويتطور كلما تقدم في العمر. ولكن هل هذا يعني أن الطفل لا يحتاج للعب الجماعي أو الانخراط في مجموعات اللعب قبل هذا العمر؟

الجواب: لا.

يحتاج الطفل لأن يتواجد مع مجموعة أطفال آخرين قبل هذا العمر، فذلك يسهل ويزيد من فرص الانخراط في اللعب الجماعي بالمعنى الحقيقي في عمر أصغر، فهو يألف وجود أطفال آخرين في المحيط، وينمي مهارات التواصل معهم من خلال الضحك أو التصفيق أو المناغاة.

كما أن مراقبته للأطفال الآخرين تنمي عنده مهارة التقليد. كذلك لكل طفل طريقته في التعامل مع الألعاب، وبالتالي يتعلم طرق جديدة للعب، وتتطور مهاراته، كما يقل شعوره بالملل.

ومن الجانب الذهني ينشط اللعب الجماعي منظومة الأعصاب في خلايا الدماغ.

ولكن لا تتوقعي أن يتشارك طفلك قبل هذا العمر-سنتين- اللعب مع الأطفال الآخرين بشكل فعال، بل سيمارس ما يسمى ب” اللعب الموازي” ، أي أن يلعب كل طفل في المحيط بلعبة مختلفة بجانب الأطفال الآخرين، دون أن يتشاركوا اللعب مع بعضهم البعض بلعبة واحدة.

فهو في هذا العمر يتعلم ويتواصل بشكل أساسي وفعال مع الأم، خاصة في الستة شهور الأولى من عمره. ثم يبدأ التواصل مع الدائرة القريبة الآمنة من العائلة كالجدّ والجدّة والعم والعمة والخال والخالة، أو مع إخوانه الأكبر سناً إذا كانوا موجودين.

ويقع على عاتقك لاحقاً توسيع هذه الدائرة، وإيجاد محيط آمن للطفل ليلعب ويستمتع ويطور مهاراته الاجتماعية داخله.

وهذه مهمة ليست سهلة. خاصة في ظل التطور التقني الذي جعل الوقت الذي يقضيه الأطفال في اللعب الجماعي واللعب الحركي قليل واستبداله باللعب الإلكتروني ومتابعة الشاشات، كذلك وجود جائحة الكورونا Covid-19، في العامين السابقين. عمقت من العزلة الاجتماعية عند الأطفال.. ولتسهيل هذه المهمة، بإمكانك المبادرة أنتِ أولاً وتوجيه الأطفال للعب الجماعي.


اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
0