قصة نجاح أم كافحت العنصرية ضد المرأة

قصص أمهات ملهمة

قصة نجاح أم كافحت العنصرية ضد المرأة

قصة نجاح

نقدم اليكِ في هذه السطور قصة نجاح ملهمة، لأم طموحة ،وشغوفة بما تفعل، تعرضت للكثير من العقبات ،ولكنها لم تعرف للاستسلام طريقاً، ركضت وراء حلمها بالنجاح، وتمسكت بطموحاتها بكل ما أوتيت من قوة;لتلهمنا اليوم بقصتها التي تؤكد لنا بأنه لا من مستحيل; ولتشجعنا على الاستمرار بالمحاولة لتحقيق طموحاتنا.





عرفينا عن نفسك

أنا أم لطفلين، عملت في مجال التسويق لمدة تتجاوز العشرين عاماً.





ما هي العقبات التي واجهتك في طريقك نحو النجاح؟

واجهتني الكثير من العقبات; لأصل لما أنا عليه اليوم، ومن أهمها تعرضي للتنمر والعنصرية ;فقط لأنني اخترت أن أكون أم، أذكر بأنني عملت في إحدى الشركات المعروفة، التي لم تكن تدعم فكرة توظيف أمهات، أذكر سؤالهم لي في مقابلة العمل الأولى ما إن كنت أفكر بالإنجاب. فأجبتهم بلا، لأنني لم أكن أفكر بالحمل وقتها ،ولكن شاء الله ان أحمل بطفلي الأول تزامناً مع عملي في الشركة، أذكر أنني ارتكبت خطئاً فادحاً بإخفاء حملي بطفلي الأول حتى الشهر السادس، خوفاً من خسارة عملي ،وبسبب خوفي من حكمهم علي.

كانوا يتعمدون استخدام أمومتي كنقطة ضعف ضدي، لدرجة جعلتهم يشترطون علي أن أعمل من المنزل خلال فترة إجازة أمومتي بعد ولادتي لطفلي الأول، لكنني أحببت عملي لدرجة جعلتني أقبل بهذه المهام خلال إجازتي. فكنت أحمل طفلي بيدي اليمنى ،وكمبيوتري المحمول بيدي اليسرى، لم تسنح لي الفرصة للاستمتاع بفرحة الأمومة ،ومن ضم صغيري إلى حضني الدافئ خلال تلك الفترة التي خصصت لي  ;لأتفرغ بالكامل لأمضيها معه سعيدةً بأدق تفاصيلها.


كيف وصلتي لمرحلة الاحتراق الوظيفي؟

وصلت لهذه المرحلة نتيجةً للضغوطات التي تعرضت لها عند عودتي لعملي بعد إجازة أمومتي، فأنا الآن أصبحت أما عاملة، فبالإضافة إلى وظيفتي كأم، كان علي أن أشرف على أكبر المشاريع وأن أنهيها بفترة تعجيزية قصيرة، حيث كنت أستمر بالضغط على نفسي ;لأثبت لهم بأنني أستحق هذه الوظيفة. كنت منغمسة بمحاولات إثبات قدراتي، لدرجة جعلتني أحرم نفسي من أبسط حقوقي بالحصول على استراحة الغذاء.

كانوا دائمي الترصد لأخطائي، ودوماً ما يذكرونني بأنني أم وعلي أن أكون شاكرة لهم؛ لسماحهم لي بالعمل بينهم. على الرغم من تحقيقي للكثير من النجاحات، رَفَضُوا منحي أية علاوات عليها.

ولم يكن زوجي داعماً لنجاحاتي، مما زاد الطين بلة.،.حيث كان يعمل في الخارج وكنت أنا المسؤولة الوحيدة عن بيتي وأطفالي.


ما الذي أجبرك على تحمل هذا الاحتراق الوظيفي؟

أجبرتني الظروف على تحمل مكان العمل المسموم؛ ولأنني كنت المسؤولة الوحيدة في تسديد احتياجات عائلتي المادية; ولأن زوجي كان عاطلاً عن العمل، اضطررت لأن أكون العِماد الثابت لبيتي، ولعائلتي الصغيرة؛ ولأنني كنت شغوفة بعملي، استمررت بالتطوير من خبراتي، حتى أنه كان لي دوراً فاعلاً في تطوير وازدهار المشاريع التي عملت عليها، وعلى الرغم من مروري بمحطات الإحباط ،إلا انني لم استسلم يوماً للظروف الصعبة التي واجهتني ;ولأنني امرأة قوية; قررت أن أرى كل تلك العقبات على أنها تحدي; لتطوير ذاتي ;لذلك عملت في الشركة لمدة عشر سنوات ،ولم اترك عملي الا عندما شعرت بالرغبة بذلك ;لأتكمن من رعاية والدتي ، فعلى الرغم من حصولي على الكثير من عروض العمل الجيدة، لم أفكر يوماً بتقديم استقالتي؛ ربما لأنني كنت أحب عملي ، وكان هناك بصيص أمل مع محاولاتي لتحسين الأمور.





كيف تعاملتي مع التمييز والتنمر في الشركة؟

في الحقيقة، تعرضت للتنمر لمدة طويلة؛ لأنني كنت الأم الوحيدة بين زميلاتي، أذكر موقفاً عندما أساء أحد المدراء الأجانب معاملتي; لذلك قررت أن أتقدم بالشكوى ضده ،ولم يتجرأ أحد أن يشهد معي؛ لخوفهم على مناصبهم، فعندما تقدمت بالشكوى للفرع الرئيسي ،كان الرد كالآتي: “لسنا نحن من يسيء معاملتكن، بل أنتن مضطهدات في ثقافتكن العربية”، طلبت منه الاعتذار ،فأجبروه على الاعتذار لي أمام الجميع، وبهذا أنا لم أحافظ على حقوقي وكرامتي فقط، بل قدمت الدعم لزميلاتي. لذلك أشجع النساء على الدفاع عن حقوقهن، وعدم السماح بالانتقاص من قدراتهن الوظيفية والمعرفية.





كيف وصلت للحرية في تغيير مسار حياتك المهنية بشكل جذري ؟

قررت في يوم من الأيام بعد إصابة والدتي بالكورونا، أن أرعاها وأن أقف بجانبها؛ لأنها لطالما كانت الداعم الأول لي بكل شيء أفعله وبكل خطوة أخطوها نحو النجاح. في فترة مرض والدتي، توجب علي طلب بعض الإجازات; لأرعاها ولكن الشركة استمرت بالضغط علي ،ولم يسمحوا لي بأخذ أية إجازة ;لذلك قررت تغيير حياتي بشكل جذري، فأخذت قرار استقالتي، وقرار انفصالي عن زوجي بنفس الوقت، يكمن سبب أخذي قرار الإنفصال وراء تعبي من تحمل كافة المسؤوليات لوحدي دون وجود دعم. وبدأت بعدها بالعمل الحر لمرونة الوقت، والحرية في ساعات العمل بما يتناسب مع عائلتي.





وأخيراً, ما هي نصيحتك للأمهات الجدد؟

رسالتي للأمهات: أحياناً لا يكون الدخل الشهري مُهِمًّا بقدر أن تمضي وقتاً كافياً مع أبنائك، فتحقيق معادلة الدخل العالي مع تمضية الوقت الكافي مع أطفالك أمراً مستحيلاً، لذلك انصح الأمهات بالبحث عن فرص عمل تناسب احتياجاتها ،وظروفها كأم، ابحثي عما تبدعين في فعله، واستغليه ،وطوريه. فنجاحك لا يشترط أن يكون بوظيفة ثابتة ،وبجلوسك خلف مكتب لمدة 9 ساعات.

عيشي حياتك بالطريقة التي تناسبك، حتى لو لم تكن تعجب الآخرين، لا تكترثي بالانتقادات ،ولا تبحثي عن الكمال.

من حقك أن يكون لديكِ حياة بعيداً عن مسؤوليات الأمومة. لذلك، خصصي بعض الوقت; لممارسة هواياتك المفضلة، ولا تنسي بأن التربية مسؤولية مشتركة بينك ،وبين زوجك، لذلك لا تترددي بطلب المساعدة وقت الحاجة.

اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
0