تقول فاطمة عن أمومتها: “لا أعرف معنى كبروا بسرعة! فأنا أعيش الطفولة مع ابني حسن لمدة أطول وممتنة لهذه السنوات”. بطلة قصة اليوم، بطلة بكل معنى الكلمة! جندي مجهول خلف طفل مميز طفل متلازمة داون. تجسد المعنى الحقيقي للأمومة، العطاء بدون مقابل، الصبر على الامتحان والحب اللا مشروط. تعمل فاطمة في مجال إنتاج ودوبلاج برامج وثائقية وكرتونية للأطفال, وأم لطفلها الوحيد حسن طفل متلازمة داون. صاحبة مدونة hasanmerhi_
عرفينا عن نفسك
رزقني ربي حسن بعد 13 عام من الزواج، ورحلة بحث طويلة عن ذلك الشعور القوي، وغريزة فطرية بالحنان والحب والعطاء، ما يُسمونها الأمومة. الحمد لله ربنا خصنا برحمة منه أمانة كبيرة بأعناقنا؛ حسن من ذوي الهمم لديه متلازمة داون.
شاركينا مصدر قوتك وكيف تواجهين تحدي تربية طفل ذو احتياجات خاصة
أمومتي مع حسن مضاعفة من جميع الجوانب؛ مضاعفة بالحب والتحديات. عشت معه فترة طفولة أطول مما تعيشها الأمهات مع أطفالهم وأنا ممتنة لذلك. فغالباً ما أسمع كلمة “كبروا بسرعة”. أما أمومتي مع حسن؛ فكنت أشعر فيها بكل شيء وتأخد وقتها وأكثر، كون حسن بطبيعة الحال متأخر عن أقرانه من بقية الأطفال من عمره.
أوصفي لنا المشوار منذ أن علمتِ عن حالة حسن الصحية
علمت بحالة حسن بعد الولادة فقط. خلال فترة الحمل كان كل شي طبيعياً. وعندما علمنا بالموضوع لم يكن سهلاً أبداً ودخلت في دوامة من المشاعر الكبيرة! من الخوف والإنكار والحيرة. دخلت عالماً جديداً لم أعرفه من قبل كله تحديات. عالم يختص به الله من يشاء من عباده.
ما التحديات التي واجهتك
التحديات كانت وما زالت كثيرة. وأولها نظرة الناس والمجتمع لأطفال ذوي التحديات الخاصة، والمعتقدات والأفكار الخاطئة الكثيرة حول قدراتهم وإمكانياتهم والمفهوم الصحيح للدمج. أما عن نفسي؛ قررت تثقيف نفسي عن وضع ابني وكيفية التعامل معه، وكيف لي أن أصنع منه رجلاً فاعلاً في المجتمع. بدأنا رحلة علاجات وجلسات متخصصة من نطق ونفسي حركي وغيرها. إضافة إلى المتابعة من الناحية الصحية بسبب المشاكل التي ترافق أصحاب متلازمة داون.
أولى التحديات التي واجهتها؛ رفض الحضانات استقبال حسن. وتصديت لهذا التحدي بفضل الله؛ بأخذ قرار إنشاء حضانة في بيتي بعد وظيفتي الرسمية، أستقبل فيها أطفال ونعمل نشاطات حتى يكون حسن بجو دمج طبيعي. والحمد لله كان للحضانة أثر إيجابي عليه وعلى المجتمع. حيث تم تسليط الضوء على هذا المشروع في الإعلام اللبناني، بل وبكل فخر كان لي أثر بمساعدة أطفال آخرين من خلال هذه المبادرة، واستطعت أن أكون مؤثرة بهذا المجال. وأصبح هنالك عدة مؤسسات تربوية تستقبل أطفال ذوي احتياجات خاصة. وهنا كانت أول بصمة وخطوة إيجابية نحو التغيير لهؤلاء الأطفال. والآن أعيش تحدياً جديداً؛ قبول حسن بمدرسة دمج. لأن تكلفة هذه المدارس في لبنان عالية ونفقتها على حساب الأهل الخاص. أما الجندي المجهول بهذه المسيرة هو زوجي الذي لطالما كان دعماً وسنداَ لي. ولا شك، أمي كانت دائماً وما زالت ملهمتي في الصبر وقوة الإرادة.
كيف تغلبت على الخوف؟
كل مجهول في الحياة هو مصدر خوف وقلق لنا! لكن حين نسعى لثقيف أنسفنا ونتسلح بالعلم والمعرفة؛ تصبح الإجابات أقرب منا والقرارات أسهل. وبالتالي يتلاشى الخوف ويتحول لقوة.
رسالتك للأمهات الأطفال المميزين والي بحاجة كلمة طيبة من أم مثلها
لم يكن المشوار سهلاً أبداً ولكنه غير مستحيل! آمنوا بأطفالكم وقدراتهم حتى يؤمن العالم بهم. وتذكروا أن المجتمع مرآة عنا نحن الأهل. كيفما عاملت طفلك سوف يعاملونه، وكيفما تنظرين لطفلك وتصفيه سينظر له المجتمع بنفس الرؤية. هذا الطفل هو وديعة الرحمن عنا والوديعة يجب المحافظة عليها من كل سوء.
وأهم نصيحة ممكن أن تفيدي بها طفلك: تقبليه كما هو وتعاملي بشكل طبيعي جداً واجعلي منه إنساناً مندمجاً بالمجتمع ولا تخجلي منه ابداً.
حبيبي حسن، علمتني الحياة لم أعلمك شيئاً بعد! علمتني الصبر وتقبل الآخر وعدم التسرع بالأحكام على تصرفات الآخرين. علمتني الحب دون شروط والعطاء من دون مقابل.
أنابيلا طفلة محاربة بنصف قلب تلهمنا الصبر والقوة
صيدلانية وصاحبة مشروع كتابي الأول مع ماما غالية
ahmed
مايو 7, 2020 في 2:27 مEasy-Scholes is the largest school site in the Arab world to help parents, students and teachers find the best educational institutions
https://www.easyschools.org/ar/schoolProfile/%D9%85%D8%AF%D8%B1%D8%B3%D8%A9-%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%B6-%D8%A3%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%84-%D9%85%D8%AF%D8%B1%D8%B3%D8%A9-%D8%A8%D9%88%D8%B1%D8%B3%D8%B9%D9%8A%D8%AF