قصة نجاح أم ملهمة حنين الخياري باحثة سعودية في الغربة

قصة نجاح أم ملهمة

“لنفسك عليك حق، لا تنسي في ظل تزاحم الأدوار والمسؤوليات التي تخوضينها أن تلتفتي لنفسك”

هذا ما قالته حنين الخياري لجميع الأمهات، وهي تروي قصتها التي اعتبرناها قصة نجاح أم ملهمة. حنين الخياري امرأة سعودية ناجحة، أخصائية عوامل بشرية وعلم نفس، وباحثة في مجال التربية والطفولة وأم لفارسين. تحدثنا عن تجربتها المميزة في شق طريقها ورحلتها التعليمية، ودور الأمومة في بلاد الغربة.

لنقرأ معاً قصة نجاح أم ملهمة ولنستفد من تجربتها.

حدثينا عن شعور الغربة وترك موطنك وذويك

الغربة كانت اختياري منذ الصغر، وبالنسبة لي كانت حُلم يتحقق. فمشاعري اتجاهها كانت ولا تزال إيجابية جدًا. وإذا سألتني عن أول مرة أتيت بها إلى الولايات المتحدة، سأخبرك بمشاعر الخوف والرهبة والقلق، المختلطة بمشاعر الحماس والتطلع لخوض غمار هذه التجربة الجديدة. وخلال الأربع أشهر الأولى لي في الغربة، كنت أبكي أكثر مما أضحك، أنزعج بسرعة! كما وزادت حساسيتي تجاه كل شيء حولي، وأتساءل دائماً بيني وبين نفسي هل هذه الخطوة التي أقوم بها صحيحة، أم مجرد ضغط نفسي إضافي؟

مع العلم أن عمري كان لا يتجاوز 18 ربيعاً، وأفكاري لم تنضج بعد. فلم أستطع فهم هذه المشاعر إلا بعد سنوات من عيشها والتخبط بينها. فقد ابتدأت رحلة الغربة بعد الزواج مباشرة، في أقل من أسبوع كنت قد غادرت موطني السعودية. كانت تجربة جديدة من كل الجوانب، كان الدافع الأساسي للغربة هو الدراسة. فكان زوجي في ذلك الوقت طالباً مبتعثاً، وهو ما مكنني وساعدني على البدء بدراستي هناك أيضاً.

أبرز الصعوبات التي واجهتها بالغربة

إن أبرز الصعوبات التي واجهتها؛ هي حاجتي لوجود مساعدة في كثير من الأحيان. وعدم الحصول عليها، شكل ضغطاً متزايداً مع الأيام بتزايد المسؤوليات. حيث أن هناك العديد من المهام والمسؤوليات التي تقع على عاتقي وعلي القيام بها بنفسي. كما أن تعرضي لوعكة صحية أو أحد أطفالي، كان بمثابة صعوبة أخرى لعدم وجود من يساندني ويساعدني خلال هذه المراحل، التي يكون الشخص فيها أحوج ما يكون ليد عون. فكان على الاتكال على نفسي رغم تعبي لأكون خير عون لأبنائي.

أخبرينا عن أبرز المحطات التي مررت بها خلال غربتك

أبرز المحطات التي مررت بها؛ كانت إنجابي لأطفالي وانا طالبة جامعية. حيث أنجبت طفلي الأول وانا طالبة في الفصل الأول من مرحلة البكالوريوس، وطفلي الثاني بعدها بسنة ونصف فقط. وكان وجود طفلين رضع يحتاجان لرعاية واهتمام مكثف، إلى جانب دراستي التي كانت منتظمة وبدوام طويل، شيء مرهق جداً، وجعلني أرغب بالانسحاب مئات المرات! لكن اذكر نفسي دائماً؛ بأن دراستي ستساعدني على صنع مستقبل أفضل لي ولهم بعد الله سبحانه وتعالى، وكنت أعود بقوة أكبر في كل مرة أقع فيها.

حدثينا عن الداعم الأساسي وتجربة الأمومة في بلاد الغربة

كأم مغتربة سأعترف؛ الأمومة في الغربة صعبة! لما يترتب عليها الكثير من المسؤوليات، فعلي القيام بالعديد من المهام في وقت واحد. إذا مرضت؛ أضغط على نفسي من أجل أطفالي وتلبية احتياجاتهم رغم تعبي. ولكن إحدى مصادر القوى لدي كانت عندما أنهار من ضغط الدراسة والمسؤوليات؛ حيث اركض لاحتضن أبنائي وأمسك بأيديهم الصغيرة. كنت أبكي بجانبهم واستمد قوتي منهم، فلمساتهم الصغيرة كانت تطبطب على قلبي وتقول لي: تستطيعين يا ماما.

فالداعم الرئيسي لي كان أطفالي. فكنت أرى نفسي في أعينهم، وأحاول جاهدة لأن أصبح  أفضل نسخة من نفسي لأجلهم أولاً. ويأتي الدور الكبير لزوجي في مساعدتي، حيث أنه كان يساعد بكل طاقته للتخفيف من حمل الأعباء الواقعة على أكتافي. وأهلي من جهة أخرى ورغم بعد المسافة، فكانت كلماتهم دائماً تطبطب علي، وتشجعني على المزيد من النجاح والإنجاز.

ماذا تقدمين نصيحة للنساء اللواتي يدرسن أو ينشئن عائلة في الغربة؟

• كل عقبة وضعت في طريقك لسبب، ورغبتك الداخلية وطموحك هم أقوى دافعين للاستمرار، فاستثمرِ وقتك وطاقتك  فيما تريدين أن تصبحي فعلًا.
• يمكنكم متابعة صفحة الإنستغرام الخاصة بحنين الخياري، والاستفادة من النصائح والاستشارات التي تقدمها، من خلال زيارة صفحتها على الإنستغرام: