سالي أبو علي – قصة نجاح ريادية أعمال وأم معيلة

قصص أمهات ملهمة

سالي أبو علي – قصة نجاح ريادية أعمال وأم معيلة

قصة نجاح سالي أبو علي

فاقد الشيء يعطيه ولو حُرم منه. سالي أبو علي ريادية وأم معيلة، اختارت وظيفتها ووظفت شغفها بتأسيس شركة “أمان هيومان كابيتال” لمساعدة الأمهات المعيلات.

• كيف أخذتِ الخطوة الأولى للبدء بمشروعك؟ وما هو أكبر تحدي واجهك؟

لاحظت حاجة المجتمع لرفع وعيه في أهمية بيئة الأعمال وأهمية تعريفه بمهام الموارد البشرية، فبدأت بعمل مبادرة فردية لتحقيق هذا الهدف، فبعد أن تركت عملي لأربع سنوات وأخذت قراراً بعدم العودة لسوق العمل، واجهت العديد من التحديات والظروف الصعبة التي دفعتني للبحث عن عملٍ من جديد، لكن وفقني الله بوظيفة خلال وقت قياسي.

بعد عودتي لاحظت افتقار بيئة العمل للمعرفة المتعلقة بحقوق الموظفين، فأخذت زمام المبادرة وبدأت بتصوير فيديوهات توعية وتعريف بالحقوق، ثم وبعد أن صورت أربع فيديوهات فقط، تلقيتُ اتصالاًمن وزارة العمل وبدأ تعاونٌ بيننا.

كنت أول شخصية عربية تستضيف موظفي الموارد البشرية العربية، لنوضح فضل ممارسات تطبيقات الموارد البشرية ونعرف الأفراد والمجتمع عليها، ثم تطور عملنا من تصوير الفيديوهات إلى التصوير المباشر الأمر الذي سهل علينا أن نتواصل مع موظفي الموارد البشرية العرب في كل أنحاء العالم العربي والغربي.

وبعد أن عمت الفائدة على الكثير بدأت أتلقى اتصالات من أفراد وشركاتٍ مختلفة للاستفادة من استشارتي في مجال التطوير الوظيفي، وعلى هذا الأساس بدأت بالخطوة الأولى بريادة الأعمال وخط قصة النجاح الخاصة بي.

أما أكبر تحدي واجهني هو العديد من الأشخاص السلبيين الذين حاولوا تشكيكي بما أؤمن به خصوصاً أن أرباحي من مؤسسة أمان كانت معدومة،ولكن اهتمامي بالمصلحة العامة ونواياي الصادقة سخرت لي توفيق رب العالمين وإيماني بقدرتي على تحقيق النجاح دفعني للإمام.


• من أين استمديتِ قوتك لتكملي مشوار الأمومة الفردية الطويل الذي خضتيه في مجتمع لا يرحم؟

مشواري بالأمومة الفردية بدأ منذ 13 عاماً ومازال مستمراً، فبسبب كل المسؤوليات التي وقعت على عاتقي وبسبب الظروف المادية الصعبة آنذاك، تحولت لإنسانة عصبية وقلقة. ولكن علمني هذا المشوار كيف أحمل المسؤولية بشكل صحيح تجاه عائلتي وتجاه عملي، فإذا اضطررت ببعض الأيام أن أغادر عملي لساعة، كنت أعوضها بساعتين، وقوبلت بالتقدير من رؤسائي، بل وشهدوا لي بقوة الأداء ومدحوا أخلاقيات العمل العالية التي أتمتع بها.

• ماذا عن مهارات تنظيم الوقت لديكِ؟ هل أنتِ قادرة على التنسيق بين العمل والمنزل؟

عندما كنت أم معيلة كنت أسكن وطفلتي مع عائلتي، فكانت أمي حفظها الله تقوم بالأعمال المنزلية وبرعاية طفلتي، وإلى الآن أحظى بالمساعدة من شقيقاتي للاعتناء بطفلي. أيضاً عملي عن بعد من المنزل ساعدني بالبقاء مع أطفالي.

واجهت العديد من التحديات أيضاً بهذا الشأن، فبجانب كرهي للقيام بالأعمال المنزلية، أضطررت ببعض الأيام أن اصطحب إبني معي لوظيفتي وفرض أمومتي – التي لا أستطيع إنكارها – في بعض أماكن العمل الأخرى.

• هل واجهتِ أسئلة من أطفالك مثل “ماما لماذا تعملين؟ يكفي عملاً لليوم” وكيف يكون ردك لهم؟

نعم، دائماً هناك مطالبات من طرف أطفالي أن أترك الهاتف، فعملي من المنزل يحتاج مني لأن أقضي العديد من الساعات على الهاتف، ردي لهم يكون بتوضيح حقيقة الأمور كافة لهم، فأنا دائماً ما أتحدث مع ابنتي عن أهمية العمل وأهمية وجودي شخصياً على رأس العمل، وأهمية العائد المادي من هذا العمل الذي سيساعدنا بالوصول لبر الأمان.

أحاول توضيح فكرة أهمية العمل بتطوير شخصياتهم أيضاً، فانشغالي علمهم أن يتحملوا المسؤولية وأن يكونوا أقوى، تتفهم ابنتي هذه المبررات ولكن لا يزال طفلي بعمرٍ صغيرٍ يصعب عليه تقبل كل هذه الانشغالات.


• أكبر مخاوف ريادة الأعمال هو احتمالية الخسارة أو الفشل، كيف تعاملت مع هذه المخاوف؟

لم أسلط نظري على الخسارة أو الفشل، بل سلطته على الارتقاء بمؤسسة أمان هيومان كابيتال، بالبداية آمنت بقضيتي ثم ساعدت العديد من الأفراد بالمجان، ركزت على المصلحة الكبرى حتى لو عادت على شخصٍ واحدٍ فقط، لم أهتم للعائد المادي بل اهتتمت بالنفع العائد على من يطلب المساعدة.

سلطتُ الضوء على الأمهات المعيلات وزرعتُ فيهن فكرة كيف تكون الأم المعيلة الأم والأب والقدوة، دون التطرق لشتم الأب أمام الأطفال بل بوضعهم خارج المعركة، وبمحاولة التقريب بين الأطفال ووالدهم وليس العكس. وأيضاً آمنت بالتكافل وبقدرة الأشخاص الذين يمرون بظروفٍ متشابهة على التغيير والتأثير.

• كشخصية مؤثرة، ما رأيك بالعمل الاجتماعي؟ هل عاد عليكِ بالفائدة أم كان له تبعات سلبية؟

العمل الاجتماعي بالنسبة لي من أجمل الأمور التي قمت بها، ساعدني على أن أشعر بالإنجاز وبتحقيق التغيير، وأيضاً أعطاني صورة شاملة وحقيقية عن الواقع، ولكنه أيضاً لا يخلو من السلبيات! فهناك العديد من الأشخاص المتسلقين، وغيرهم من يحاول مهاجمتك والتشكيك بنواياكِ من خلف الشاشة.

• مشاعر فخر أو خذلان مررتي بها

خذلتُ من أعز وأقرب الأشخاص، من أشخاص آمنت بهم وسعيت لنجاحهم، ولكن تعلمت أن الدنيا قطار ومحطات، يبقى من يبقى ويغادر من يغادر والقطار مستمرٌ بطريقه. أما مشاعر الفخر، فأنا فخورة جداً بنفسي في الوقت الذي تحاربتُ بأمومتي خضت التحدي ونجحتُ به، أحزن لغياب القوانين التي تحمي الأم المعيلة، وأحزن لغياب الدعم والتسهيلات التي يجب أن تحظى بها.

• نصيحة أخيرة للأمهات

سيمر كل مر ولو بعد مرور العمر ولكنه سيمر وبسرعة! أمضيت 18 عاماً أربي ابنتي وأتحمل كامل مسؤوليتها لوحدي، كان وقتاً صعباً ولكنه مر بسرعة، وها هي اليوم تودعني لتكمل دراستها في دولةٍ أخرى، صدقاً لا أعلم كيف مر الوقت بسرعة، وكيف جعلت مني مثالاً للأم العظيمة أمام الجميع بأخلاقها وتربيتها. نعم ستواجهي أوقاتاً صعبة جداً ولكنك ستحصدي الثمر بعد كل هذا التعب.

أخيراً سأنصح الأم المعيلة بالابتسام، مهما فعلت بكِ الأيام اجتازيها بقوة وبابتسامة حتى لا تربي عقداً نفسيةً بأطفالك، وإن لم تستطيعي فأرجوكِ أن تسمحي لوالدهم بتربيتهم. اتعبي على تربية أطفالك وابذلي كل جهدك لتربي أطفالاً خلوقين وناجحين بدون أي عقد.


اقرأ أيضاً قصة نجاح أم مغتربة لُبابة الهواري

3 تعليقات

  1. […] انقطعت عن العمل بسبب الأمومة وتبعاتها وتشعرين أنك تخلفت عن القافلة، لست وحدك عزيزتي ولن يفوتك الآوان ما دامت لديك العزيمة والدافع لتحقيق ذاتك، والعودة لنقطة التوقف والبدء من جديد.نقدم لك نصائح للعودة إلى العمل مع مستشارة ومدربة التوظيف سالي أبو علي: […]

  2. […] انقطعت عن العمل بسبب الأمومة وتبعاتها وتشعرين أنك تخلفت عن القافلة، لست وحدك عزيزتي ولن يفوتك الآوان ما دامت لديك العزيمة والدافع لتحقيق ذاتك، والعودة لنقطة التوقف والبدء من جديد.نقدم لك نصائح في العودة إلى العمل مع مستشارة ومدربة التوظيف سالي أبو علي: […]

  3. […] قصص نجاح ملهمة لنساء أردنيات رياديات:قصة نجاح ريادية أعمال سالي أبوعلي […]

اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
0