هيفاء جوهر، قصة نجاح من أم عاملة في الاغتراب إلى عالم ريادة الأعمال

قصص أمهات ملهمة

هيفاء جوهر، قصة نجاح من أم عاملة في الاغتراب إلى عالم ريادة الأعمال

قصة نجاح هيفاء جوهر

قصة نجاح اليوم، هي خير دليل على أن الأبطال في الحكايات التي اعتدنا سماعها قبل النوم ليسوا مجرد شخصيات نسجها خيال البالغين، بل أن الحياة مليئة بهؤلاء الذين اختاروا أن يكونوا أبطال حكاياتهم الشخصية. الذين لم يختاروا الاستسلام لواقعهم واستطاعوا خلق نجاحات وإنجازات من العدم.

هيفاء جوهر،لم تكن مسيرتها محفوفةً بالورود. من أم وطالبة على مقاعد الدراسة إلى امرأة عاملة في الغربة، وصولاً إلى عالم ريادة الأعمال. تمكنت من ابتكار وصفات الشوكولاتة الفريدة والمميزة وإنشاء علامتها التجارية Bloom Delight. فأصبحت أحد أهم مزودي الشوكولاتة لأكبر وأعرق الفنادق في أوروبا. فكانت لقصة نجاحها حلاوة تضاهي حلاوة وصفاتها ومنتجاتها.

عرفينا عن نفسك

اسمي هيفاء جوهر، لبنانية الأصل من بيروت. درست علم التغذية وتنظيم العلوم وانتقلت للعيش في بريطانيا عام 2007.

حصلت على درجة الماجستير في علوم وتكنولوجيا الأغذية وكنت أماً لطفل صغير في ذلك الوقت. تنقلت بين مهن مختلفة، من التدريس إلى العمل في متاجر هارودس الشهيرة، وكنت السيدة المحجبة الوحيدة هناك. ثم انتقلت للعمل في شركة نستلة لبعض من الوقت. ثم بدأت رحلتي مع صنع الشوكولاتة وأسست العلامة التجارية الخاصة بي.

كيف كانت رحلتك مع الدراسة والأمومة؟

لم تكن رحلة الدراسة سهلة مع وجود طفل، فقد اضطررت لترك ابني في الحضانة في بعض الأحيان ولم تكن الحضانات خياراً سهلاً، فقد كانت باهظة التكاليف. وفي أحيان أخرى كنت أعتمد على زوجي للعناية به. ولكنني تمكنت ببذل بعض من الجهد، التخرج والحصول على درجة الماجستير بدرجة امتياز.

ما هي التحديات التي واجهتك كأم عاملة في تلك الفترة؟

أبرز التحديات التي واجهتني كانت قضاء ما يقارب 12 ساعة خارج المنزل، فقد كان موقع العمل بعيداً نسبياً عن مكان سكني.لهذا، كنت أشعر بضيق الوقت دائماً. كما أنني حملت بطفلي الثاني فأصبح قطع هذه المسافة أمراَ أكثر صعوبة.لذلك قررت خلال هذه الفترة ترك الوظيفة، والبدء في التفكير بإنشاء عملي الخاص.


من أين جاءتك فكرة العمل في صناعة الشوكولاتة؟

خلال فترة تواجدي في المنزل، اكتشفت حبي لربط الفن في تحضير الطعام وإدخال العناصر الطبيعية. وقد كانت صناعة الشوكولاتة المميزة فكرة ناشئة ومتواجدة في ذلك الوقت. ففكرت بإيجاد الثغرات في هذه الصناعة والانطلاق من هذه النقطة.

حدثينا قليلاً عن انطلاقتك وقصة نجاحك في هذا المجال.

كان لابد لي من أن أطور نفسي في هذا المجال وتعلم أسرار المهنة. لذلك، حرصت على أخذ الكورسات التعليمية وبدأت بتجربة وتطبيق ما تعلمته على أرض الواقع. بعد سنوات من العمل والتعلم، قمت بإنشاء الموقع الالكتروني الخاص بي وهنا كانت نقطة الانطلاقة. بدأت بعد ذلك ببيع منتجاتي لبعض الشركات ولكن، نقطة التحول كانت عندما قمت بإرسال بعض العينات من الشوكولاتة الخاصة بي إلى فندق الريتز الشهير في لندن. وقد نالت إعجابهم وبدؤوا بالتعامل مع شركتي لمدة ثلاث سنوات. وقد تم اختياري لاحقاً من بين أفضل 10 صناع للشوكولاتة في المملكة المتحدة.

هل فكرتي يوماً في التراجع والانسحاب؟

بالطبع، خاصة أيام العمل، كنت أشعر بأنني لا أستطيع قضاء الوقت الكافي مع أطفالي. شعرت في بعض الأحيان بأنني لن أستطيع مواصلة الطريق. ولكنني، كنت أقسو على نفسي وأواصل. فلا بد للإنسان من بذل التضحيات في سبيل تحقيق أحلامه.

كأم عاملة وامرأة ريادية، كيف تسعين للحفاظ على علاقتك مع أطفالك؟

لا بد أن انشغالي بالعمل، يأخذني كثيراً من أطفالي، ولكنني أسعى لتعويض ذلك بقضاء أوقات مميزة معهم كلما أتيحت لي الفرصة. أؤمن كثيراً بأن عملي سينعكس على شخصيتهم واستقلاليتهم في المستقبل. مع إيماني بأهمية الوصول إلى التوازن وضرورة متابعتهم طوال الوقت.

تبقى الأم أساساً للعائلة، ولا بد أنني اضطررت في بعض الأحيان، لتقديم بعض التضحيات في سبيل العائلة والأطفال. طموحي ورغبتي في النجاح، لم تدفعني يوماً لوضع نفسي أولاً قبل أي شيء آخر. 


ما هي نصيحتك للنساء اللاتي يطمحن للدخول في عالم ريادة الأعمال؟

الصبر

طريق ريادة الأعمال ليس سهلاً، يحتاج إلى الكثير من الصبر، الإصرار والمحاولة. برأيي أن النساء بحاجة إلى قراءة سير رواد الأعمال وقصة نجاح كل منهم. حينها سيعلمن بأن النجاح احتاج إلى عدد لا نهائي من المحاولات للوصول إلى الهدف. وسيدركن بأن شغفهن بفكرة النجاح، أهم بكثير من شغفهن بطبيعة العمل الذي يقمن بممارسته.

التحلي بالواقعية

كما أن مقاومة المفاهيم المغلوطة عن ريادة الأعمال التي يسعى البعض للترويج لها عبر منصات التواصل الاجتماعي، أمر مهم جداً. فالنجاح، لا يقاس بعدد المتابعين على هذه المنصات. فإن كان لدي مليون متابع. لا يعني هذا بالضرورة، بأنهم سيصبحون جميعاً زبائن يقومون بشراء منتجي.

الإيمان بالفكرة

والأهم من ذلك كله، هو الإيمان بالفكرة، لن تجد الجميع على نفس القدر من الاهتمام لفكرتك ومشروعك. بل أنك ربما، ستكون محاطاً بالمحبِطين. لذلك، عليك تجاهل الإحباطات والتركيز على فكرتك. حتى وإن قوبلت بالرفض في بعض الأحيان.

هيفاء جوهر، قصة نجاح وإلهام. خير برهان على أن واقعك ما هو إلا انعكاس لقراراتك وسعيك. وأن واجبك المقدس كأم تجاه أطفالك، لم ولن يكون عقبة في طريقك نحو تحقيق أحلامك.

بإمكانك أن تكوني أنت بطلة القصة القادمة…… 

اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
0