فن تبسيط الحياة لعيش أقل توتراً

أصبحت حياتنا عبارة عن سباق للتسارع. نركض كل يوم لنقوم بإنجاز أكبر عدد من المهمات والواجبات التي لا تنتهي! نشعر بأننا على عجلة من أمرنا طوال الوقت مما يسبب لنا الكثير من التوتر والقلق. نعمل لعدد ساعات طويل لنسدد الفواتير ونشتري الكماليات كما لو أنها الأساسيات. نغرق بالديون أكثر يوماً بعد يوم؛ لأنه ما يُسوق لعقولنا بأننا لا نستطيع العيش بدون كذا أو كذا! أسلوب الحياة العصرية يدفعنا للاعتقاد أن السعادة موجودة بالمقتنيات؛ فكلما اقتنينا المزيد من البضائع والحاجيات سنصبح أكثر سعادة ونشعر بالرضا عن أنفسنا! لكن في حقيقة الأمر الحياة الاستهلاكية هي النقيض تماماً لهذا الاعتقاد. فور أن نتحرر من شغف اقتناء الحاجيات سنشعر بالحرية والانطلاق كما لم نشعر به من قبل. لنتعرف معاً على فن تبسيط الحياة لعيش حياة أقل توتراً.

 هل سمعت بفن تبسيط الحياة من قبل؟ 

تعرفت على هذا المنهج من خلال برنامج خواطر قبل سنوات عدة؛ ومنذ عام تقريباً بدأت أتابع بعض المشاهير والمؤثرين ممن تحدثوا عن فن الترتيب منهم أحمد الشقيري، عائض القرني، ماري كوندوه؛ بالإضافة إلا أنني شاهدت فيلم وثائقي عن فن تبسيط الحياة.

دعوني أقدم لكم فكرة عن هذا الفن

فن تبسيط الحياة أو الميناليزم؛ باختصار هو اقتناء الأساسيات من ضروريات الحياة والتخلي عن الأمور الثانوية التي تسبب ازدحام وتشتت الأفكار. ولكن الأمر أعمق من ذلك بكثير. يكمن اتباع هذه المدرسة الحياتية في التخلي عن الكثير من الملهيات غير الأساسية، والتركيز على الضروريات لنتمتع بحياة أقل تعقيداً وأكثر إثرائاً.

أسس هذا المبدأ الشابان جوشوا فيلدز ميلبورن وريان نيكوديموس في عام 2009؛ ذلك بعد أن تلقى جوشوا الكثير من الصدمات في ذلك العام أولها وفاة والدته بمرض السرطان وثانياً انفصاله عن زوجته، وأخيراً تعرضه لأزمة مالية الأمر الذي سبب له تعاسة بالغة. حينها قرر أن يغير من أسلوب حياته! وبدأ بالتخلص من كل الأشياء غير الضرورية بمساعدة صديقه ريان. ثم من بعدها بدأت حياته بالترتيب؛ وبدأت أموره المالية بالتحسن، وشعر بالحرية من المقتنيات الكمالية. ومن ثم قرر أن يتبع أسلوب  العيش ببساطة.

كيف يمكن أن نستثمر منهج فن تبسيط الحياة ليعود علينا بالفائدة النفسية والمادية؟

لو استطعنا أن نتخلص من إدمان التسوق، و إن توقفنا عن اقتناء المزيد من الحاجيات  التي فعلياً لسنا بحاجتها؛ سنتعلم تقدير المشاعر أكثر ونشعر بالرضا عن أنفسنا وعن حياتنا. ستساعدنا البساطة على إعطاء قيمة أكبر للعلاقات الإنسانية وسنقدم العاطفةً والمحبة للآخرين عوضاً عن مستلزمات ليسوا بحاجتها.

لقد مارست الرأسمالية ألعابها العقلية معنا على مر عقود مضت، بات كل شيء ضروري وأساسي، فأصبحنا ضحايا خدع التسويق مثل ” الجمعة البيضاء ومهرجان التسوق الصيفي…خصومات…. تنزيلات…. أسعار منافسة” ورسائل أخرى نتعرض لها كل يوم “هذا المنتج سيساعدك على النجاح …سيحقق لك السعادة …. هذه الشوكولاتة ستمنحك الشعور باللذة وهذا الشاي سينقلك لعالم آخر وهذا الشامبو سيمنحك الجمال والثقة” أشياء لا تلزمنا بنقود ليست معنا، لنبهر بها أشخاص لا يهتمون لأمرنا، والنتيجة كانت مجتمع استهلاكي لا يشعر بالآخر.

كيف يمكن أن أطبق نظرية الحد الأدنى (تبسيط الحياة) في نشاطاتنا اليومية؟

شخصياً أصبحت أفكر في كل مرة أقوم بها باقتناء شيء جديد للمنزل هل أنا فعلاً بحاجته؟ لقد قمت بتقليل عدد التحف وقطع الأثاث والملابس في المنزل لأجعله أكثر راحة وعملية، التزم بشراء الألعاب والهدايا للأطفال في المناسبات فقط مثل أعياد الميلاد والأعياد الدينية، وأسعى لتحقيق التوازن في حياتهم اليومية من خلال ممارسة أنشطة خارجية وداخل المنزل بعيداً عن التكرار والرتابة. وأهم ما في الأمر التبرع بالأشياء الفائضة للمحتاجين، ولقد اقنعت أطفالي بالتبرع بما يزيد عن حاجتنا في كل مرة نقوم بها بشراء لعبة جديدة.

انضمي اليوم إلى ورشة تبسيط الحياة مع الأخصائية عهد الزبيدي

كيف تربي بعد أن تفهمي عقل الأنثى وعقل الذكر

أهم 7 نصائح في تربية الأطفال من كتاب HOW NOT TO HATE YOUR HUSBAND