دعاء العبدلله – قصة نجاح ملهمة

قصص أمهات ملهمة

دعاء العبدلله – قصة نجاح ملهمة

دعاء العبدلله 3

اختارت دعاء العبدلله أن تبدأ رحلة البحث عن ذاتها واكتشاف وعيها. وبدأت بخطوات صغيرة في هذا الدرب. تستمتع بالحياة بكل تفاصيلها وتحاول كل يوم أن تكون إنسانة أفضل؛ لا يوقفها الفشل عن تكرار المحاولة مرة بعد مرة بل يزيد من إصرارها. هدفها أن تأخذ بيد كل من يحاول أن يسلك درب البحث عن الذات؛ فقررت أن تساعدهم عبر مدونتها على منصة انستغرام d.light.blog. لتنقل لهم تفاصيل رحلتها وتجربتها الحقيقية؛ علّها تكون النور في طريق أحدهم. لنتابع معاً قصة نجاح ملهمة من خلال هذا المقال.


عرفينا عن نفسك

اسمي دعاء العبدلله عمري 29 عاماً. أم مغتربة لطفلة اسمها لين ومقيمة بالسويد. سأعرف عن نفسي بطريقتي الخاصة؛ فأنا أنثى أعرف حق المعرفة أني روح مكرمة من الله لها دور ورسالة تؤديها في هذه الحياة قبل أن تمضي بسلام. وأدرك أني أنا ذاتي الداخلية ولست تلك الصورة أو تلك الأفكار المأخوذة والمبنية عني. أؤمن أني لست تلك الأحلام التي لم تتحقق؛ ولا تلك الأشياء التي لم أمتلكها بعد. أتفهم أن ذاتي الحقيقية غير مربوطة بعائلة أو بأشياء مادية.

أنا دعاء فقط، إنسانة متعددة الأدوار. فأنا أم وأخت وابنة وطالبة. إنسانة شغوفة بالعلم لأجل نفسي؛ التي أعشق تقديرها دون انتظار التصفيق أو التهليل من الآخرين. أنا إنسانة متقبلة لذاتي بقوتي وضعفي وقلة حيلتي. مرجعي الأول هو الله تعالى! أحاول أن أكون أفضل كإنسانة في كل يوم وأحياناً أفشل بذلك! إنسانة اختارت أن تعيش قصة نجاح ملهمة خاصة بي وأنا بطلتها!

لا زلت أتعرف على نفسي وأعمّق الصداقة معها؛ أعيش وفقاً لقيمي التي اخترتها بنفسي والتي تشمل اليسر والبساطة والسعي. واخترت أن أعيش في نور الله فقط.

حدثينا عن التحديات التي واجهتك مع الدراسة

خروجي من منطقة الراحة الخاصة بي؛ لم يكن سهلاً أبداً بالرغم من كل الاستعدادات. بين فوضى المنزل المفاجئة، ومحاولة إثبات ذاتي باللغة بعد انقطاع؛ ومسؤولياتي الأخرى كأم. ولكني أؤمن أن هذه الصعوبات تجمعت معاً لتوصلني إلى ما أنا عليه اليوم، وإلى هذه اللحظة التي أشعر بها وكأنني عدت للحياة من جديد. رغم اختلاط مشاعري بالخوف والتوتر والخوف من فقدان السيطرة.

وقعت عدة مرات بفخ رفع التوقعات من الذات؛ ولكنني سرعان ما تمالكت نفسي وأبطأت من خطواتي. تعلمت الكثير عن التسويق والحملات التسويقية والعلامات التجارية؛ وقمت بعمل مشاريع وهمية بغرض التدريب وتكللت محاولاتي وتدريباتي بالنجاح.


ما هي الدروس التي تعلمتيها من الأمومة ومن الغربة؟

أحمد الله في كل مرة أنظر بها إلى طفلتي وأرى قدرتها على خلق السعادة والفرح من لا شيء. وأسعد من داخل قلبي برؤيتها راكضة نحوي لتعرفني على اكتشافاتها العديدة.

علمتني الأمومة أن أتعرف على نقاط قوتي في هذا المجال وأعمل بها؛ فأنا لست تلك الأم التي تركض بالجداول والأنشطة والألعاب، بل أنا أم أعرف كيف أعبر عن حبي لطفلتي في كل الأوقات. أعرف كيف أرقص معها على إحدى الأغنيات وكيف ألعب معها بالظل. أعرف كيف أعبر عن مشاعري وكيف أحتضن لحظة الخوف والغضب والخطأ.

تعلمت من الأمومة ألاّ أنتظر من يضع لي وسام الأم المثالية؛ بل أن أثق بنفسي وأشعر بقيمتي بعيداً عن تهليل الآخرين. تعلمت أن أضع نفسي أولوية لأستطيع ممارسة كل الأدوار التي أنا عليها إلى جانب كوني أم؛ فالأم السعيدة مصدر السعادة والراحة لكل البيت.

أما الغربة؛ فقد علمتني ألاّ أعيش مشاعر ولا تجارب أحد، وأن أحب المكان الذي وجدت نفسي فيه بكل تفاصيله وأن أتناغم معه. التقيت بأشخاص أحبوا هذه الغربة بل واستطاعوا تحقيق ذواتهم فيها. تعلمت أن أمارس قانون الانعكاس وتعرفت بالصدفة على مصطلح التجذّر؛ الأمر الذي ساعدني على تقبل وجودي هنا بمشاعري هذه، فقلّت زيارات مشاعر الغربة وعدم الانتماء لي.

حدثينا عن رحلة البحث عن الذات

اخترت الدخول لعالم الوعي منذ ستة أعوام وجاء هذا الإختيار عن طريق الصدفة الغريبة؛ لأجد نفسي في بداية طريق طويل. انتابتني مشاعر الرهبة بالبداية؛ فكنت كطفل صغير في يومه المدرسي الأول، طفل مندفع للدراسة ولا يعلم من أين يبدأ ولا أي باب يطرق. أخذت خطوتي الأولى وتعرفت على مسميات متعددة؛ من حب وسلام وشغف وصحة ووعي ومشاعري الخاصة والعديد من المسميات الأخرى.

وقعت بالأخطاء بالبداية بسبب قلة التطبيق؛ لأجد نفسي داخل دوامة ترفعني تارة نحو الأعلى، وتهبط بي تارةً أخرى نحو الأسفل. مع التدريب والبحث بدأت أرى الدرب بشكلٍ أوضح وبدأت أتعرف على المسميات الصحيحة. ثم تعرفت على العديد من الأشخاص الذين يرغبون بدخول عالم الوعي وتحقيق الذات هذا، قررت أن أساعدهم عبر مدونتي هذه (d.light.blog) التي أنقل من خلالها تجربتي الحقيقية ورحلتي في هذا العالم.


كيف تصفين الأمومة في عصرنا الحالي؟

الأمومة في زمن يسبقنا بأميال تحدٍ عظيم؛ والتحدي الأعظم هو الفجوة الفكرية التي تتكون بيننا كآباء وبين أطفالنا. لا يكمن التحدي باختيار مدرسة التربية الحديثة أو غيرها، بل بتربيتنا لروح اختارنا الله لنكون والدين لها، روح لها رسالة معينة جاءت إلى هذا العالم لتؤديها.

فالتحدي الأكبر يكمن ببناء تواصل حقيقي مع الطفل؛ وبناء الثقة في كل تفاصيل علاقتنا معه، وبأن نساعد الطفل على فهم مشاعره وتقبلها وعلى التعامل معها أيضاً. أن نعلمه كيف يحب ذاته وكيف يتحدث بلطف لنفسه، وأن نوجهه للتركيز على الخطاب الداخلي الذي يساعده على التفهم واللطف.

معلومات ونصائح أخرى تلهمين بها غيرك

  1. أول مدخل لحب الذات هو أن نتعلم أن نقول “لا” بحب ووضوح وحزم، لا لن أقوم بهذا الشيء، ولا لن أذهب إلى هذا الموعد، لا لصداقة أرهقتني ولا أخرى لتجاوز الحدود، لا لأنني لا أشعر بالراحة ولا لأنني لا أريد ذلك فقط!
  2. لا تخافي من البكاء ولا ترفضيه بل رحبي به، فالدمعة التي تخرج من المآقي تترك خلفها راحة وسلام في الروح.
  3. تجنبي التسوق العشوائي واستعيضي عنه بالقوائم المنظمة المكتوبة التي تساعد على ضبط المصروف، وكرري عبارة “أو كلما اشتهيت اشتريت” لنفسك، واحفظي قوله تعالى “ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ”.
  4. الرضا هو بوابة النور، وسعيك للتغيير لا يعني عدم الرضا، فالرضا ينبع من حقيقة “لا شيء ثابت”، ولكن ما أملكه الآن هو الأنسب لي، وطريقة استخدامي لما أملكه هو السبيل للخير القادم.
  5. ضعي قائمة مهام تساعدك في حالات التوتر، لتشمل: أخذ استراحة بسيطة، أخذ نفس عميق، تمارين للأكتاف، المشي بالطبيعة، طلب المساعدة، أهم ثلاثة واجبات علي القيام بها اليوم.
  6. وبالنهاية سأقول لكم، خففوا التوقعات، خففوا الأحلام خففوا الممتلكات، خففوا العلاقات! اختاروا الحل الأسهل للمشاكل وجربوا أن تغيروا الزاوية التي تنظرون منها للأمور وسيأتي الحل دون عناءٍ يذكر.

اقرأ أىضاً قصة نجاح ملهمة لأم رائعة في الغربة

اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
0