سرطان الثدي المرحلة صفر!
بعد عراك استمر لبضعة أشهر بين الإجراءات الطبية ذات النتائج السليمة وبين حدس المريضة، انتصر الحدس ليسحق بنصره سرطان الثدي في مرحلة الصفر. قصتنا اليوم عن ميساء أبو لبن متعافية من سرطان الثدي بعد قصة نزاع طويلة ليست مع المرض ذاته ! بل مع إقناع العالم حولها بصدق حدسها وإحساسها.
مرحبا ميساء في البداية نحمد الله على سلامتك ونتمنى لك دوام الصحة والعافية، أخبرينا كيف بدأت القصة؟
بدأت القصة بعد ولادة ابني الثالث بستة أشهر وكنت حينها في إجازة في الأردن. بدأت اول علامات سرطان الثدي ظهورا ومنها تغيرات بالدورة الشهرية فأصبحت كل 10 أيام تتكون دورة. بالإضافة إلى ظهور دم في الحليب عند ممارسة الرضاعة الطبيعية.
اعتقدت في البداية أنها تغيرات طبيعية بسبب الولادة والرضاعة والسفر. لكن عندما استمرت أكثر من شهر أجزمت بعدم صحتها وتوجهت للطبيبة النسائية فورا.
ميساء أنت توجهت للطبيبة وأنت تشكين بوجود مرض سرطان الثدي على الرغم من أنك أقل من 40 عاما وهو كما نعلم من أهم عوامل الخطورة. لماذا كان هذا الشك؟
صحيح أن العمر من عوامل الخطورة التي تستدعي الفحص المبكر، لكن التاريخ العائلي أيضا مهم، فبعض من قريباتي قد أصيبت بالمرض منهن من تشافين ومنهن من فقدناهن للأسف. لذلك لا بد من الوعي بعوامل الخطورة جميعها.
ما المقصود بتشخيص سرطان الثدي المرحلة صفر؟ زودينا بتفاصيل لو سمحت؟
بعد رحلتي الطويلة في المستشفيات، وبعد أن توجهت للعديد من الأطباء بتخصصات مختلفة من نسائية وجراحة وأخصائي أورام وجميعهم أجمعوا بالبداية أنني سليمة ولا أشكو من أي مرض. لكن حدسي وإصراري واستمرار بعض الأعراض غير المفهومة، خصوصاً أنني توقفت عن الرضاعة الطبيعية من تلقاء نفسي والأعراض لم تتوقف! دفعني ذلك للتوجه مرة أخرى للطبيبة النسائية التي وجهتني لطبيب الجراحة العامة الذي بدوره طلب إعادة الميموغرام بعد إصراري ورفضي للعودة للمنزل دون إعادته. وهنا كانت المفاجأة فقد أظهرت الصور والمقاطع الصغيرة وجود ورم سرطاني بالثدي لكنه صغير جداً في مرحلة الصفر، وكان هذا هو التشخيص سرطان الثدي الأيمن المرحلة صفر.
كيف كانت رحلة العلاج؟
رحلة العلاج تضمنت فقط الاستئصال. وبعد فترة الجراحة التجميلية وما احتجت للعلاج الكيمائي ولله الحمد، وذلك بسبب الكشف المبكر والمرحلة صفر.
كلنا نعرف أن الدعم النفسي من أهم مراحل العلاج، هل احتجت لدعم نفسي مع أخصائيين خلال أو بعد فترة العلاج؟
في الحقيقة أنا لم أحتج أي دعم نفسي أو استشارات من مختصين. وذلك لأسباب عديدة منها أنه أنا من بحث واكتشف وجود المرض فكان وقع الخبر على نفسي أخف وطأة. أيضا أنا لم أحتج علاجاً كيميائياً فتبقى شكلي كما هو إلى حد ما ولم يتساقط شعري. كذلك دعم العائلة عموماً وزوجي خصوصًا كان جدا قوي ولم أحتج دعماً من غيرهم.
عندما تتلقى الأم خبر الإصابة بسرطان الثدي أول من تقلق على مصيره هو أطفالها؟ كيف تعاملت مع أطفالك هل أخبرتهم بالمرض؟
في البداية لم أخبرهم فقد كانوا صغارًا 10 سنوات و8 سنوات وسنة وشهرين. أخبرتهم أنني مريضة وسأضطر للغياب بضعة أيام عن المنزل. لكني وعدتهم أن أحضر حفلهم السنوي وطلبت من الطبيب تقديم الموعد من 30/5 إلى 24/5 حتى أتمكن من حضور الحفل. أما الآن بعد أن كبروا وعاشوا التجربة معي وشاهدوني عندما مرضت وبعدما استرجعت عافيتي شرحت لهم الموضوع، وبدأوا الآن هم يعرفون الناس عني وعن كفاحي مع مرض سرطان الثدي.
ميساء ما هي رسالتك لكل نساء العالم؟
رسالتي هي أنه اتبعي إحساسك دائما، اذهبي لعيادات الكشف المبكر حتى لو كنت تحت سن الأربعين، الكشف المبكر أهم خطوة في محاربة سرطان الثدي.