قصة نجاح أم مهندسة لثلاثة أطفال، حلقت في ميدان عملٍ يغزوه الرجال

قصص أمهات ملهمة

قصة نجاح أم مهندسة لثلاثة أطفال، حلقت في ميدان عملٍ يغزوه الرجال

قصة نجاح أم

قصة نجاح أم مهندسة، رغم أن دراستها لتخصص هندسة الكهرباء لم يكن نابعاً من رغبتها الذاتية، إلا أنها حققت نجاحاً باهراً في المجال. وبعد أن أصبحت أم لثلاثة أطفال وفي ظل جائحة فيروس كورونا، الذي تسبب في وفاة والدها ووالد زوجها- للأسف- في تلك الفترة. استطاعت هبة رغم كل هذه الصعوبات أن تحصل هبة على ترقية في عملها خلال تلك الفترة تحديداً. نستضيف هبة اليوم عبر موقع كلنا أمهات لتروي لنا قصة نجاح مميزة، لتخبرنا عن تزايد مسؤولياتها والصعوبات التي واجهتها وكيف تعاملت معها لتكون ملهمة لكل أم.

عرفينا عن نفسك

هبة صالح، عمري 36 عاماً. درست تخصص هندسة كهرباء بناءً على رغبة والدي. وأم لثلاثة أطفال.

عندما عرفتِ بحملك بطفلتك الأولى هل تغيرت مشاعرك تجاه فكرة العمل؟

كنت وقتها أعمل مع شركة عالمية وما زلت على رأس عملي حتى اليوم، ارتحت للعمل بها، فهي شركة تقدر المرأة وتمنحها الحقوق كاملة، بالإضافة لساعات العمل المناسبة لظروفي، فقد تركت سابقاً وظيفتين لعدم ملائمتهم لظروفي ووقتي بعد زواجي.

هل تشعرين أن العمل يقلل من الوقت الذي تقضينه مع أطفالك أو أنه يضيع عليكِ لحظات مميزة معهم؟

في البداية، كان يلازمني الشعور بالذنب تجاههم وأني لا أقضي معهم الوقت الكافي. لذلك استشرت مختصاً نفسياً وبعد أحاديث كثيرة توصلنا لقناعة أن المهم هو نوعية الوقت الذي أقضيه معهم وليس المدة. وفعلاً أنا أسعى دوماً لأن أكون بكافة تركيزي معهم عندما ينتهي وقت العمل.

كما أن مساعدة ودعم زوجي وأهلي خفف من هذا العبء، واستعنت أيضاً بمساعدة منزلية في هذه المهمة.


لا شك أن حصول الأم على وقت خاص بها أمر مهم كي تجدد طاقتها. هل كنت تستطيعين قضاء وقت خاص مع طفلين وعمل؟

مع طفلتي الأولى كانت الأمور أسهل وكنت أستطيع الحصول على وقت خاص وممارسة أمور شخصية أحبها، فأنا أحب أن أقرأ وأتعلم وأعمل وأمارس الرياضة. ولكن مع طفلي الثاني خاصة أنه مر بظروف صحية غير مستقرة كانت الأمور أصعب. وعند دخول طفلتي الروضة أصبح بإمكاني تنظيم وقتي بطريقة أفضل وأصبحت أحصل على مساحتي الخاصة من جديد. ولكن تفاجأت أنني حامل بطفلي الثالث!

كيف تعاملت الشركة مع خبر حملك الثالث؟ هل تعرضتِ للانتقاد أو لضغوطات تدفعك للاستقالة؟

أبداً، الشركة كانت متفهمة جداً. وحصلت أيضاً على كافة حقوقي كأم للمرة الثالثة. رغم أن طفلي ولد عام 2020 في ظل جائحة كورونا وفقدان العديد لوظائفهم أو تأثرهم سلباً، ومنهم زوجي. إلا أني، بكل فخر وحمد لله، حصلت على ترقية بعد ولادتي بفترة. كنت أعمل وقتها من المنزل، مع مسؤوليات إضافية وطبيعة عمل مختلفة عن عملي السابق قبل الترقية وثلاث أطفال، وعندها بدأت أشعر بالاحتراق النفسي وبدأت تراودني أفكار الانسحاب ومشاعر الندم.

 

ذكرتِ أيضاً أن والدك قد توفى في نفس الفترة. كيف أثرت وفاة والدك عليكِ نفسياً ومهنياً؟

كانت فترة صعبة جداً من ناحية نفسية. فوالد زوجي أيضاً توفى بعد والدي بحوالي أسبوعين.

وهذا كله زاد من الضغوطات والمسؤوليات الواقعة على عاتقي وعاتق زوجي، وهذا بطبيعة الحال غير من “طلبي المساعدة من أهلي” إلى كوني مصدر تقديم الدعم النفسي لوالدتي وحماتي وزوجي…. فوفاتهم سببت صدمة كبيرة وقاسية للجميع. لجأت للحضانة والمساعدات المنزلية بشكل أكبر، وأخذت إجازة من العمل لمدة شهر ونصف في البداية، ثم عدت للعمل المكتبي في هذه الفترة، ورغم صعوبة الأمر إلا أنه ساعدني في تخطي المشاعر السلبية وغير الروتين.


هل تشعرين أن العمل يستحق من الأم أن تواجه كل هذه الصعوبات والمشاعر والضغوطات؟

نعم، أنا مع أن تستمر الأم في العمل. ولكن ليس بالضرورة أن يكون وظيفة. أشجع الأمهات أن تستيقظ كل يوم لتفعله لنفسها، بعيداً عن التنظيف ورعاية الأطفال كالقراءة أو الرقص وغيرها. لأن كلاً من أطفالها سينشغل بحياته لاحقاً وستبقى وحيدة. لهذا من المهم وضع نمط حياة يكون للأم فيها وقت خاص بها.


في نهاية حديثنا، نطلب منكِ نصيحة أو رسالة تقدمينها عبر موقع كلنا أمهات للأمهات العاملات تدعمهم في مشوارهم المهني.

تخلصي من الشعور بالذنب، وتأكدي دوماً أنك تفعلين الأفضل. رتبي أولوياتك واستمتعي بكل ما تقومين به وابتعدي عن المحيط السلبي، واجعلي اهتمامك منصباً على تجارب الناس الإيجابية وفكري بها دوماً واستخلصي ما يناسبك منها ليكون ملهم لكِ.

شكراً لكِ على هذا الحوار الممتع.

لقراءة المزيد من القصص لأمهات ملهمات

اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
0