عادة اكتساب الألفاظ السيئة عند الأطفال وعلاجها

أمومة وتربية الطفولة المبكرة

عادة اكتساب الألفاظ السيئة عند الأطفال وعلاجها

pexels-monstera-production-7114237

تربي الأمهات أطفالهن وتحسن تربيتهم، وتجنبهم الاستماع إلى الكلمات والألفاظ السيئة. وتسعى لتجنب اكتساب أطفالها لتلك الألفاظ وترديدها منذ الصغر؛ حفاظاً على نقاء أخلاقهم.  ثم وبطبيعة الحال يضطر الأهل إلى تحفيز أطفالهم للتفاعل مع البيئة الخارجية عبر إرسالهم إلى الصالات الرياضية والحضانات والمدارس بالإضافة إلى مراكز التدريب وغيرها من الأماكن؛ كي يتعلم الطفل ويعتمد على نفسه ويكوّن علاقاته الاجتماعية الخاصة. ثم بعد فترة من الزمن يبدأ هذا الطفل بالتأثر تدريجياً بالمحيط من حوله، و قد يقوم بترديد الكلمات والألفاظ التي كانت تحذر الأم من تعرض ابنها لها. أو ربما قد تبدأ الشكاوى ترد الأم من كل حدب وصوب على كثرة الألفاظ السيئة عند الأطفال!

ثم يتكوّن لدى الأم شعوران بارزان:

  • قلقها من تدهور أخلاق ابنها وكيف يمكن أن تسيطر على هذا الأمر.
  • التخلص من الضغط المجتمعي عليها. وذلك أيضا بشكل غير مباشر يستدعي أن تحاول الأم التخلص من هذا السلوك المزعج – الالفاظ السيئة عند الأطفال -.

وتبدأ الأم بالتفكير لماذا ومن أين اكتسب ابني هذه الألفاظ وهذه الممارسات وأنا التي لم أدخر جهداً في متابعته وحفظه وتربيته على فضائل الأخلاق!  لذلك تلجأ الأم إلى إيجاد الحلول حتى تمسح هذه الكلمات السيئة من قاموس وذاكرة ابنها/ابنتها.


عندما تكتشف الأم مشكلة الشتم عند طفلها؛ فإن أغلب الظن أن أول رد فعل لها سيكون الغضب! بسبب شعور القهر المتولد لديها وشعور أن ما بنته في ابنها يتساقط أمام عينيها. وربما قد تفقد السيطرة على أعصابها أو أنها تقوم ببعض ردود الأفعال التي قد تزيد من سوء الأمر. كالضرب أو توجيه بعض العبارات السلبية للطفل وغيرها من الممارسات غير الصحيحة.

لذلك يجب أن تحافظ الأم على كامل هدوئها النفسي – ربما من الصعب ذلك – ولكن حتى نتخلص من الألفاظ السيئة عند الأطفال يجب أن نتحكم قدر الإمكان بعواطفنا ومشاعرنا النفسية.

  • الحاجة إلى اهتمام من الوالدين

قد يردد الطفل هذه الكلمات لأنه بحاجة إلى اهتمام من الوالدين. فيلجأ لهذه الكلمات لأنه اكتشف من المرة الأولى لترديدها، أنها تتسبب في غضب والديه أو إحباطهما. وسبب هذا الفعل بالنسبة للطفل؛ أن يلفت نظر أهله لوجوده. وأي سلوك يحقق له رغبة سيسعى بالتأكيد لتكراره.

  • لا يعرف معنى الألفاظ ولا يدرك أثرها

وقد يكتسب الطفل هذه الكلمات، ولكنه لا يعرف المقصود منها ولا يدرك أثرها السلبي عليه مجتمعياً.

 فإذا ما عرفنا السبب وجب علينا أن نتبع بعض الأساليب لمسح هذه الألفاظ السيئة عند الأطفال. مع مراعاتنا اختلاف شخصيات الأطفال وبيئاتهم وأنواعهم، وأن المدة الزمنية التي نحتاجها لتغيير سلوك الطفل أو زرع قيمة معينة فيه؛ قد تتفاوت وتختلف باختلاف نوعه. فبعض الأطفال مثل الاسفنجة في تفاعلهم مع توجيهاتنا، وبعضهم متوسط التفاعل، وآخر يرفض أن يتفاعل أصلاً.


  • الاهتمام بالطفل وإشباع رغباته

وذلك بأن يقدر الأهل الطفل ويشبعون حاجاته ورغباته، ويقضون معه وقتاً نوعياً. حتى لا يضطر إلى إيجاد وسائل غير مرغوب بها؛ كالتلفظ بالكلمات السيئة للفت الأنظار إليه.

  • الحوار والتربية بالقدوة

الجلوس والحوار وبيان المعاني والآثار للطفل. والأفضل هنا الابتعاد عن المحاضرات المملة للطفل؛ فهو سيتجاهلها بمجرد أن ينتهي الكلام. فالأفضل استخدام عبارات قصيرة وبعدها يلجأ الأهل للتربية بالقدوة. يعني أن يشاهد الطفل أبويه يمارسون الاحترام والتقدير مع الآخرين ولا يقومان بالتلفظ بالكلمات السيئة عند الغضب.

  • التكرار والتعزيز

بعد البيان والتربية بالقدوة تأتي مرحلة التكرار. يعني أن أكرر وأعزز السلوكيات التي يكتسبها بالقدوة (الاحترام، التقدير، ردود الأفعال الجميلة…الخ). وقد يكون من الذكاء أن تمدح الأم تصرف الأب أو العكس عند القيام به. مثلاً: إذا احترم الأب أحدهم وصدر منه كلمات جميلة، تردد الأم على مسمع الطفل “ما شاء الله يا أبا فلان ما سمعت منك عبارة سوء قط! يقطر لسانك دوماً بالكلام الطيب”. أو إذا سيطر على غضبه ولم يقل كلاماً سيئاً، تمدحه بنفس الأسلوب وتبتكر!

  • تجاهل السيء وإبراز الحسن

عند تفوه الطفل بالكلمات السيئة لا نركز ونلفت نظره لهذا السلوك، خصوصاً بعد أن بيّنا له المعنى والأثر. بل نتجاهل ونبرز له سلوكياته الحسنة ونذكّره بها.

  • توجيه الطفل وضبط سلوك الأهل

استمرار توجيه الطفل بذكاء للتخلص من السلوك، وفي الوقت نفسه نستمر في مراقبة وضبط سلوكنا وانفعالاتنا كأهل تجاه سلوك الطفل. لأن الخطأ وارد من الطفل! فلن يغير سلوكه ويتخلص من الشتم بين يوم وليلة.

  • القصص وسيلة لمعالجة الشتم عند الأطفال

استخدام القصص مع الأطفال. فهناك الكثير من القصص التي ألفت في هذا الباب. فهي تحفز الطفل على اكتساب السلوكيات الحسنة والتخلص من السلوكيات السلبية بطريقة ممتعة.

من الجميل والمهم أن نقوم بإشغال الطفل حركياً وفكرياً بشكل دائم من خلال الأنشطة المتنوعة، حتى تقل الأوقات التي يهدرها فيما يحفز لديه السلوكيات السلبية ومنها الشتم. كما يجب علينا كأهل أن نبحث له عن الصحبة والبيئة الصالحة والمناسبة له. والاستعانة بالله دائما والدعاء بصلاح أطفالنا. ولا نتردد أبداً كوالدين بطلب المساعدة من المختصين إذا شعرنا بالحاجة.

لذلك يمكنكِ تصفح خدمة استشارة تحليل السلوك على موقع كلنا أمهات من هنا      


هذا المقال بقلم هبة عبيدات

يتقدم فريق كلنا أمهات بالشكر للأستاذة هبة عبيدات لتقديمها هذا المقال القيم المليء بالفائدة

اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
0