حب الجسد وتقبله – هل تعلمين ماذا سيحصل عندما تحبين جسدك؟

الصحة النفسية والجسدية

حب الجسد وتقبله – هل تعلمين ماذا سيحصل عندما تحبين جسدك؟

pexels-photo-6417918

كنا قد تحدثنا في مرات سابقة عن حب الذات وماذا يعني، وكيف يظهر في أدنى حالاته.. وأرغب في هذا المرة أن أتحدث معكم عن جزئية مهمة من حب الذات وهي حب الجسد وعلاقتك بجسدك. هل تحبين ذلك الجسد؟ هل تتواصلين معه وتشعرين به؟ أنت ممتنة له؟ هل أنت تعاملينه كما يجب؟ تراعي احتياجاته؟

الإجابة على تلك الأسئلة بصدق هو المؤشر الحقيقي لتتعرفي على ماهية علاقتك بجسدك! تلك العلاقة التي تؤثر بشكل قوي على مناحي حياتك الأخرى. فأنت بدون ذلك الجسد لن تستطيعي القيام بمهماتك ولن تستطيعي أن تخوضي تجاربك. والجسد ليس مجرد مركبة كما تعلمنا نقودها خلال رحلتنا في الحياة؛ بل الجسد له وعي وذكاء خاص به، إنه يعمل بدقة متناهية بدون أي مجهود منك، يحول الطعام والماء إلى لحم ودم.. ألا يستحق أن نهتم به ونقدره ونتواصل معه كما يجب!

 سنبدأ من نقطة الأساس في التعامل مع جسدك!

  • هل تحبين جسدك حقا؟
  • هل تقبلين به كما هو؟
  • أم أنك طوال الوقت تحاولين إيجاد أي عيب فيه، وتحاولين تغييره؟

إن حب الجسد وتقبل شكله؛ من الأمور المهمة في علاقتك مع نفسك. وقبولك لجسدك سيمنحك القوة في الاستمرار والمضي الحياة. ذلك لأن حب الجسد سيجعلك تتحررين من انتقاد الاخرين ولن تدعي تعليقاتهم السلبية تؤثر عليك ولن تحبطك أي ملاحظات.. وما يسبق ذلك هو تحررك أنت من انتقاد نفسك لنفسك. وسوف تقتربين عندها من نفسك أكثر حتى تشعين من الداخل للخارج.





ماذا يحصل عندما أحب جسدي وأتقبله كما هو؟

عندها ستكون علاقتك بجسدك علاقة صحية واضحة ومتوازنة. بمعنى:

  • أنك لن تقومي بإعطائه المزيد من الأكل، وتلبية الاحتياجات العاطفية والنفسية والعقلية لديك أو أي احتياجات أخرى بالأكل. ولن تنتقمي مما يحدث معك بالحياة بأن تفرضي عليه القيام بهضم ما لا يحتاجه. (ملل- طعام/ حزن – طعام / غضب – طعام / فرح- طعام / اجتماع عائلي- طعام/ رحلة- طعام).
  • ستخرجين من دائرة الأكل بطريقة غير صحيحة، ولوم ذلك الجسد وكرهه والشعور بالعار منه بعد أن ترغميه على أخذ ما لا يحتاج.
  • لن تقارني جسدك بالآخرين.. لن تري نفسك ضئيلة بعنينك.. وستتوقفين عن استنزاف طاقتك ووقتك في ذلك لأنك تعلمين أن ما لديك (جسدك هو أفضل نعمة وهبها الله لك).
  • سوف تستثمرين تلك الطاقة في تغذية ذلك الجسد بالطريقة السليمة وتلبية احتياجاته كما يجب. وسوف يخدمك هو بالمقابل بأفضل صورة، وسوف يساعدك على القيام برسالتك على هذه الأرض.

إضافة إلى ما سبق.. 

  • لن تعتبري مظهرك الخارجي وشكل جسدك جزء من تقييمك لذاتك. فقيمتك تأتي من داخلك ومن ارتباطك بالخالق. فأنت بت تعرفين أنك أكثر من ذلك بكثير فأنت الروح التي وضعها الله في ذلك الجسد. والجسد هو الوسيلة التي تمكننا من عيش هذه الرحلة الأرضية وتجربتها بكل حواسنا.
  • لن تنغمسي في معايير المجتمع وتعريفه للجسد المثالي؛ (فجسدك لا يعتبر جميل إلا إذا كنت نحيلة! أنت ليس لديك قيمة! لست جذابة إذا كان وزنك كذا). سوف تستبدلين تلك المعايير الزائفة لما يجب أن يكون عليه (جسد المرأة)؛ بقبول وتقدير وحب الجسد والامتنان له والعناية به.
  • سوف تيقنين بأنك أكثر بكثير مما تبدين عليه بفستان أو رداء معين. حتى تلك المعايير هي معايير متغيرة من زمن لآخر – ربما من ثقافة لأخرى.. فلا تنصاعي لها ولا تعيرين لها بالاً.
  • ستكونين راضية وسعيدة بما لديك.. لأنك تعرفين أن هناك العديد من أشكال الجسد للمرأة وهناك أنواع متعددة وليس هناك قالب واحد مثالي.
  • سوف تشعرين بذلك الفضاء في داخلك.. وسوف ينعكس ذلك عليك؛ فتصبحين أكثر جمالاً وإشراقاً. وسوف تزداد ثقتك بنفسك؛ فما يهم هو صحة وعافية وطاقة ذلك الجسد، وليس شكله أو ما يبدو عليه. وهذا ينتج من الداخل وليس من مقاس جسدك أو ملابسك. ولا يعتمد على لون شعرك أو بشرتك ولا وزنك على الميزان.
  • ستفخرين بأي علامات عليه، سواء علامات الحمل أو خطوط الزمن.. لأنها تدل بأنك خضتِ تجارب ممتعة وجميلة في الحياة.

أنت وحدك لديك حرية الاختيار الآن





كيف أعمل على تحسين علاقتي بجسدي؟

  • بأن تبدئين رحلة التعرف على جسدك واحتياجاته والتواصل معه وقبوله والامتنان له، بدلاً من البحث عما لا يعجبك به ومقارنته بالآخرين.
  • لا تستسلمي إن شعرتِ في البداية بأنه أمر صعب ومبهم! ولكن كل ما عليك القيام به الآن هو النية الصادقة بأن تحبي هذا الجسد.. بأن تقبليه بأن تتواصلي معه. ومع الوقت والممارسة ستمتلكين تلك العقلية للتعامل معه بطريقة جديدة، وسيكون ذلك الجسد سعيد بالمقابل.
  • مع الممارسة والتدريب على حب الجسد؛ سوف تصلين لمرحلة تستطيعين التعامل مع أي نقد خارجي.. لأنك تعرفين أن انتقادهم هو انعكاس لما بداخلهم، وربما انعكاس لرفضهم لأنفسهم وبأنه ليس له أي علاقة بك. ولن تأخذي كلامهم وكأنها حقيقة (هي مجرد أراء شخصية قاموا بتبنيها بناء على تجاربهم وأفكارهم ومشاعرهم).

وعندما تتحسن علاقتك مع جسدك سوف تتطور مناطق جديدة بحياتك بالتبعية دون أن تشعري.

”إنها الأنفس التي بحاجة لجراحة وعلاج وليس الأجساد





نصائح تساعدك على حب الجسد وتقبله

  • اختاري الآن وخذي موعد مع نفسك.
  • استرخي واشعري بوجود جسدك.
  • ضعي خطة بسيطة للأكل بطريقة صحية.
  • تحركي والعبي أي تمارين رياضية بسيطة حتى لو كان المشي.
  • اكتبي رسالة لجسدك.. اشكريه على رحلته معك حتى الآن، وتأسفي له على العلاقة التي لم تكن متوازنة بينك وبينه.
  • حاولي أن تكوني حاضرة معه قدر المستطاع. (فعلي حواسك الخمسة أثناء أي عمل تقومين به).
  • انظري لنفسك بالمرآة وأبدي إعجابك بذلك الجسد.

ستكونين أقوى وأكثر ثقة وستنعمين بسلام داخلي كلما أحببت جسدك وتواصلت معه.





هذا المقال..

تمت كتابة هذا المقال بقلم لايف كوتش إيمان الجعفري

حيث أنه سيكون واحداً من ضمن سلسلة مقالات تتحدث عن تطوير الذات، تكتبها لنا وتشاركها معنا الأستاذة إيمان؛ حيث سنلحقها في هذا المقال عبر موقع كلنا أمهات في الأيام القادمة.

نتقدم بالشكر الجزيل والعرفان من فريق عمل كلنا أمهات لمدربة الحياة لايف كوتش إيمان الجعفري، على مشاركتنا لهذا المقال القيم ومقالات أخرى. آملين أن نكون وإياها قدمنا لكم معارف مفيدة وقيمة.

اقرأ أيضاً  مقالات لايف كوتش إيمان الجعفري

حب الذات مع لايف كوتش إيمان الجعفري

أين يظهر حب الذات في أدنى درجاته مع لايف كوتش إيمان الجعفري

اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
0