سالي الحلوة – قصة نجاح رائعة لأم اطفال ذوي الاحتياجات الخاصة

قصص أمهات ملهمة

سالي الحلوة – قصة نجاح رائعة لأم اطفال ذوي الاحتياجات الخاصة

سالي الحلوة

الأمومة ليست وظيفة بل إنها “نداء”! مهمة خاصة تشبه سباقات الرجل الحديدي إلى حدٍ ما. نشعر بالتعب في بعض الأحيان، ونشعر وكأننا نغرق في المحيط في أحيانٍ أخرى، تسيطر علينا رغبة في الاستسلام؛ ثم نرى بصيص ضوء يسطع من جائزتنا التي تستحق كل هذا التعب والقتال؛ ألا وهي “أطفالنا”. نستمر بتخطي التحديات والعقبات واحدة تلو الأخرى، فكونك أم مهمة ليس بالسهلة! ولكن كونك أم اطفال ذوي الاحتياجات الخاصة؛ فهو تحدي عظيم! واجهته بطلتنا سالي الحلوة بكل شجاعة وإيمان.

إلى سالي الحلوة وكل أم لأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة؛ حدثتني طفلتي البالغة من العمر 8 سنوات قائلة: أن هؤلاء الأطفال “هدايا” لأمهاتهم وطبعاً وافقتها الرأي. ثم قالت لي: “قد نكون مختلفين من الخارج ولكن دواخلنا متطابقة فنحن جميعنا إنسان”!

من منصتنا الإلكترونية اليوم نشكر كل الأمهات العظيمات المقاتلات. ونقول لكن لولاكن لما وصل أطفالكن إلى هذا اليوم! وغداً سيكون تميز أطفالكم مدعاة للافتخار.

عرفينا عن نفسك

سالي الحلوة، عمري 33 سنة. لبنانية ومقيمة في طرابلس – لبنان. مترجمة ومربية في التربية الخاصة وصعوبات التعلم. وأم اطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة – ولدين مصابين باضطراب التوحد تحديداً. سابقاً كنت مقيمة وأعمل في دبي في شركة تأمين، وعدت وحدي إلى لبنان لتأمين جلسات العلاج لولدي بعد تشخيصهما؛ نظراً للتكاليف العالية في الإمارات.

أعمل حالياً كمربية في قسم الدعم التربوي في مدرسة خاصة في لبنان، كما أعمل في مجال الترجمة عن بُعد (Freelance).


كيف اكتشفت قصة تميز اطفالك عن غيرهم؟

لطالما تابعت تطور الطفل الأسبوعي والشهري منذ ولادته، وقد لاحظت أن ولدي متأخر دائماً عن النمو الطبيعي للطفل. لم أتجرأ بقراءة أي مقال عن التوحد؛ وذلك لأنني شعرت بأنه مصاب به ولم أرد أن أصدق ذلك. كنت دائماً أخبر صديقتي المقربة التي أنجبت طفلاً بعمر ولدي وأقارن تطورهما وألاحظ فوراً تأخر ولدي عنه؛ إلا أن أرسلت لي مقالاً عن عوارض التوحد لتطمئنني بأنه ليس كذلك. أذكر تماماً أنني اتصلت بها باكيةً لأخبرها بأن كافة العوارض يعاني منها ولدي، وكان بعمر سنتين ونصف آنذاك.

وبادرتُ فوراً بالاتصال بدكتور الأطفال لأسأله عن مراكز تشخيص، وما الخطوات التي يجب أن أبدأ بها. وتابعت سالي قائلة: “أما بالنسبة لطفلي الثاني، فمن بعد تعمقي بالتوحد والتعرف عليه أكثر بعد تشخص ولدي الأول؛ قد علمتُ بأن أي طفل مصاب بالتوحد؛ فهناك احتمال 50% بأن يخلق الإخوة يعانون من نفس الاضطراب أو اضطرابات سلوكية واجتماعية أخرى كفرط الحركة وقلة التركيز. وبالرغم من اختلاف التطور الشهري لكل منهما قبل عمر السن؛ إذ أن ولدي الثاني قد تم تشخيصه أيضاً بالتوحد”.

ما هي رسالتك لتعزيز اندماج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع. ما الذي تهدفين لنشره من خلال صفحتك؟

سأبدأ بالجواب عن الهدف؛ لأنه فعلاً ما ذكرته في الشق الأول من السؤال: تعزيز اندماج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع. فالدمج لا يعني فقط أن أعرف معلومات عن اضطراب أو حالة معينة؛ بل أيضاً عن كيفية التعامل معه. وأن عملية تربية وتطور هذا الطفل لا تقتصر فقط على الأم أو الأب، بل على المجتمع ككل بما أنهم إنسان أولاً.

رسالتي هي سد ثغرة المجتمع بتقبُل ذوي الاحتياجات الخاصة والتوحد خاصةً. وذلك لأن مجتمعنا العربي يفتقر للكثير من المعلومات والتوجيهات، وليس لديه أدنى فكرة عن هذا العالم الخاص. كما أنني أسعى لرفع صوت أم اطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ومساعدتها؛ للإثبات لها بأنها ليست لوحدها في هذه المحنة. وسأتطرق لمواضيع كثيرة حول كيفية التعامل مع هذه الأم المميزة وفهمها ومساندتها.


لو كان بإمكانك تغيير شيء بحياتك الآن، فماذا سيكون؟

للأسف الجواب محزن ولكن أتمناه من كل قلبي: أن أترك لبنان وأهاجر لتأمين مستقبل أفضل لولدي. وسأكتفي بهذا القدر من الجواب لأن الوجع يكبر في هذا البلد.

كيف يمكننا مساعدة الأهل وزيادة وعيهم لتقبل أطفالهم ذوي الاحتياجات الخاصة؟

من الضروري جداً أنه بمجرَد تشخيص أو معرفة ما إذا كان الطفل يعاني من اضطراب التوحد أو غيره من الحالات الخاصة؛ أن يبحث الأهل أولاً عن أشخاص آخرين قد مروا أو يمرون في نفس التجربة. وثانياً السعي لجلسات دعم نفسي وبخاصةً لأم اطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.

شخصياً، عندما تم تشخيص ولدي لم أخضع لجلسات الدعم النفسي لتقُبلي حالته. لكن مع الوقت اضطررتُ لذلك بسبب الضغط الذي تعرضتُ له من المجتمع. ومن هنا بدأتُ بالتركيز على توجيه وتوعية المجتمع.

حدثينا عن مشاعرك عندما علمتي لأول مرة عن تميز أطفالك

أذكر أنني كنت أبكي بخنقة وأنا أسأل الدكتور عن مراكز خاصة، وكان هذا جيداً لأنه يُثبت التقبُل لهذه الحالة. وبالرغم من أنني علمتُ أن هناك احتمال كبير أن يكون الأخ أيضاً مصاباً بالتوحد؛ لكنها كانت الضربة الأكبر وأدت إلى تغيير كافة المخططات المستقبلية.

حالياً، وبالرغم من الضغوط النفسية التي نعيشها مع الحجر الصحي؛ إلا أنني وولدي نتأقلم جيداً مع الوضع. وذلك لأنه من السهل اتباع الروتين المنزلي مع أطفال التوحد بدلاً من تعريضهم لمكان جديد يزيد من توترهم.

ما دور شركات الإعلان والتسويق في التوعية؟ وما الذي تتمنين من هذه الشركات أن تقدمه لمساعدة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة؟

أظن أننا في العالم العربي بدأنا بخطوات جيدة جداً في تقبُل ذوي الاحتياجات الخاصة؛ منها إدراجهم في عملية التمثيل والعمل في المقاهي وغيرها. كما أن بعض شركات الألعاب تقوم بصُنع ألعاب مشابهة لهذه الفئة المميزة، والتي تعمل على مساعدة أولاد مجتمعنا على تقبُل هذه الحالات منذ الصِغر. أتمنى ليس فقط من العلامات التجارية؛ بل من الدول العربية كافة بالالتفات لهذه الفئة ولمحيط هذه الفئة. فللأسف ما زلنا بعيدين عن توفير أقل حقوقهم كالتعليم المجاني. إذ أن الدول الأجنبية لا تمد يد العون للحالة الخاصة وحسب؛ بل لكافة أفراد العائلة من أهل وأخوة وأقرباء، ويكون ذلك بتقديم دعم نفسي ومادي ومعنوي.


اقرأ أيضاً قصة نجاح لينا أبو سمحة بعلاج ابنتها مريانا المصابة بشلل الدماغ

اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
0