جمانة خليل، قصة نجاح من فلسطين إلى اليابان.

قصص أمهات ملهمة

جمانة خليل، قصة نجاح من فلسطين إلى اليابان.

قصة نجاح جمانة خليل

هل يمكن للأمهات التفوق وتحقيق الإنجازات الأكاديمية والمهنية رغم ظروف الغربة وغياب العائلة والدعم الذي تقدمه؟ قصة نجاح اليوم، هي خير دليل على أن الإرادة من شأنها أن تصنع كل شيء. وأن الأمومة بمختلف ظروفها لم تكن يوماً عائقاً في طريقنا نحو تحقيق الأحلام.

من هي جمانة خليل؟ عرفينا عن نفسك أكثر.

اسمي جمانة خليل من فلسطين، أم مغتربة لطفلين. حاصلة على شهادة الدكتوراة في علم المناعة من إحدى أهم الجامعات في اليابان. حيث أقيم الآن وأمارس مهنتي كأصغر بروفيسور مساعد في تاريخ الجامعة التي أعمل بها.

حدثينا عن رحلتك الدراسية، ما بين الجامعة والسفر لإكمال الدراسة في الخارج.

تم قبولي بداية في كلية الطب في جامعة النجاح، وقد كانت لدي فوبيا من الدم وغرف العمليات. اعتقدت في البداية أنه بإمكاني التغلب عليها. ولكن، مع الوقت أدركت أنه لن يكون بإمكاني تجاوزها. اكتشفت خلال الدراسة شغفي بعلم الأحياء الدقيقة والأدوية. لذلك، قمت بتحويل التخصص في السنة الثالثة وحصلت على درجة البكالوريوس في العلوم الطبية الحيوية. وقد تم اختياري من بين ثلاثة طلاب لاحقا للحصول على منحة دراسية في اليابان للحصول على درجة الماجستير في علم المناعة ومنها إلى الدكتوراة.


ما بين الأمومة والدراسة، ما الصعوبات التي واجهتك خلال تلك المرحلة؟

حملت بطفلي الأول خلال آخر سنة في الماجستير وبطفلي الثاني خلال آخر سنة من الدكتوراة. بالطبع، لم تكن الرحلة سهلة على أم مغتربة. على مدى تسع سنوات من الدراسة، تعثرت لفترات وقد تسبب ذلك في تراجع في الإنجاز لفترات أخرى.  افتقدت بشدة الدعم الذي يمكن الحصول عليه في بلدك الأم. كذلك، افتقدت الصداقات الحميمية التي كنت أحظى بها. لكن، رغم تلك الصعوبات كنت مؤمنة بأنها فترات مؤقتة ستمضي واستطعت إيجاد التوازن اللازم الذي مكنني من الحصول على شهادة الدكتوراة بفترة زمنية أقصر نسبياً من بقية الطلاب في نفس الدفعة. بالتأكيد، لم أكن لأحقق هذا الإنجاز لولا الدعم الذي لم يتوان زوجي عن تقديمه طوال السنين الماضية. والذي، كان من شأنه أن يخفف وطأة الغربة وافتقاد العائلة والصداقات.

خلال فترة تواجدك في اليابان، هل تعرضت لأي مواقف عنصرية؟

لم أواجه أي مواقف عنصرية كوني أجنبية مسلمة أو حتى أم. على العكس، حظيت بالدعم الكامل سواء في الجامعة أو العمل. وذلك، لأنني كنت واضحة في ترتيب أولوياتي ووضع عائلتي وأمومتي في المقدمة. واختياري للعمل دائماً كان يتماشى مع هذه الأولويات وظروفي في الحياة.

هل اضطررت لتقديم التنازلات بحكم أمومتك؟

اضطررت في بعض الأحيان لرفض بعض من الفرص. وذلك، لعدم توافقها مع ظروف الحمل والأمومة. ولكنني كنت متيقنة دائماً بأن تلك الفرص ليست نهاية العالم. وبأننا كأمهات قد نضطر لتأجيل بعض الخطوات في حياتنا المهنية في سبيل العائلة. ومع إيماني باستحقاقي لما هو أفضل استطعت الحصول على فرص أفضل في التوقيت الأنسب.


هل تذكرين أحد المواقف الملهمة التي صنعت فارقاً في حياتك؟

خلال دراستي في جامعة النجاح. لجأت لأحد أساتذتي في كلية الطب وكان أستاذاً معروفاً بإيجابيته وبساطته وقربه من الطلاب فحدثته عن مخاوفي التي لم أستطع تجاوزها في السنة الثالثة، وأذكر أنني كنت في حالة ضعف وضياع وكان تركيزي منصباً على المخاوف ونقاط الضعف، ولكن ردة فعله وكلامه المشجع نقلني إلى حالة مختلفة تماماً وأخبرني أني لست ضائعة وإنما أكتشف نفسي وأتعرف عليها وهذا أول طريق التميز، وأن مخاوفي من الدم وغرف العمليات ليست ضعفاً وإنما علامة تدلني على أن اتجاهاً مختلفاً ينتظرني ويرحب بي، ومن هنا تغيرت عقليتي وطريقة تفكيري ، ولا أزال حتى اليوم يعجبني الأستاذ الذي يضع يده على منبع النور في طلابه بدلاً من حصرهم بطرق ضيقة لا تتسع لتألق الجميع.

ما هي نصيحتك للأمهات اللواتي يسعين للنجاح في حياتهن الأكاديمية والمهنية؟

أقول دائما إن لكل خيار نختاره في الحياة نصيباً من التعب ، حتى الإجازات الترفيهية ينالنا فيها تعب وملل ، فلكل مسار صعوبته ولكل قرار متاعبه ، لذلك أختار ما فيه التعب المحبّب الممزوج بلذّة النموّ والتجدّد.

لذلك على الأمهات أن يملأن حياتهن بما يجعلهن أفضل رغم كل الصعوبات. عليهن فقط الاستماع لحدسهن الداخلي والوثوق به. إن كان العمل أو الدراسة يجعل منهن أمهات وزوجات أفضل فعليهن التركيز على ذلك وإهمال كل الأصوات التي قد تسبب لهن الضغوطات.

التبسيط أيضاً هو أحد مفاتيح النجاح. في نمط الحياة والعلاقات وكل شيء. بالتأكيد، من شأنه أن يشبع رغباتهن ويضاعف من حجم الإنجاز. فهو يعطي البركة للوقت والجهد المبذول.


في الختام، نود تذكيرك عزيزتي الأم، بأن العائق الذهني قد يكون العائق الأكبر على الإطلاق. وبأن مفتاح النجاح يكمن في تغيير العقلية ونمط الحياة قبل كل شيء. ولأننا نؤمن بأنك تمتلكين من القدرات ما يمكنك من الوصول إلى أي هدف تضعينه أمام عينيك. نضع بين يديك المزيد من القصص الملهمة لأمهات استطعن التغلب على الظروف والتحديات بمختلف أشكالها وتحقيق الإنجازات حتى أصبح لكل منهن قصة نجاح تستحق أن تروى.

1 التعليق

  1. […] اقرأ أيضاً قصة نجاح أم من فلسطين إلى اليابان […]

اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
0