جلد الذات عند النساء

الصحة النفسية والجسدية

جلد الذات عند النساء

pexels-liza-summer-6382633

هل تشعرين دوماً بعدم الرضا عن نفسك؟ عن عطاءك وإنجازات؟ هل تبالغين في لوم نفسك محاسبتها وانتقادها؟ هل تمارسين جلد الذات بشكل مستمر؟ ان كنت كذلك فاعلمي أنك لست وحدك من يعيش تلك الصراعات!

النساء يجلدن أنفسهن 8 مرات يومياً

بحسب دراسة أجرتها منظمة “ومنكايند” على مجموعة من النساء، فقد وجد أنهن يمارسن جلد الذات بمعدل ثماني مرات يومياً. ولأسباب مختلفة كمظهرهن الخارجي، أدائهن الوظيفي والمهني. وغيرها الكثير ولكن معظم تلك الأسباب قد لا تكون بتلك الأهمية!

ليس من السهل أبداً التعايش مع سيلٍ من الأفكار والمشاعر السلبية التي قد تنتج عن جلد الذات. لأنها حتماً ستأخذ بشكل أو بآخرٍ انعكاساتها على حياتك اليومية.





ما هي الآثار المترتبة على جلد الذات؟

  1. قد تدفعك للتقليل من أهمية دورك في الحياة وإنجازاتك، طالبة كنت، موظفة، أما أو أيا كان دورك.
  2. قد تفقدك ثقتك وإيمانك بقدراتك.
  3. قد تصنع منك شخصا غير قادر على مواجهة مشاكله واستخدام المنطق لإيجاد الحلول.
  4. قد تجعلك شخصا يخشى الانفتاح على العالم والتطوير من نفسه.

تلك الآثار والنتائج المذكورة كفيلةٌ بأن تشعرك بأن جلد الذات و المبالغة في انتقادك لنفسك قد يكون مشكلة تستدعي التوقف عندها، ولأن الخطوة الأولى لمواجهة المشاكل تكمن في الوقوف عند الأسباب. فقد وجب عليك التفكر في مسبباتها ومحاولة ايجاد الحلول. قبل أن تتحول إلى هواجس تتحكم بمسير حياتك وتبدأ بالسيطرة عليها.





ما هي الأسباب التي قد تدفعنا إلى جلد الذات؟

قائمة الأسباب التي قد تدفعنا إلى القيام بجلد الذات قد تطول. وقد تلعب البيئة والتنشئة دوراً مفصلياً فيها. ولكن نحن هنا بصدد الوقوف عند أقوى الأسباب حضوراً وأكبرها تأثيراً في عصرنا هذا.

تأثير مواقع التواصل الاجتماعي

تماماً وكما تبادر لذهنك للوهلة الأولى! إنَه تأثير مواقع التواصل الاجتماعي الذي بات أمراً لا يستهان به في السنوات القليلة الماضية. لا نستطيع إنكار حقيقة أنَنا نقضي أوقاتاً لا بأس بها في تصفح تلك المنصات. نتنقل بين صورة شاركتها تلك وفيديو نشره ذاك، نتابع يوميات المؤثرين والناشطين وأساليب حياتهم عن كثب وتغرينا الصور التي نعرف حق المعرفة أنها نشرت بعد ساعات من العمل على تعديلها. بحسب الدراسة ذاتها فقد وجد أن واحدة من كل سبع نساء لا تشعر بالرضا عن مظهرها الخارجي. ربما لأنها لا تمتلك قامة نحيلة ممشوقة أو أنف بأبعاد معينة أو حتى ذقن بشكل معين. ولا عجب في ذلك! فحتى مقاييس الجمال ومعاييره باتت تتحدد وتفرض نفسها علينا وفقاً لما نراه عبر تلك المنصات

لقد أصبحنا لا إرادياً نؤمن بأن ما نراه هو الصورة المثالية التي يجب أن نكون عليها وأن أساليب الحياة تلك هي التي نستحق أن نحظى بها لا ما دون ذلك!





هل تشعر النساء بجلد الذات على الصعيد المهني؟

أما على الصعيد المهني فقد تبين أن معظم النساء لا يشعرن بالرضى عن وظائفهن ورواتبهن أيضاً. فقد تبين بحسب الدراسة المذكورة أعلاه أن 46% من النساء يبدأن بانتقاد أنفسهن  و ممارسة جلد الذات قبل التاسعة والنصف من صباح كل يوم. فهل يمكن لمن تبدأ يومها بتلك الممارسات أن تكون أكثر عطاءاً وإنتاجية؟ وهل ستكون أكثر اشراقاً وإقبالاً على الحياة؟ سأترك لك الإجابة على تلك الاسئلة.





كيف أواجه جلد الذات وأتغلب عليه؟

إليك هنا بعضاً من الممارسات التي ستساعدك بشكل كبير على تخطي تلك العادات والتقليل من أثر جلد الذات على حياتك:
  1. تجنبي الفراغ فهو مهلك، احرصي دائما على ان يكن يومك ممتلئاً بالأنشطة والهوايات التي تحبين ممارستها.
  2. انتق ما تتابعينه على مواقع التواصل الاجتماعي بعناية واحرصي على أن يكون ذو فائدة وانعكاس إيجابي على نفسيتك وحياتك.
  3. تفكري بنقاط قوتك ومميزاتك وتذكري أن الاختلاف هو سنة الله في خلقه وأن لكل منا ما يجعله مميزا عن الآخرين.




لا شك أن جلد الذات ومحاسبة الانسان لنفسه وانتقادها قد تكون ممارسة مصحية ومطلوبة في بعض المواضع للتطوير من الذات والارتقاء بها في شتى مناحي الحياة، ولكن ما نود قوله وتذكيرك به دائما: ارفق بنفسك. ليس عليك أن تكوني مثاليةً في جميع الأوقات، لنفسك عليك حق فلا تحمليها من الأعباء ما قد يودي بها إلى الهلاك.

متى يجب علي طلب المساعدة؟

إن شعرت يوماً بأنك تواجهين مشكلةً حقيقية قد لا تستطيعين السيطرة عليها من تلقاء نفسك، تحول بينك وبين تحقيق أهدافك و ممارسة حياتك بالشكل الطبيعي. فلا تتردي أبداً بطلب المساعدة، و تذكري أننا نحن في أمهات متواجدون لتقديم العون لك عن طريق كوكبة من المختصين و الاستشاريين النفسيين. بإمكانك حجز استشارتك عبر منصتنا مع الأخصائية النفسية والأستاذة محاضرة في جامعة كانبيرا في استراليا الدكتورة رنا طيارة.

اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
0