قصة نجاح ملهمة لمشروع Baby Melons

قصص أمهات ملهمة

قصة نجاح ملهمة لمشروع Baby Melons

baby melons

تسلَّحت بالعلم والإيمان، وعاشت في بلادٍ متعددة لينتهي بها المطاف كمغتربة في كندا، بعيدة كل البعد عن أفراد عائلتها، واختارت أن تحول حزنها لفراق عائلتها إلى طاقةٍ وإنجاز. بقلبها المحب، وشخصيتها الهادئة الواثقة، وتمسكها بمبادئها وأخلاقها، بشغفها بأطفالها وأفكارها الخلاقة، بصفاء بصيرتها وشجاعتها، اجتازت إيمان طريق النجاح بسلاسة، لتخط قصة نجاح ملهمة هي بطلتها، ولتصبح اليوم صاحبة مشروع Baby Melons التعليمي، المسجل والمعتمد بكندا.

عرفينا عن نفسك

اسمي إيمان، سورية مقيمة بكندا، أم لتوأم رائع. تخصصت بالصيدلة ثم حصلت على شهادة الماجستير بتخصص إدارة الأعمال، وأيضاً حصلتُ على دبلوم مونتيسوري معتمد.

أنحدر من عائلة كبيرة وأكاديمية تعشق العلم والتعلم والمعرفة، عائلتي حجر أساسٍ في حياتي، ولكن الأقدار ساقتني للعيش بكندا مع عائلتي الصغيرة. رغم صعوبة هذه المرحلة إلى أني استطعتُ أن أحافظ على رباطة جأشي، وأن أشغل نفسي بالتطور والإنجاز.

أسستُ شركة Baby Melons التي سُجِّلت كشركة تعليمية ذات نشاط تعليمي في كندا، وأطمح لنشر ثقافة المونتيسوري وتعريف الأمهات العربيات عليها، وتدريبهن لاعتمادها كأسلوب حياة مبسط، لتسهيل مهامهن الأمومية عن طريق هذه المؤسسة.


يقال أنك إنسانة هادئة أو كما نقول “رايقة”، حدثينا عن ذلك

لن تصدقي إن أخبرتكِ أن لم ألحظ هذه الصفة بشخصيتي! نعم أنا بطبيعتي إنسانة منطقية ومتصالحة مع نفسي، لا أفكر بالماضي كعائق ولا أخشى الفشل، ودائماً ما أحث نفسي على التعلم من أخطاء الماضي للمضي قدماً بالمستقبل، أعبر عن غضبي بلغة الجسد وليس بالصوت.

ومع ذلك لم أفكر بنفسي من قبل كشخص هاديء، ألى أن بدأ الناس الذين تعرفت عليهم من خلال مشروعي هذا يصفونني بهذه الصفة. لا أخفيك أني سعدتُ جداً بصورتي في أعينهم.

أخبرينا ما هو الدافع لديكِ، كيف تستمري كل يوم بصناعة المحتوى في  Baby melons رغم مروركِ بظروفٍ صعبة وانشغالك مع توأمك، ما هي معادلة النجاح بنظرك؟

بالبداية أنا لا أصفها كمعادلة نجاح بل كمعادلة سعادة، فاستمراري بصناعة المحتوى وتطويري لذاتي ورؤيتي لنفسي وأنا أنضج فكرياً كشخص، يمنحني سعادة بالغة ورضا ذاتي. النجاح بالنسبة لي كإيمان هو أن أتعلم من أخطائي، أن لا أسمح للفشل بإحباطي بل أن أجعله دافعاً للاستمرار والعطاء.

عندما أقارن إيمان بما كانت عليه قبل عدة سنوات وما أصبحت عليه اليوم، أشعر بفخر وسعادة، كيف استطعتُ أن أخطو خطواتٍ صغيرة لأصبح شخصاً أفضل، متسلحة بالصبر وبإيماني بقدرتي وثقتي بنفسي وحبي للمحتوى الذي أقدمه، كل هذا ساعدني على الاستمرار بصناعة هذا المحتوى وتطويره، لأصل إلى هذا اليوم الذي أروي لكم فيه احدى القصص الملهمة للنجاح، قصتي أنا.

بالنسبة للظروف الصعبة، لا تخلو الحياة منها ولا تكتمل بدونها! أنا اؤمن أن كل إنسان يواجه ظروفاً قاسية بل ويراها الأقسى، شخصياً عندما أواجه ظرفاً صعباً اسأل نفسي ” هل أستطيع أن أغير أو أن أتحكم بهذا الظرف؟ ”

إذا كان جوابي نعم، أبدأ بالعمل على تغييره وتحسينه، أما اذا كان لا، فأكمل حياتي مسلطة نظري للأمام، للمستقبل، مؤمنة أني سأتخطى هذه الأزمة أو تلك بسلام.

غربة في عدة دول، هل واجهت لحظات ضعف أو اكتئاب بسببها؟ كيف تغلبت عليها وكيف أثرت بشخصيتك؟

نعم طبعاً، فأنا إنسانة حساسة لأبعد الحدود، وعائلتي أغلى ما أملك، لهذا واجهت العديد من لحظات الضعف وموجات الاكتئاب، وأعلم أني سأواجهها كثيراً بالمستقبل، فالواقع يفرض نفسه.

ولكن تواصلي المستمر مع عائلتي ودعائي لهم بظهر الغيب يخفف من وطأة حزني، وإيماني بأن أثر عائلتي ـ من أخلاقٍ وأفكارٍ ومعتقدات ـ متجذر في نفسي فأنا أعتبر نفسي إمتداد لهم، أعبر عن آرائهم بلساني وتصرفاتي في بلادٍ مختلفة، أنشر إرثهم المزروع بداخلي بطريقتي.

فحتى لو كنت بعيدة عنهم جسدياً، هم ظلي الذي لا يتركني أبداً، هالاتهم ترافقني أينما كنت، أستشعر وجودهم في داخلي كل الوقت. وأعلم أن سعادتهم مرتبطة بسعادتي، لذلك أحاول دائماً أن أتصالح مع الواقع، وأن أسعى لأكون سعيدة وناجحة لأسعدهم بدوري.


أنت أكبر دليل على أن الأم تستطيع أن تخلق عملاً أو حلماً أو نجاحاً لذاتها بعيداً عن حياة الشركات، ما تعليقك؟

من تجربتي العمل بالشركات واكتساب الخبرة منها هو الخطوة الأولى نحو تحقيق حلمك، ولحسن حظي ساق الله إلي قادة لا مدراء والفرق شاسع! فقد أثروا خبرتي، وقدموا لي النصائح القيمة وقاموا بتوجيهي و تغيير طريقة تفكيري للأفضل، كانوا دعماً لي وحرصوا على أن يجعلوا من تجربتي تجربة ناجحة ومثمرة، وكان لهم دور بتكليل قصتي بالنجاح.

برأيك، هل العمل عن بعد وفي ظل فايروس كورونا سيكون في صالح الأمهات؟

بشكلٍ عام أنا شخص أؤمن جداً بقوة حضور مواقع التواصل الإجتماعي وقوة العمل عن بعد. فوجودي الإفتراضي في هذه المواقع وإنشاء صفحات لشركتي من خلالها، عاد علي بالكثير من المنفعة والخير.

إنتشار فايروس كورونا الحالي جعلنا نتوجه مرغمين للعمل عن بعد وبالتالي ساعدنا على رؤية ايجابياته. فالعمل عن بعد يوفر الكثير من الموارد والوقت. ومساندة التكنولوجيا للأعمال تسهل اندماج المشاريع في سوق العمل.

ولكن جزئية العمل عن بعد للأمهات صعبة وقاسية عليهن. فهي زادت من أعبائهن، وأخذت من ساعات راحتهن، وكانت إحدى العوامل التي فاقمت عقدة الذنب عند الأم تجاه أطفالها.

ما رأيك بالأم العربية، أمهات القرن الواحد والعشرين؟ ماذا تريدين أن تغيري فيهن اليوم من خلال مشروعك؟

سأعترف لكِ هنا بإعتراف! لقد صدمت عندما تعاملت مع أمهاتٍ عربيات من خلال Baby Melons. صدمتُ من كم الرُقي والذكاء والثقافة والوعي والجمال والطيبة والجرأة وقوة الشخصية والعديد من الصفات الرائعة التي وجدتها بالمرأة والأم العربية.

تعاملي معهن جعلني أدرك ما كنت أجهله. فالمرأة العربية فاقت توقعاتي وجعلتني أعيد النظر مرة أخرى برأيي بشكلٍ عام بالمجتمعات العربية، كما وغمرني الفخر أكثر بكوني إحداهن.

أما ما أتمنى أن أغيره بالمرأة العربية فهو لا شيء إطلاقاً! أراها امرأة كاملة وأم مثالية. أفخر برؤية محاولاتها لتتطور وتنضج وتنجز. أشجعها دائماَ أن تأخذ قرارها بشجاعة وثقة ووعي وتفكير، مع مراعاة أخلاقها وضوابطها وحدودها الخاصة.


ما هي الرسالة التي تحبي أن تتركيها لتوأمك عن قصة النجاح الملهمة التي تمرين بها؟

شكراً لهذا السؤال. لأن من أهم أهداف مشروعي أن أكون قدوة لأطفالي وأن أترك لهم رسالة خطتها أفعالي لا كلماتي.

رسالتي لهم هي أكتبوا كتابكم الخاص ضعوا خططكم المناسبة لكم وامشوا عليها. إكسروا النمطية الموجودة حالياً وكونوا متفردين. لا تتبعوا خطوات من سبقكم.

لا تخشوا التغيير ولا تجعلوا عواقبه تحبطكم؛ بل أقبلوا عليه وضعوا قوانينكم الخاصة له. واجعلوا أخلاقكم وضوابطكم ودينكم المرجع الأساسي لكم.

احكي لنا عن نظام الدعم الذي ساعدك على تحقيق قصة الإنجاز الخاصة بكِ

من وجهة نظري، عدم وجود نظام يحد من سقف طموحاتك ويحاول إيقاف نجاحك هو نظام الدعم الواقعي. فأنا انحدر من مجتمع شرقي كأغلب الأمهات، مجتمع نمطي غير مُهلّل، ولكن في نفس الوقت غير محبط وهذا كان كافياً بالنسبة لي.

نعم اختلف مع عائلتي بالأفكار والآراء في العديد من الأحيان. لكن بالنقاش السليم وتقبل الإختلاف، ومع أخذ ضوابطي الخاصة كمرجع أساسي، وبالقليل من الدبلوماسية، أتقدم خطوة أخرى نحو النجاح.

كلمة أخيرة

سأوجه للسيدات بعض النصائح علها تكون حافزاً لهن:

  1. أنتِ لست ضحية. إن راودتك أفكار محبطة عن نفسك تقبليها وواسيها ولكن لا تصدقيها. تذكري دائما مكانتك عند الله أولاً وفي المجتمع ثانياً.
  2. قبل أن تبدأي بتطبيق مشروعك، خذي بعين الإعتبار أهمية دور منصات التواصل الإجتماعي لدمج مشروعك بسوق العمل. وآمني بقدرة التكنولجيا على التسويق بشكلٍ رائع.
  3. إذا انتقدك أحدهم أو انتقد ما تقومين به فهذه ليست مشكلتك! استمري بتقديم ما تؤمنين به وما يمثلكِ. وتأكدي أنه لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع.
  4. تحلي بالصبر. فما تبذلين جهدك عليه اليوم سترين نتائجه بالمستقبل. لا تحكمي على عملك من النتائج الأولية، بل إمنحيه بعض الوقت و آمني به وستبهرك النتائج.
  5. إذا قُدِمت لكِ نصيحة، مرريها بعقلك وتفكري بها قليلاً قبل أن تحكمي عليها. استفيدي منها أو أطرديها.

اقرأ أيضاً قصة نجاح رشا أبو شمعة أم ومديرة محتوى موقع Mumzworld

اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
0