قصة نجاح الدكتورة تمارا العثامنة ثلاثة أطفال وثلاثة شهادات معاً

قصص أمهات ملهمة

قصة نجاح الدكتورة تمارا العثامنة ثلاثة أطفال وثلاثة شهادات معاً

pexels-photo-3756681

المرأة القوية سنديانة راسخة جذورها تُظل عائلتها وتمنحهم القوة والثبات. تمارا العثامنة أم طموحة لديها حلم منذ الطفولة بأن تكون دكتورة محاضرة في الجامعة، حملت بأطفالها الثلاث خلال فترة تعليمها وعملها, ولم تدع أي حاجز يقف في طريق تحقيق حلمها. طموح وقوة استثنائية كسرت جميع القواعد وكانت تحصل على شهادة جديدة مع كل طفل تنجبه.


عرفينا عن نفسك

تمارا العثامنة مواليد 1985 أم لثلاثة أطفال. درست بكالوريوس صيدلة وماجستير صيدلة تكنولوجية من جامعة العلوم والتكنولوجيا في الأردن، ومن ثم أكملت دراسة الدكتوراة في ألمانيا. تزوجت وأنا على مقاعد الدراسة وأنهيت البكالوريوس وأنا حامل بطفلي الأول أدهم، ومن ثم حملت بطفلتي يارا. وبعد الولادة عملت في العون مع جمعية اللاجئين العراقيين. وخلال الثلاث سنوات التي كنت أعمل بها؛ هناك كنت أم مسؤولة عن طفلين وأكمل دراستي في الماجستير في نفس الوقت، وأنهيت دراستي من الماجستير وأنا حامل بطفلي الثالث عمر، ومن ثم عملت في الهيئة الطبية الدولية. مؤخراً عملت لمدة عام في جامعة العلوم والتكنولوجيا كمدرسة في مختبرات كلية الصيدلة.

 كيف أخذت الخطوة الأولى في الدراسة والغربة وعملك وما هو أكبر تحدي واجهتيه؟

كان حلمي منذ الطفولة أن أكمل دراسة الدكتوراة لأعمل في الجامعة كمحاضرة، وعندما تقدم لي زوجي أخبرته أن شرطي الوحيد هو إكمال دراستي العليا وأن أحقق حلمي اللذي لطالما كنت أسعى لتحقيقه، وكان زوجي داعماً لي منذ البداية، بالطبع أكبر تحدي كان في ردود فعل الناس اللذين كانوا لا يؤيدون فكرة أن أسافر برفقة أولادي دون زوجي بهدف الدراسة وكانوا يطرحوا الكثير من الأسئلة على زوجي مثل: كيف ستترك زوجتك تسافر وحدها؟ وكيف سيعيش كل منكما بعيداً عن الآخر؟ ومن سيهتم بالأطفال بغيابها؟ ولكن الحمدلله لم يكترث زوجي لأي من هذه التعليقات السلبية وكان يدعمني في كل خطوة أخطيها.

كيف أثر قرار دراستك على الأطفال والواجبات المنزلية والعائلة

لن أخفي عليك الأمر؛ لم أكن مثالية من ناحية التنسيق في أعمال المنزل وتدريس الأطفال، ولكنني اعتمدت على مدرسين لمساعدتي في تعليمهم وخاصة أنهم كانوا يدرسون باللغة الألمانية، قصرت في بعض الجوانب مثل الطبخ اليومي وكانوا ابنائي يفضلون الطعام المنزلي على الطعام الجاهز لكن لم أستطع أن أقدم لهم ذلك بسبب الدراسة وضيق الوقت، حتى وان بدى الأمر صعباً في هذه المرحلة كنت متأكدة أن قراري فيه نفع وفائدة لنا جميعاً، .

كيف كان رد فعل أطفالك وتعاملهم معك كونك صرت طالبة مثلهم، موقف لطيف تشاركينا فيه….

لم يتقبل أطفالي دراستي على الإطلاق، وكانوا دائمي الشكوى ويتمنون أن أكون لهم وحدهم ويقارنوني بأمهات الأطفال الآخرين المتفرغات لهم وللعناية بهم، وللأسف كنت أغيب عن أغلب الاجتماعات التي يعقدونها المدرسة للأهالي، بالإضافة لأنهم تعلموا اللغة الألمانية أسرع مني بينما كنت أكرس وقتي للدراسة فقط، فكان أطفالي يعلقون على لكنتي ويأخذون الأمر بالمزاح.

هل كان في تعاون من الجامعة أو المدرسين كونك أم؟

لم أتلقى الكثير من الدعم من المشرفين، فطبيعة الدراسة في ألمانيا تعتمد على المهنية بشكل كبير فهم لا يكترثون للظروف الخاصة وينظرون للنتائج، لهذا كنت أعمل في وقت راحتي مثل العطل الأسبوعية أو في وقت الليل بدل النوم أحياناً لأستطيع تسليم المتطلبات الدراسية في وقتها.

كيف واجهت التعليقات المجتمعية فيما يتعلق بقرارك. هل كان هنالك أي تعليق سلبي؟ 

واجهت الكثير من التعليقات السلبية، وكان أسلوبي في مواجهتها هو التطنيش فقط لا غير، لم أكترث بتضيع وقتي بالسلبيات، وكان هدفي نصب عيني واضحاً ومحدداً.

نصيحة توجهيها للأم التي لديها حلم الدراسة ولكنها تشعر بالخوف من اتخاذ الخطوة.

أنصح كل أم أن تكمل دراستها، ولكن مع الحرص على الموازنة بين أولوياتها وعائلتها، مع التنويه إلى أن كل امرأة لها ظروف خاصة، بما معناه لو كانت ظروفها مساعدة لإكمال الدراسة فأنا أشد على يدها وأقول لها قومي بذلك دون تردد، أما في حال كان زوجها لا يدعمها في الموضوع أو أنها تواجه الكثير من المشاكل والتقصير اتجاه عائلتها فالأفضل أن توازن ظروفها وترتب أولوياتها بناءً عليه.
هو قرار ليس بالسهل ولكنه يستحق التضحية والمثابرة بلا شك.

ما هو دور زوجك وأولادك في هذه الرحلة؟

زوجي وأطفالي يستحقون دور البطولة في هذه المهمة الصعبة، في بداية مشواري الدراسي سافرت وحدي أنا وأطفالي لألمانيا لمدة 4 سنوات وفي السنة الأخيرة من الدراسة التحق زوجي بي وبقي معنا لمدة عام فقط، ولولا مساندته لي لما استطعت أن أكمل دراستي في الخارج، ولكنه كان خير عون منذ بداية المشوار.

ما هو أصعب موقف تعرضتِ له خلال دراستك؟


أصعب موقف تعرضت له وأنا في ألمانيا، حين كسرت ساقي ولم أمتلك سيارة حينها وما زاد الطين بلة أنني كنت أخذ طفلي للحضانة مشياً على الأقدام وكانت تبعد عن المنزل 15 دقيقة من المشي، كنت استعين بالعكازات لقضاء مشاوير الجامعة وغيرها، وهذا الأمر كان صعباً للغاية علي خصوصاً أنني كنت وحدي، هذا الموقف منحني قوة أكبر وأصبحت أؤمن بأن الأمر اللذي لا يقتلنا يقوينا بالرغم من صعوبته.



“لدى كل امرأة قوة خارقة داخلها لا أحد يستطيع أن يقف في طريقها اذا آمنت هي بنفسها وسعت لتحقيق أحلامها”.

هكذا هي تمارا العثامنة


رسالة ليزا للأمهات: لم يفت الآوان على تحقيق أحلامكن

منى لطوف رائدة أعمال أردنية وأم لثلاث بنات

اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
0