قصة نجاح أم رفضها العمل بعد 15 عامًا فعاشت الضياع وأنقذتها أمومتها! ماريانا ميساكينان

قصص أمهات ملهمة

قصة نجاح أم رفضها العمل بعد 15 عامًا فعاشت الضياع وأنقذتها أمومتها! ماريانا ميساكينان

294871203_1372453523241859_6118977991554030414_n

سيدة حلمت أحلام المجتمع عوضًا عن أحلامها، وقيدت دورها في الوظيفة والتطور فيها وشراء المنزل والسيارة وكانت هذه هي قصة نجاح في نظرها. عاشت حياة عملية مميزة محققة ذاتها التي تناسب المجتمع الذي تعيش فيه. ثم في أيام معدودة بدأ هذا العالم في رفضها ودفعها بعيدا عنه. وهنا بدأت رحلتها في البحث عن ذاتها فوجدتها وأحبتها وسطرت قصة نجاح وبدأ عطرها يفوح أكثر من ذي قبل.

كلنا فخر للكتابة عن قصة نجاح السيدة ماريانا ميساكينان في كلنا أمهات.

عرفينا عن نفسك

اسمي ماريانا ميساكيان

كبرت وترعرت بلبنان ثم تزوجت بعمر 18 واتجهت لدبي للاستقرار مع زوجي هناك. استطعت العمل مباشرة وبناء مسيرة عملية ممتازة وسيرة ذاتية مميزة وسميكة. فكرت بالإنجاب بعد خمسة عشر عام من الزواج ورزقت بابني انزو.





حدثينا عن قصتك مع العمل بعد الأمومة…كيف اتخذت قرار التخلي عن الوظيفة؟ وما هي مشاعرك حينها؟

عملي في ذاك الوقت لم يتقبل أعذاري لمغادرة العمل لرعاية ابني علمًا أن ابني كان يبلغ من العمر فقط 8 أشهر.

عدم التقبل هذا أصبح يضايقني. لم يفكر العمل بفتح أي حوار يتعلق بكيفية تجاوز هذه المرحلة أو أشكال المساعدة التي يمكن أن يقدمها.

هذا ولّد شعور داخلي عندي بضرورة الاختيار بين ابني وعملي، وبالتأكيد الخيار سيكون ابني مما دفعني لأخذ قرار ترك العمل للتفرغ لابني.

مشاعري كانت مضطربة. لم أتقبل نفسي كأم تترك العمل من أجل رعاية طفل، شعرت أن 15 عامًا من الجد والاجتهاد ضاعت سدى. كل أصدقائي كانو أصدقاء عمل لم تعد تربطني بيهم أي صله فالمصلحة انتهت. كنت أشعر أني أصبحت لا أحد.

علقت بين عالمين عالم العمل الذي لم يعد يريدني لأني أصبحت أم، وعالم الأمومة الذي لا أرى نفسي فيه”





متى وصلت لمرحلة الوعي واستطعت تحديد هويتك كأم؟

السبب الأول المهم

أنه بعد خمس سنوات من البحث عن هويتي كأم والحنين إلى عملي في الLinkedIn وFacebook وInstagram أبطلت جميع تطبيقات التواصل هذه. بدأت أركز على مشاعري وأسمع صوتي الداخلي، حتى استطعت الوصول لقناعاتي الخاصة أنه لا يوجد نموذج للأمومة. لا أنكر أن الأمهات تتشارك ببعض الأمور مثل الحب اللامشروط. لكن لكل أم طريقتها الخاصة بالأمومة حسب قيمها ومبادئها وظروفها. هنا بدأت احترم قراري وقرار كل أم تترك الوظيفة للقيام بدورها كأم.

ثاني أهم سبب للوصول لمرحلة الوعي

إيجاد بيئة آمنة أو مجتمع آمن تفضفض فيه عن ما يزعجك ويستطيع أن يساعدك ويرشدك وهذا ما حدث. كنت ألتقي مع مجموعة من السيدات للحديث وتبادل القصص وقصة وراء قصة تذكرت مهارتي بالكتابة والتدوين وعدت أنعشها وأحييها بعد دفنها لسنوات طويلة.





حدثينا عن كتابك that suburbia lady عن ماذا يتحدث وكيف استوحيت عنوانه؟

بعد ترك العمل في 2014 انتقل مكان سكننا من وسط مدينة دبي إلى المجمعات السكنية التي تكون في ضواحي المدينة” أنا بسميا suburbia”.

هناك تقطن الكثير من العائلات التي الأمهات فيها غير  موظفات. في البداية استهجنت فعلهن وكيف أنهن متقبلات ذلك ولا يبحثن عن العمل حتى. ثم رويدا رويدا بدأت اتقبل ذلك  واحترم مسيرة كل امرأة تركت الوظيفة إلى عالم الامومة. وكل مسيرة فريدة من نوعها مثل كل امرأة.  ومن هنا استوحيت اسم الكتاب.طبعا الكتاب يتحدث عن 40 قصة حقيقية حدثت معي شخصيا كتبت بطريق ساخرة حتى تعم الفائدة دون ذرف الدموع.





كيف تشاركي ابنك قصصك والمواقف التي مررت بها؟ كيف هي علاقتك به؟

نعم أنا وابني نتكلم كثيرًا.

وأنا ألاحظ أنه وأصدقائه بدأوا يقارنون أنفسهم يعني أنا أطول، أنا أقوى وهكذا… فدائمًا ما أوجهه إليه وأتحدث معه عنه هو نقاط قوته وليس الفرق بينه وبين أصدقائه. كيف ممكن أن يستفيد و يُفيد من نقاط قوته. عوضًا عن سؤاله عن ماذا تريد أن تصبح في المستقبل أسأله عن كيف ممكن أن يجعل العالم أفضل في المستقبل؟. وذلك حتى لا أحدد مقياس النجاح عنده بالوظيفة أو المسمى الوظيفي، لا أريد له أن يتعلم أن السعادة هي في الوظيفة واتباع نموذج النجاح النمطي بالمجتمع “متل ما صار معي” إنما النجاح والسعادة هي في ما الأثر الذي يتركه في المجتمع.

“Stop keeping up with the trends” 





ماذا يمكنك أن تقدمي نصيحة للأمهات اللاتي قررن ترك العمل للتفرغ للأمومة حتى لو لفترات قصيرة؟

المشاعر في هذه اللحظات تكون صعبة.

ولكن نصيحتي لكل أم في هذا الوضع أن تدرك أنه أتى الوقت لعدم تقييد نفسها بالوظيفة والعمل والوصول إلى أبعد من ذلك وترك أثر على العالم  وخلق الفرص بالمجتمع وتصبح قدوة وسند لأمهات ونساء أخريات.





ما نصيحتك للأمهات اللاتي ليس لديهن الخيار بترك العمل ؟

تقبل أنه لا بد من تحديد الأولويات فيما يتعلق بالعمل والأسرة والرعاية الذاتية والتي تناسب عائلتك وأسلوب حياتك حتى تتمكني من  موازنة المسؤوليات مع عدم الشعور بالذنب والالتزام بالمرونة وتقبل التقصير والتسوية في بعض الأمور . وأن الفكر الشائع حول أن المرأة تستطيع فعل كل شيء في نفس الوقت مفهوم غير صحيح ومضلل.  أن المرأة تستطيع فعل كل شيء حقا، ولكن ليس كلها معًا وليس كل شيء في نفس الوقت.

“لا يمكن أن تكوني الأم الأفضل والموظفة الأفضل في نفس الشهر”

في الختام الشكر الجزيل لك سيدة ماريانا، على ما شاركته معنا من تفاصيل مهمة في قصة نجاح ملهمة.

اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
0