شعور الأم بالذنب، بين الإحساس والحقيقة. نصائح للامهات للتخفيف من الإحساس بالذنب

أمومة وتربية الصحة النفسية والجسدية

شعور الأم بالذنب، بين الإحساس والحقيقة. نصائح للامهات للتخفيف من الإحساس بالذنب

fa-barboza-yRB81uWKK-M-unsplash


هل سمعت من قبل عن شعور الأم بالذنب تجاه أطفالها وزوجها وعملها وحتى نفسها؟ تعاني المرأة عادة من الشعور بالذنب والتقصير وهذا شعور متأصل عندها، فهي غالبا ما تتحدث عن نفسها بأنها تشعر بالتقصير تجاه إحدى مناحي حياتها وقد يكون جميعها. حيث أن هنالك دراسة عالمية تثبت بأن الأمهات والنساء بشكل عام يشعرن بالذنب دائماً تجاه عوائلهم سواء كن أمهات عاملات أو حتى ربات بيوت.


تمرُّ بنا فترات نكون فيها سريعي الغضب، قليلي الصبر، لا طاقة لنا بالمحايلة والمسايرة. فنستعيض عن قراءة قصة بمشاهدة قصة، ونستبدل وقت اللعب بنزهة حول المنزل حتى لا نضطر لافتعال المتعة والحماس،  نطلب وجبة الغداء لأننا لا نطيق الطهي ذلك اليوم. ثم تعود الأم وتنفرد بنفسها في آخر الليل فتعاتب نفسها على التقصير، ثم تعد نفسها أن غداً ستفعل ما لم تقدر عليه اليوم كالذهاب للحديقة ، أو اللعب مع أطفالها أكثر. وسواء التزمت الأم بما عزمت عليه أم لم تلتزم، فإنها تحاول قصارى جهدها أن تنجز المهات وأن تكون مع أطفالها بكامل طاقتها وأن تكون حاضرة الذهن معهم.

أحياناً ولكثرة ما يرى الأهل من بهرجة عند بعض المربين والأمهات في هذا الفضاء الإفتراضي يعتقدون بأنهم فاشلون وبعيدون عن إمكانية ممارسة أمومة واعية وسليمة. ويغلب على ظنهم أنهم بحاجة إلى كل تلك الأدوات الملونة، والمناهج التعليمية المنمقة، والأنشطة الخارجية الموسعة. ولكنهم لا يمتلكون الموارد ولا المعارف التي تؤهلهم للحصول عليها؛ فيقعون ضحية اليأس ويفرغون هذا الغضب غالباً على ذلك أطفالهم.


استشهد موقع Harvard Business Review بمقولة إيمي ويسترفيلت، حيث تقول: “نحن نتوقع من النساء أن يعملن كما لو كن ليس لديهن أطفال، ونتوقع من النساء أن يربين أبناءهن كما لو كان لا عمل لديهن”؛ لهذا تشعر النساء بالذنب تجاه الأطفال تارة، والتقصير في العمل تارة أخرى؛ لصعوبة التوازن بين العمل والأطفال، حيث تتحمل الأم رعاية الأطفال غالبا بمفردها.

إن مسألة نزول النساء إلى العمل ما زال يحفه الكثير من التخبط، فهناك تبرير دائم أن النساء ولدن لتربية الأطفال، وهن أجدر من الآباء بهذه المهمة. فلنتعرف إلى أسباب شعورك بالذنب لأنك أم عاملة:

  1. الضغط الاجتماعي

دائماً ما يتم حصر دور الأم في الأدوار الرعائية فقط، فتتلقى الأم العاملة انتقادات لترك أطفالها من أجل العمل. الأمر نفسه يحدث للأم التي تكتفي برعاية الأطفال ولا تشارك في سوق العمل، فهي تتلقى انتقاد آخر من المجتمع كونها لا تشارك زوجها في تحمل أعباء المنزل المادية. لذا لا تحاولي إرضاء الآخرين على حساب أولوياتك وأهدافك. ومن المهم ذكره هو واجب الأسرة تجاه الام العاملة والدعم اللازم لها.

إن كنت تجدين العمل أمرًا أساسيًا لك، لم لا تفكري في العمل من المنزل بكل مرونته التي تتناسب معك كأم؟ دليل الأمهات للعمل عن بُعد هو خطوتك الشاملة للعمل من المنزل بين أطفالك!

  1. السعي وراء وهم الكمال

دائماً ما تنظر الأم إلى غيرها من النساء اللاتي يقمن بأعمال إضافية لا تقوم بها، ويبدو عليهن الاستقرار والسعادة، فالجميع محاط بتجارب الغير عبر وسائل التواصل الاجتماعي. إن ما تشاهديه عبر الشاشات مجرد لحظات قررت الأم تسجيلها وعرضها، ولا تعني بالضرورة أن حياتها كأم مثالية، فلا تسعي وراء لحظات وهمية، بل اخلقي لحظات واقعية تظل في ذاكرتك أنت وأطفالك.

  1. الشعور بالتقصير

تعتقد الأم العاملة أن تواجدها في المنزل ضروري من أجل تربية الطفل تربية سليمة، وهذا أمر غير دقيق، حيث تختلف ظروف كل أسرة عن غيرها. ينصح موقع Mom Well الأمهات أن يركزن على الكيف وليس الكم، فقد تقضي الأم اليوم بأكمله مع الطفل، وهي منشغلة بأعباء المنزل أو بهاتفها ويظل الطفل وحيداً. وقد تقضي الأم ساعة أو ساعتين مع طفلها وهي تشاركه بوعي نشاطا يحبه، فيشعر بالأمان والاهتمام.

  1. الشعور بالإرهاق

نتيجة لسعي الأم وراء إثبات جدارتها في المنزل، كأم وزوجة وطباخة ومدبرة منزل وابنة وزوجة ابن، وفي العمل، كمديرة وموظفة ناجحة تحاول تطوير مهاراتها ومواكبة كافة المستجدات، وفي المجتمع، كامرأة تهتم بذاتها وصحتها ومظهرها، تتضاعف الأعباء على الأم، فيزيد شعورها بالتعب، الذي قد يؤثر على صحتها الجسدية والنفسية، وبالتبعية يؤثر على علاقتها بنفسها وأسرتها، وينعكس على الأطفال.

إليكِ فيما يلي طرق لخلق التوازن بين الأسرة والعمل، والتخلص من شعور الذنب:

  1. سامحي نفسك

تنصح شيرلي زيجل Sheryl G.Ziegler، في مقالها “كيف تتخلصي من الشعور بالذنب كأم عاملة” بأن تحاولي أن تصفحي عن نفسك حال شعرتي بالتقصير تجاه أطفالك أو العمل، حتى لا يتحول الشعور بالذنب إلى شعور بالعار، ويتطور ليصبح صوتك الداخلي يصرخ قائلاً “أنا أم سيئة، وزوجة مهملة، وموظفة سيئة، وصديقة غير جديرة بالثقة”.

  1. راجعي قيمك وأولوياتك

لكل منا أولوية في حياته، فهناك من أولويته الأسرة، وهناك من أولويته العمل، وهناك من يضع نفسه أولوية دون الآخرين حسب الظرف. فإن كانت الأولوية لأسرتك فتوقفي عن أي ساعات عمل إضافية.

أما إن كانت الأولوية لعملك، اطلبي المساعدة من الموثوق فيهم، وناقشي زوجك في توزيع الأدوار بينكما، وشاركي أطفالك في مهام المنزل بما يتناسب مع أعمارهم، واجعلي الوقت الذي تقضيه رفقتهم وإن قصر منطقة راحة وأمان لهم ولكِ.

هل تفكرين في العودة إلى العمل لكن يتملكك شعور بالذنب؟ إقرئي خطوات العودة إلى العمل.

  1.  كوني أم جيدة لا مثالية

لا أحد مثالي خاصة في الأمومة والأبوة، لهذا تنصح شيرلي زيجلر بأنه لا بد أن يكون الأب والأم مهتمين ومتصلين بأطفالهم في اللحظة الحالية، دون أن يضحوا باحتياجاتهم. فعلاقة الأب والأم بالأبناء لا تقوم على التضحية، فالشعور بأني شخص يضحي يصحبه شعور آخر أن أجد مقابل ما أضحي من أجله، وهو ما يؤدي إلى خيبة أمل. تغلبي على شعور الإحساس بالذنب خصوصًا إذا كنت أمًا جديدة وكوني هينة على نفسك.

  1. تجاهلي كل ما يعوق تقدمك

توقفي عن مشاهدة قصص الآخرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فالجميع يشارك لحظات بسيطة من حياته، معظمها غير حقيقي، واستبدلي الوقت الذي تقارني به نفسك بتجارب الآخرين، بتمضيته مع الأبناء، أو بتطوير مهاراتك المهنية، أو حتى في إيجاد حلول بمشاركة الأب للوصول إلى أهدافكما سوياً.

وإذا كنتِ أماً عاملة فقولي لا في وجه الشعور بالذنب من خلال هذه النصائح!

نحن نتعلم الأمومة ولا تأتي إلينا وحياً، نعم عليك أن تقرأي وتتعلمي وتبحثي وتتخذي كل قرار عن وعي. عليك أن تلتزمي وتحاولي مهما بدر منك من تقصير أو خطأ. ولكن الأهم هو أن ندرك أن أكثر ما يحتاجه أطفالنا هو الوقت والانتباه والحب.


اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
0