قصة نجاح ملهمة | كيف أصبح فن الريزن رفيقاً لأم مهندسة خلال إجازةِ أمومتها؟

قصص أمهات ملهمة

قصة نجاح ملهمة | كيف أصبح فن الريزن رفيقاً لأم مهندسة خلال إجازةِ أمومتها؟

pic2

أن تكوني قصة نجاح ملهمة.. بينما لا يزال تكوين الأسرة وتقديم الرعاية للأطفال وتأدية المسؤوليات تجاههم هاجسًا يشغل ذهن الكثير من الأمهات إن لم يكن جلهّن لهو أمرٌ ليس بعاديّ. ربما تأخذنا ظروف الحياة والتزاماتها فضلًا عن طموحاتنا ورغباتنا بعيدًا..وتحرفنا عن مسارنا للوفاء بهذه الأولويات، إلّا أنّها سرعان ما تعود مجددًا لتطفو على السطح.. فنتخذ خطوة حقيقية باتجاهها. وذلك ما دفع بطلة قصتنا اليوم لترك العمل في وظيفتها كمهندسة معمارية للجلوس مع أطفالها والبحث عن ذاتها.

نصحبكم في قصتنا التي تحكي كيف تمكنت يارا من كسر الصورة النمطية للأم التي تضحي بمسيرتها المهنية وتتخلى عن وظيفتها لرعاية أطفالها.. حيث ينظر المجتمع، بل الكثير من الموظفات الأمهات إلى ذلك باعتباره انقطاعًا يخل بالخبرة المهنية.. أو من قبيل عدم الاستفادة من الشهادة الجامعية.. وإهدار سنوات الدراسة في الجامعة، أو عدم الإنجاز والمساهمة على أقل تقدير.


المهندسة المعمارية يارا الشريف، 32 عامًا، متزوجة وأم لطفلين. أعمل حاليًا بدوام جزئي في شركة تصميم هندسي في أبو ظبي وأدير مشروعي الخاص “ديلارا للمشغولات اليدوية”.


بعد السنوات الستة التي قضيتها في المكتب الاستشاري الهندسي، قررت التفرغ بشكلٍ كامل والاستقالة من عملي بدوامٍ جزئي.. لأتمكن من رعاية أطفالي، وتلبية التزاماتي تجاه أسرتي. لأكون صادقة معكم.. لقد واجهت العديد من المصاعب والتحديات.. بدءًا من التغيير الكبير الذي طرأ على حياتي، وعدم الشعور بالإنجاز اليومي كما كان ديْدَني في العمل.. وانتهاءً بشعور الفوضى العارمة وعدم القدرة على إدارة المنزل وسط متطلبات أطفالي واحتياجاتهم، كون الأمر جديدًا علي.

للتخلص من مشاعر الإحباط والاكتئاب تلك.. لجأتُ للقراءة ومشاهدة مقاطع الفيديو المتخصصة وحضور دورات تدريبية في المهارات الحياتية وإدارة شؤونها. مما جعلني أكثر وعيًا وقوةً.. ومكنني من فهم نفسي وأطفالي أكثر..وأن أكون أقرب منهم وأعيش تفاصيلهم وأشاركهم لحظاتهم. لا يُلغي ذلك المشاعر التي تنتابني بين حين وآخر.. إنّما يجعلني أنظر إلى الجانب المشرق من الأمومة، وتأدية دوري والاستمتاع به.

أصبحت أكثر توازنًا وواقعية..ومنحني ذلك القدرة على التأقلم مع الحياة الجديدة وفهم نفسي واحتياجات أطفالي وتحقيق التوازن. قررت أن أتعلم هواية كنوع من إيجاد مساحة شخصية وتفريغ الضغوط، وبدأ ذلك بالبحث عن فن الريزن وطريقةِ عمله وتجربته مراراً وتكراراً لتنفيذ عمل متقنٍ أحبه لنفسي كما أحب أن يقتنيه الآخرين مني. الأمر كان صعباً جداً خاصة لأنني لم أحصل على أي دورة تعليمية في فن الريزن، لكن بحمدٍ من الله.. انتهى الأمر من ممارسة هواية إلى الحصول على الرخصة المهنية لإدارة مشروعي الخاص (ديلارا للمشغولات اليدوية) الذي أصبح عمره سنتان ونصف تقريبًا.


لم يكن ذلك ليتحقق من جهة لولا أنّني اتخذت ذلك القرار المصيري والحاسم بالاستقالة من شركتي، والتفرغ لرعاية أسرتي. ناهيك عن الدعم الذي قدمه لي زوجي وشريك حياتي من جهة أخرى، بدءًا من اتفاقنا في بداية الطريق على إطار تربية الأولاد.. ومساندتي في قرار استقالتي وجلوسي في البيت..وتذكيري بهدفي ورسالتي السامية التي نذرت نفسي لأجلها..وصولًا إلى دعمي في مشروعي الخاص بالمشغولات اليدوية وقراري بالرجوع إلى عملي في المكتب بدوام جزئي. ولا بد من الإشارة هنا إلى الدعم الذي حظيت به من أمي ووالدة زوجي، حيث كانتا تسافران لمساعدتي في أوقات الولادة، واستشيرهما في رعاية أطفالي.


قالت لي مرة إنسانة عزیزة على قلبي أنّ تربیة الأطفال: حب وروتین، ولتنجحي في ذلك لا بد أن تكوني أمًّا سعيدة! ينطوي الروتين على تحديد نظام يومي يوفر للأطفال مساحة من الأمان والاستقرار ويحميهم من الشعور بعدم اليقين. والحب الذي نُعبر عنه بالمشاعر والعناق والتفاعل معهم والاستجابة لهم. وفي أول الأمر وآخره، لا مانع أبدًا من أن نتعلم.. وأأكد هنا على كلمة نتعلم كيف نقدم ذلك لأطفالنا.


لتلحقي بركب يارا، وتسيري على خطاها.. يمكن لفريق كلنا أمهات أن يقدم لك يد العون من خلال الدورات التدريبية التي يوفرها الموقع.

هذا المقال بقلم رشا تهتموني

يتقدم فريق كلنا أمهات بالشكر للمهندسة الفنّانة يارا على مشاركتها لنا مراحل انتقالية في حياتها ستكون أمل لأمِ ترى نفسها تحقق قصة نجاح مشابهة.

لقراءة قصة نجاح أخرى ملهمة، هنا.

اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
0