إلى صديقتي الأم العاملة: المفرّزات المنزلية ليست خيانة للأمومة! عندما يصبح الفريزر حضنًا دافئًا!
كتبت هذه المقالة: رزان عقدة/ وحررتها: سارة لولو.
كأم عاملة، تبحثين دائمًا عن طرق ذكية لتحضير وجبات صحية دون تعب… وهنا يأتي دور المفرزات المنزلية. أهلًا بكِ !
توقفي لحظة… خذي نفسًا عميقًا وأغمضي عينيكِ للحظات، تخيّلي هذا المشهد:
عدتِ من العمل بعد يومٍ طويل، تشعرين بالإرهاق، ورأسكِ ممتلئ بقائمة مهام لا تنتهي. الأطفال يركضون حولكِ، يطالبون بالطّعام، وأنتِ بالكاد تجدين الطّاقة لتبدئي بتحضير وجبة الغداء. تفتحين الثّلاجة، فلا تجدين ما يكفي… تبدأ الأفكار تهاجمكِ: “لماذا لم أجهّز لهم طعامًا طازجًا؟ هل أنا أمٌّ مقصّرة؟”
والآن، دعيني أرسم لكِ مشهدًا آخر…
نفس السّيناريو تمامًا، لكنّ هذه المرّة، بدلًا من التّوتر، تذهبين إلى الفريزر، تخرجين كيسًا من الحساء الذي أعددته مسبقًا أو وجبةً جاهزة للطهي. وخلال دقائق، يمتلئ المنزل برائحة الطّعام الدّافئة، ويجلس الجميع حول المائدة مستمتعين بوجبةٍ محضّرةٍ بحب… أما الأفكار المزعجة، فقد تلاشت تمامًا، لأنكِ فعلتِ ما يكفي، وما يكفي… أكثر من كافٍ!
إليكِ في هذا المقال:
المفرّزات الصحية ليست خيانة للأمومة!
المفرّزات ليست خيانة للأمومة! بل هي أنك أم ذكية.
كثيرًا ما نشعر بأنّ إعداد الطّعام الطّازج يوميًا هو معيار الأم المثاليّة، وأنّ اللجوء إلى الطّعام المجمّد هو نوع من “التّقصير”.
لكنّ الحقيقة؟ المفرّزات لا تجعلكِ أمًّا أقل حبًا أو اهتمامًا، بل على العكس، تدل على أنّكِ تخطّطين بذكاء وتوازنين بين عملكِ وحياتكِ الأسرية دون أن تستنزفي نفسكِ.
أنتِ أمٌّ عاملةٌ، وقتكِ محدودٌ، ومسؤوليّاتكِ كثيرة، لكنّ قلبكِ ممتلئٌ بالحب، وتريدين تقديم الأفضل لعائلتكِ. لهذا السّبب، بدلاً من إنهاك نفسك في الطّبخ يوميّاً، استخدمي التّجميد كأداة ذكيّة توفّر عليكِ وقتًا ثمينًا، وتمنحكِ لحظات إضافية مع أطفالكِ دون الشّعور بالذّنب.
هل الطّعام المجمّد صحّي؟
ربّما يتبادر إلى ذهنكِ هذا السّؤال: “هل المفرّزات تعني طعامًا بلا فائدة؟”
الإجابة ببساطة: ليس بالضّرورة! إذا قمتي باختيار صحيح للمفرّزات. بل في بعض الأحيان، تكون المكوّنات المجمّدة أكثر فائدة من الطّازجة، لأنّها تُحفظ فور قطفها، بينما قد تفقد المنتجات الطازجة جزءًا من قيمتها الغذائية أثناء التّخزين والنّقل.
أثبتت دراسة أن التجميد السريع يساعد على حفظ العناصر الغذائية الأساسية في الخضار.
ما الذي يقوله العلم؟
الخضروات : تفقد قيمتها الغذائيّة تدريجيًا بعد قطفها، لكنّ التّجميد السّريع بعد السّلق يحافظ على الفيتامينات مثل C وA و K ومضادات الأكسدة. كما يُبطّئ بشكل كبير نشاط الأنزيمات التي تستمر في العمل بعد الحصاد ممّا يؤدي إلى فقدان اللون، والقوام، والطّعم مع الوقت.
اللحوم والدّواجن: التّجميد لا يقلل من جودة البروتينات، بل يحافظ عليها عند التخزين الصّحيح.
الشّوربات والصلصات: عند تجميدها بشكل مناسب، تظل محتفظة بنكهتها وقيمتها الغذائية.
الخبز والمخبوزات: التّجميد يمنع جفافها ويحافظ على قوامها الطّازج.
إذًا، الفكرة ليست في التّخلي عن الطّعام الطّازج تمامًا، بل في الاستخدام الذّكي للمفرّزات المنزلية حتى تسهل عليكِ الحياة دون المساس بصحّة عائلتكِ.
كيف تختارين المفرّزات بذكاء؟ نصائح لاختيار مفرزات منزلية صحية وسريعة التحضير
ليس كل طعامٍ مجمّد صحيًا، لذا إليكِ بعض القواعد البسيطة للحفاظ على المفرزات بشكل صحي:
- حضّري مفرزاتكِ بنفسكِ: بدلاً من شراء الأطعمة الجاهزة، جهّزي وجبات منزليّة بنفسكِ واستخدمي المكونات الطازجة.
- اقرئي المكوّنات عند الشّراء: تجنّبي المنتجات التي تحتوي على مواد حافظة، وأملاح أو سكّريّات زائدة.
- خزّني بطريقة صحيّة: ضعي الطّعام في أكياس محكمة الإغلاق وتأكّد من أن درجة الحرارة منخفضة بما فيه الكفاية للحفاظ على الطّعام بشكل سليم.
- استخدمي طريقة السّلق السّريع (Blanching) للخضروات. وإليك الطريقة الصحيحة لذلك:
- اغلي الماء في قدر كبير” لاتستخدمي كمية كبيرة من الماء لتقليل فقد المعادنو الفيتامينات الذوّابة في الماء”.
- ضعي الخضار في الماء المغلي (السّبانخ 30 ثانية، الجزر 3 دقائق).
- انقليها فورًا إلى ماء مثلج للحفاظ على لونها ونكهتها.
- جفّفيها جيدًا قبل التّجميد لمنع تكوّن بلورات الثّلج.
- نوّعي اختياراتكِ: لا تعتمدي على نوع واحد، بل جهّزي عدة أطعمة ليسهل عليكِ تنويع الوجبات.
تأثير التجميد والسّلق على العناصر الغذائيّة:
فيتامين C: يتأثر بالسلق لأنه قابل للذوبان في الماء ويتحلل بالحرارة، لكن السلق السريع (لمدة 1-3 دقائق) يقلل هذا الفقدان مقارنة بالسلق الطويل. التّجميد أيضًا يؤدي لفقدان بعض فيتامين C، ولكن الخسارة تكون أقل ممّا يحدث عند ترك الخضروات في الثلاجة لعدة أيام.
فيتامينات B: تذوب في الماء، لذا يفضل استخدام أقل كمية ماء ممكنة أو الطّهي بالبخار لتقليل الفقدان. التجميد بعد السلق السريع يحافظ عليها بشكل أفضل مقارنة بالتّجميد المباشر.
الفيتامينات الذوّابة بالدّسم: فيتامين A، فيتامين K، فيتامين E، هذه الفيتامينات تبقى مستقرة وغير قابلة للذوبان في الماء، وبالتالي لا تتأثر كثيرًا بالتجميد أو السلق السريع.
المعادن (الكالسيوم، الحديد، البوتاسيوم، المغنيسيوم): لا تتأثر تقريبًا، لكنها قد تضيع مع ماء السلق إذا كانت كميته كبيرة, ويمكنك استخدام ماء السلق في تحضير الشّوربة والصّلصة.
الألياف والبروتينات: تبقى كما هي تمامًا.
كيف نقلل الفقدان لبعض العناصر التي تتأثّر أثناء السلق والتجميد؟
1. استخدام أقل كمية ماء ممكنة عند السلق أو السلق بالبخار.
2. عدم إطالة مدة السلق (1-3 دقائق فقط).
3. تبريد الخضروات فورًا بالماء البارد لإيقاف عملية الطهي والحفاظ على الفيتامينات.
4. تجميدها بسرعة بعد السلق في أكياس محكمة الإغلاق لمنع الأكسدة.
أفكار ذكيّة لمفرّزات منزليّة صحيّة:
شوربة العدس أو الخضار – مغذّية وسهلة التّحضير.
كفتة الدّجاج أو اللحم المتبّلة – تُطهى بسرعة عند الحاجة.
عجينة البيتزا أو الفطائر – تظل طازجة عند التّجميد.
وجبات معكرونة نصف مطهية – لتسريع تحضير الطعام.
خضروات مغسولة ومقطّعة – جاهزة للاستخدام فورًا.
في الختام المفرزات ليست مجرد طعام… إنّها رسالة حب!
توقّفي عن الشّعور بالذّنب لأنكِ لا تعدّين وجبات طازجة كلّ يوم. لا تنظري إلى المفرّزات كخيار مؤقّت، بل كجزء من نظام ذكي يساعدكِ على تحقيق التّوازن بين عملكِ ووقتكِ مع أطفالكِ.
كلّ كيس طعام محفوظ في الفريزر هو رسالة حب منكِ إلى نفسكِ وعائلتكِ، تقولين لهم فيها:
“أفكّر فيكم، حتّى وأنا مشغولة.”
” أحبّكم، لكنّني أحتاج أيضًا إلى الرّاحة.”
“أنا أمٌّ عاملةٌ، وأبذل جهدي لجعل حياتنا أسهل وأسعد.”
لهذا، لا تسمحي لأحد بأن يقنعكِ أنّ حبّكِ يُقاس بعدد السّاعات التي تقضينها في المطبخ. الحب يُقاس بوجودكِ، بابتسامتكِ، وبلحظاتكِ الجميلة مع أطفالكِ.
والمفرزات؟ هي فقط وسيلة تستطيعين جعلها صحيّة لتمنحكِ بعض السّلام وسط زحام الحياة.
الآن، أخبريني، ما أوّل وجبة ستعدّينها وتفرّزينها هذا الأسبوع؟
أسئلة شائعة حول المفرزات المنزلية الصحية للأمهات العاملات
1- هل الطعام المجمد يسبب فقدان الفيتامينات؟
لا، تجميد الطعام لا يؤدي إلى فقدان كبير في الفيتامينات، بل يحافظ على معظم العناصر الغذائية بشكل جيد. ومع ذلك، قد يحدث فقدان بسيط لبعض الفيتامينات الحساسة مثل فيتامين C وفيتامين B، خاصة إذا تم تجميد الطعام لفترة طويلة أو لم يُخزن بشكل صحيح.
2- كم مدة صلاحية الطعام المجمد في الفريزر المنزلي؟
تختلف مدة صلاحية الطعام المجمد حسب نوعه وطريقة تخزينه. بشكل عام، يمكن أن تدوم اللحوم الحمراء من 6 إلى 12 شهرًا، والدواجن من 9 إلى 12 شهرًا، والخضار والفواكه من 8 إلى 12 شهرًا، بينما الأطعمة المطهية يفضل استهلاكها خلال 2 إلى 3 أشهر للحفاظ على الجودة.
3- هل يمكن تجميد كل أنواع الخضار؟
لا، ليست كل أنواع الخضار قابلة للتجميد. يمكن تجميد معظم الخضروات مثل الجزر، البازلاء، البروكلي، والسبانخ بعد سلقها سريعًا (عملية التبييض) للحفاظ على نكهتها وقوامها. لكن بعض الخضروات التي تحتوي على نسبة عالية من الماء مثل الخيار، الخس، والطماطم الطازجة لا تتحمل التجميد جيدًا لأنها تصبح طرية ومائية بعد إذابتها.
هل تشعرين بالضياع؟ في الأمومة، في التربية، في التعامل مع أطفالك؟
كلنا أمهات هنا لأجلك!
نقدم لك مجموعة من المختصين في مجالات عدة لتقديم استشارات في الأمومة والتربية خاصة لك، إذا كنت تشعرين بأنك بحاجة إلى مساعدة لا تفكري مرتين.
عن كاتبة المقال:
سألنا رزان أن تعرفنا عن نفسها فأجابت:
رزان عقدة، أخصائية في التشخيص المخبري من سوريا، وأم لفتاتين تملأ ضحكاتهما حياتي حبًا وتحديًا. أتنقل بين أنابيب المختبر وهمسات الأمومة في البيت، وبينهما أبحث عن مساحة هادئة على الورق أكتب فيها ما لا يُقال في زحام الأيام.
أكتب لكل امرأة تخوض معاركها اليومية بصمت، ولكل أم تحاول أن توازن بين العطاء للآخرين والوفاء لذاتها. أؤمن أن التعب حين يُروى يتحول إلى وعي، وأن الحكايات، مهما كانت بسيطة، تُشكّلنا وتلهم من حولنا.
رسالتي تتجاوز أنابيب المختبر، حيث أسعى لنشر الوعي الطبي بطريقة قريبة وبسيطة، لأنني أؤمن أن التحليل الطبي والكلمة يكشفان ما لا يُرى، ويمنحان فرصة لحياة أفضل.
ممتنة لانضمامي إلى “كلنا أمهات“، حيث وجدت صدى صوتي، وامتدادًا لقناعتي بأن الأصوات الصادقة لها تأثير قوي، وأن مشاركة التجارب تصنع الفرق وتضيء الطريق للآخرين
سلمى
مايو 11, 2025 في 1:31 صمقتل دافئ ونصائح عملية بامتياز أضاف لي الكثير بتحضير المفرزنات .. ابدعت🥰👌