لكل امرأةٍ طموحٌ مختلف. فبعض السيدات تطمح بالوصول لمراتبٍ علميةٍ عالية، والبعض الآخر يطمحن لتحقيق نجاحٍ وظيفي. بعضهن يجدن أنفسهن في بيئة العمل، وأخريات يفضلن البقاء بالمنزل مع الأطفال. مهما اختلفت الدروب ومهما كان الطريق الذي قمت باختياره؛ احرصي أن تصلي لنهاية الطريق بفخر. تختلف المعادلة وتزيد التحديات قليلاً مع وجود الأطفال، خصوصاً عند الأم العاملة، فالأطفال يشعرون بالأمان بقرب أمهاتهم. كما ويزيد الشعور بالذنب عند الأم العاملة الذي من شأنه أن يعرقل مسيرتها المهنية في بعض الأحيان. ولكن هل جربتي أن تتحدثي مع أطفالك عن سبب ذهابك للعمل؟ الحديث لأطفالك بهذا الموضوع سيضع حداً لشعورك بالذنب، وكما سيساعد طفلك بتفهم أسلوب الحياة الخاص بكم كعائلة، والعديد من الأمور المترتبة عليه.
1. ابدئي بالحديث مع أطفالك عن عملك منذ عمرٍ مبكر
حتى لو كان طفلك في أشهر عمره الأولى؛ أخبريه كل صباح وقبل خروجك من المنزل، أنك ذاهبة لعملك وأنك ستشتاقين له كثيراً، وأنك ستكونين بقربه فور انتهائك. أشعريه بالأمان قبل خروجك وأكدي بالكلام أنك ستعودين في وقت قريب. فالأطفال كائناتٌ ذكية، سيؤثر بهم كلامك هذا وسيمدهم بالقوة والثقة والأمان.
2. اصحبي أطفالك لموقع عملك في أحد الأيام
خصوصاً إذا كان أطفالك بعمرٍ يسمح بذلك. ستكون مغامرة رائعة لهم أن يذهبوا مع ماما إلى العمل لعدة ساعات. دعيهم يرون مكان عملك أو موقع مكتبك، اشرحي لهم طبيعة عملكِ وما ستقومين بإنجازه اليوم، واشرحي لهم سبب قيامك أنتِ دوناً عن غيرك بهذا العمل أو ذاك.
أشركيهم ببعض الأعمال البسيطة إن أمكن أجيبي عن اسألتهم بما يخص بيئة عملك. سيعودون إلى المنزل مبتهجين ومقتنعين وفخورين بكون ماما تصنع الفرق في مكانٍ ما وتقدم المساعدة لمن يحتاجها.
3. اشرحي لهم لماذا عليكِ أن تذهبي إلى العمل دون لومهم على ذلك
ابدأي بسرد الأسباب الشخصية لذهابك للعمل، حتى تبعديهم عن الشعور بالذنب. فإذا كانت إجابتك الأولى “أعمل لأجلكم”؛ يصبح الأمر وكأنك تحملينهم ذنب غيابك في العمل فيعود الأمر عليهم بطريقة سلبية. بل ابدأي بالحديث عن تحقيق ذاتك، وعن حبك للإنجاز وترك بصمتك، وتطلُّعاتك لأن تكوني قدوة حسنة لهم.
ثم انتقلي بالتدريج لشرح الأسباب الأخرى. فالعمل يوفر لنا أسلوب حياةٍ أفضل، ويمكّنكم من الذهاب إلى المدرسة التي تحبون، أو القيام بالنشاط هذا أو الإنضمام إلى النادي ذاك. علميهم أن الحياة مشاركة، وأن عملك سيخفف عن والدهم بعض المسؤوليات. ركزي على الإيجابيات التي ستعود عليكم كعائلة. سيتفهم الأطفال ذلك بسهولة، وستتخلصي من شعورك الدائم بالذنب.
اقرأ أىضاً المرأة المستقلة القوية والمجتمع
4. تحدثي معهم عن أهمية العمل/الوظيفة
أحد الدروس المهمة التي يجب أن يتعلمها الأطفال، أن العمل بشكلٍ عام عنصر أساسي لاستمرار عجلة الحياة. وأن ممارستك لعملٍ تحبينه ولديك الشغف فيه، سيجعلك شخصاً أسعد وأكثر صحة. وأن المال المستحق من هذا العمل، سيمكنكِ من الاستمتاع مع أطفالك بأماكن جميلة، وسيتيح لكِ شراء ألعاب جديدة لهم.
أخبريهم عن سبب ذهابك للعمل لأن لكل شخص دورٌ معين يقوم به في هذه الحياة، وما نقوم به من أعمال مهم لتنمية المجتمع فهو أساس الإعمار والتقدم ووقود النجاح.
5. أكدي لهم على مفهوم “العائلة تأتي أولاً”
من المهم أن يشعر الأطفال أنهم الأولوية بالنسبة لكِ ولوالدهم، لهذا أشعريهم أنك ستكونين دائماً هنا لأجلهم بغض النظر عن أي شيءٍ آخر، يستطيعون الاتصال بكِ في أي وقت، وستطمئنّين عليهم دائماً من خلال الكاميرات الموجودة في المنزل، أو من خلال إرسال الرسائل النصية لهم
وإن وقعوا في مأزقٍ ستكونين هنا لأجلهم، وإذا احتاجوا للعناق، ستأتين بالوقت المناسب لتمنحيه لهم، فهم أولى أولوياتك، ولن يمنعك أي شيء عن الاعتناء بهم.