لم يكن قرار تغيير العمل من وظيفة ثابتة على مدار سنوات طويلة إلى مجال ريادة الأعمال؛ قرار روتينياً عابراً بالنسبة لبطلة االقصة، التي اختيرت لتكون واحدة من أكثر 50 إمرأة تأثيراً في السعودية من قبل “أرابيان بيزنس”. فهي التي دفعها شغفها بلغتها الأم إلى ابتكار مشروع يساهم في زرع حب اللغة العربية في قلوب وعقول الأطفال لتجمع المتعة والتعلم في آن واحد، استفادة من خبرتها الطويلة في مجال التصميم الغرافيكي لتصمم قفزة مستقبلية في مجال الألعاب والمواد التعليمية التفاعلية.
عرفينا عن نفسك:
لجين أبو الفرج، أم لطفلين هما ناصر ونور، مقيمة في الرياض، المملكة العربية السعودية.
حدثينا عن تجربة تغيير العمل من القطاع الخاص في مجال التصميم لمدة ١٤ سنة إلى ريادة الأعمال والعمل الحر. من منصب مديرة تصميم” لرائدة أعمال؟”
بدأت مسيرتي المهنية منذ تخرجي من الجامعة، حيث أسست مجلة “وتد” المتخصصة في الهندسة والتصميم الجرافيكي. ثم قمت بتأسيس استوديو “توثيردز” لتصميم الهوية البصرية في دبي، وبعد ذلك “أكوان” التي كانت شغفي الأكبر. رغم الجمع بين مشروعين خاصّين والأمومة، إلا أنني قررت التفرغ تماماً لـ”أكوان” للتركيز على نمو وتوسعة الشركة .
كنت مولعة بالألعاب، وكنت أقضي الوقت باللعب مع أطفالي و أبحث دائماً عن الألعاب ذات الجودة العالية ولكن ما كان يقلقني صعوبة إيجاد ألعاب باللغة العربية، ولهذا بدأت أشعر بالمسؤلية الكبيرة تجاه فكرة تصميم ألعاب وأدوات تساعد على تعزيز حب أطفالنا وإدراكهم أهمية اللغة العربية، وهنا بدأ شغفي يحركني ويسيطر على عقلي، وهكذا، ولدت فكرة “أكوان” لتحقيق الابتكار والتميز.
حدثينا عن ريادة الأعمال وما هي التحديات التي واجهتك؟
تجربة تغيير العمل ووالبدء في ريادة الأعمال مليئة بالتحديات، أبرزها صعوبة الوصول والعثور على الخبراء الذين يمكنني الاستعانة بهم. وجود مرشد ذو خبرة كان سيسهل الكثير من الأمور. ولكن وجود هدف واضح هو الدافع الأكبر للتقدم نحو النجاح .
المشاريع التي تبدأ بالتعليم واللغة العربية تواجه انتقادًا بأنها ذات جودة ضعيفة وسعرها مرتفع. كيف يمكننا تغيير هذا الاعتقاد؟ كيف يمكننا توعية الأهل بأهمية دعم مشاريع اللغة العربية؟
عندما بدأت بـ”أكوان”، كان هدفي واضحاً وهو تصميم ألعاب تعليمية وتفاعلية باللغة العربية عالية الجودة وممتعة في ذات الوقت. استثمرت الكثير في تصميم ألعاب تفاعلية تطور مهارات الأطفال اللغوية والحركية، وتغرس فيهم حب اللغة العربية. ورغم الإقبال الكبير على المنتج، إلا أن بعض الأهل اعتبروا سعره مرتفعاً قليلاً. المشكلة تكمن في أن تكاليف الإنتاج عالية جدًا، ولا يمكننا مقارنتها بمنتجات الشركات الكبيرة التي تنتج بكميات ضخمة. لكننا نسعى دائماً لتحقيق التوازن بين الجودة والسعر، ونأمل أن يدرك الآباء ذلك.
هل واجهت أي تحديات نفسية أو فكرية .. مثلا التردد الخوف… الرغبة بالاستسلام وكيف واجهت الموضوع؟
نعم واجهت تحديات كبيرة الله وحده يعلم بها، لكن عندما يكون لديكِ هدف سامٍ تسعين له ومحاطة ببيئة داعمة مثل الأهل والزوج والأصدقاء ويخبروكي بأنك تستطيعين القيام بذلك وأنك قطعت شوطاً كبيراً ولا يجب أن تتراجعي، تشعرين وكأنه تم شحن طاقتك من جديد وهذا ساعدني على التغلب على الخوف والمضي قدماً بكل قوة وثقة.
كيف يمكن للشغف أن يصبح مصدر دخل؟
الشغف هو الشرارة الأولى، لكن العمل الجاد المستمر هو الذي يحول هذا الشغف إلى مصدر دخل. منصات التواصل الاجتماعي والموقع الإلكتروني والمؤتمرات هي أدوات قوية تساعدك على الوصول إلى جمهور أوسع، ولكن النجاح الحقيقي يتطلب الإصرار والمثابرة.
أخبرينا عن أهمية الحصول على mentor العمل الحر لتحقيق الالتزام والنمو في العمل المهني
وجود مرشد يساعد في الانطلاق والبدء بعد خوض قرار تغيير العمل والبدء بمشروع ريادي خاص؛ يعتبر مهم ويساعد على سد نقاط الضعف وإضافة قيمة جديدة هو ما دفعني للمشاركة في برنامج beban ولم أكن أبحث عن دعم مادي ولا استثماري وكانت غايتي العثور على مستثمر يكون بمثابة mentor يسد نقاط الضعف الموجودة عندي ويضيف قيمة كــ mentor وهذا ما حصل بالفعل من خلال البرنامج.
وأخيراً، ما بين أن تعملي في مجالٍ ما ليكون مصدر رزقك، وما بين أن تعملي في مجالٍ آخر يكون مصدراً للرزق وتحقيق الذات معاً، هذهِ كانت قصةُ لجين! إقرئي معنا ، إقرئي معنا مزيداً من القصص في “قصص أمهات ملهمة”.
كُتب هذا المقال بقلم رباب الحرفي من فريق كُلنا أمهات.
تعودُ حقوق جميع الصور في المقال لمنصةِ Saudi Arabia