قصة نجاح ملهمة لأم رائعة في الغربة

قصص أمهات ملهمة

قصة نجاح ملهمة لأم رائعة في الغربة

قصة نجاح ام

تضعنا الحياة على طرقٍ مختلفة؛ مؤلمة أحياناً ومفرحة أحياناً أخرى، ونحن فقط من يقرر أن نجتاز الصعاب أو نغرق في الحزن! لعلّ الغربة من أصعب التجارب الحياتية التي يمر بها العديد من الأشخاص، وملهمتنا اليوم مرت في هذه التجربة الصعبة لأكثر من مرة، وفي كل مرة اختارت أن تتحدى وتقف وتنجح. إن أصعب موقف نواجهه كأمهات في الغربة؛ هو يوم ولادة وليدنا الأول دون أم تطمئننا أننا بخير، دون أخت تحنو علينا وتبث في نفسنا الراحة، دون أب يقف خارج الغرفة يدعو لنا. وأحياناً دون زوج يمسك بيدنا! مع ذلك ننجح بالمرور من هذه المحنة، غاضين البصر عن الأثر الذي تركته في داخلنا. أمهات الغربة الجميلات الجبارات القويات الحنونات الناجحات؛ تحية عظيمة لكنّ! لنتعرف اليوم على قصة نجاح ملهمة، لإحدى أمهات الغربة التي مرت بتجربة لا تقل صعوبة واجتازتها بنجاح.


لنبدأ الحديث عن قصة نجاح أم ملهمة – عرفينا عن نفسك

اسمي مها من العراق. تخرجت من جامعة بغداد وحصلت على شهادة في الهندسة المدنية منها. عملتُ مع منظمة الأمم المتحدة في العراق، ثم شغلتُ منصب مديرة مكتب لأحدى المنظمات الأجنبية، وكنتُ أحضر نفسي لدراسة الماجستير في الجامعة الأمريكية في العراق في الوقت ذاته.

شاركينا قصة غربتك

في ذات الوقت الذي كنت أحضر نفسي فيه لدراسة الماجستير، وبالصدفة البحتة؛ حصلتُ على فرصة السفر إلى أمريكا، وسافرت هناك وبدأت حياة جديدة من الصفر.

كان طموحي كبيرٌ جداً! فقررت أن ابدأ بدراسة مجال آخر بعيد عن مجال دراستي في الهندسة؛ لأنه وبكل بساطة لم تكن الهندسة شغفي يوماً! فقد أُجبرت على التخصص في هذا المجال. إلا أن قررت أن أغير مجال دراستي إلى المجال الطبي وهكذا كان!

بدأت أحضر نفسي لدخول كلية الصيدلة في أمريكا، ثم وبعد عام؛ تزوجت من شخص مقيم في دولة الإمارات العربية، وهو مهندس معماري عراقي أيضاً. وقدمتُ معه إلى دولة الإمارات، التي كانت بالنسبة لي بلد جديد لا أعرف عنه شيئاً سوى أنه بلد عربي! لم أكن أعرف كيف أذهب إلى الطبيب! وكان زوجي يعمل لساعات طويلة، مما زاد من وطأة الغربة علي فعلاً!

حدثينا عن مواقف أثرت بكِ وجعلت منك “أماً” اليوم

خلال الفترة الأولى من الغربة؛ شاء الله أن احمل بطفلي الأول، وشاء أيضاً أن أخسر هذا الحمل وأجهضت! لا اعتراض على حكم الله؛ ولكن هذه التجربة كانت من أصعب التجارب التي مررت بها في حياتي. فقد انتقلت من متزوجة حديثاً إلى امرأة حامل ثم إلى امرأة فقدت جنينها خلال فترة قصيرة جداً!

كنتُ وحيدة جداً ولا يوجد من يخفف عني ألمي، أو من يطبطب على كتفي ويخبرني أن كل شيءٍ بخير. ثم شاء الله أن أمر بتجربة الحمل والإجهاض للمرة الثانية! ولكن هذه المرة؛ احتجت للخضوع لعلمية إجهاض، مما زاد من صعوبة التجربة من الناحية النفسية والمعنوية والجسدية والعقلية أيضاً.

هذه التجارب والمواقف جعلتني أقوى اليوم؛ جعلتي أكثر إصراراً وجعلتني أتخذ القرار الصحيح في ترك العمل عندما حملت للمرة الثالثة. فقد جاءني يقين بالله أن هذه المرة مختلفة، هذه المرة سأصبح أماً! والحمدلله رزقني الله بطفلي الأول. لم أفقد الأمل بالله يوماً وكنت على يقين أن ما بعد الضيق إلا الفرج.

كيف تغلبتِ على مشاعر ما تسمى بحالة “اكتئاب ربة المنزل”

بالبداية؛ تشتتُ عقلياً بين هويتي القديمة كسيدة ناجحة بحياتها العملية والعلمية، إلى إنسانة تشعر “بالعجز”! أصبح لدي ردة فعل متعبة تجاه المكان والزمان وكل عناصر كينونتي الجديدة كزوجة مغتربة.

في إحدى لحظات صراعي الداخلي؛ رأيت أمام عيني إعلان للعمل في شركة هندسية بمنصب “موظفة استقبال”، ولم أتردد بتقديم طلب وظيفة لهذا المنصب. فقد كنت آمل أن أحصل على خبرة كمهندسة، وكنت أشعر أن هذا المنصب سيضعني على بداية طريق العودة إلى المجال الهندسي.

نعم؛ لم أكن شغوفة في المجال الهندسي ولكن ما باليد حيلة! كوّنت علاقات صداقة وزمالة دافئة جداً مع القسم الهندسي بالشركة الجديدة، وكنت مستعدة أن أعمل مجاناً في القسم الهندسي؛ لاكتساب الخبرة التي ستخولني للعمل مستقبلاً. ثم رزقني الله بالحمل للمرة الثالثة كما ذكرت سابقاً فتركت عملي حتى أبذل جهدي في المحافظة على هذا الحمل.

كيف تعاملت مع شعور اضطرارك لترك العمل والعناية بطفلك؟

كان هذا خياري أنا! فقد أحسست أن هذا الحمل مختلف عمّا سبقه. أيقنت أن هذه المرة سيرزقني الله نعمة كبيرة تعوضني عمّا فات، والحمدلله هذا ما كان. اختياري لترك العمل صبّ في مصلحتي والحمدلله؛ ففترة الحمل كانت صعبة جداً واحتجت خلالها للعديد من العلاجات والحقن.

نعم فقدتُ أشخاصاً رائعين ودافئين من زملاء العمل، أحبهم وأشتاق لهم رغم معرفتي البسيطة بهم، ولكن لم يكن لدي خيارٌ آخر. رزقني الله بأجمل وأغلى نعمه ثم بدأت مرحلة جديدة من حياتي.

حدثينا عن مشاعر الأمومة وكيف دفعتك للنجاح كأم ملهمة؟

في بداية أمومتي مرضت مرضاً شديداً فقدتُ بصري مؤقتاً على أثره. كنتُ وحيدة كلياً ومتعبة جسدياً من العلاج بالكورتيزون. لم أستطع النوم أو الجلوس أو حتى المشي! ومما زاد من سوء الأمر؛ عدم قدرتي على إرضاع طفلي بسبب الأدوية التي أتناولها.

زوجي حاول مساعدتي بكل طاقته؛ ولكنه يعمل لساعات طويلة، وأنا وحدي مسؤولة عن احتياجات طفلي من إرضاع واستحمام وتبديل ملابس وأنا فاقدة للبصر! هل تتخيلين ذلك؟ مع هذا؛ مشاعر الأمومة زرعت في قلبي القوة والرضا والاندفاع للعناية بطفلي والحمدلله.


اقرأ أيضاً قصة نجاح أم الدكتورة خولة أبوعليا باحثة ملهمة في الغربة – قصة نجاح ملهمة

3 تعليقات

  1. […] اقرأ أىضاً قصة نجاح ملهمة لأم رائعة في الغربة […]

  2. […] اقرأ أيضاً قصة نجاح ملهمة لأم رائعة في الغربة […]

  3. […] اقرأ أيضاً قصة نجاح ملهمة لأم رائعة في الغربة […]

اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
0