نبيلة حماد – قصة طموح امرأة وصلت لرئاسة مجلس الوزراء الفلسطيني

قصص أمهات ملهمة

 نبيلة حماد – قصة طموح امرأة وصلت لرئاسة مجلس الوزراء الفلسطيني

IMG_DA7DEAA20EDD-1

من قال إن الطموح مقتصرٌ على فئة عمرية؟ فالطموح؛ هو شعور إنساني متأصل في كل شخص، وكم من قصة نجاح كان عنوانها السعي والمثابرة لرغبة كانت دفينة بفعل الظروف، ولكن اختارت الوقت المناسب. وبفضل الله والسعي تمكن صاحبها من تحقيقها ولو بعد سنين. في هذا المقال قصة امرأة صاحبة قوة وإرادة عظيمة، رائدة أعمال شبّهت انطلاقتها بطائر الفينيق. قصة طموح امرأة، تعلّقت بشغفها وحلمها حتّى نالت مرادها. امرأة كسرت كل القيود، أمٌّ احتضنت أطفالها بينما هي تسير نحو هدفها. عاشت ظروفاً قاسية وهي في رحلة استكمال مسيرتها التعليمية، ولكن لم يتوانَ طموحها عن تذكيرها برغبتها في تحقيق حلمها.


نبيلة حماد قاهرة المستحيل. أم لخمسة أبناء، تزوجت بعمر 17 عاماً. رفضت في البداية أن أكمل تعليمي المدرسي حفاظاً على عائلتي، على الرغم من رغبتي الشديدة أن أكمل دراستي.

كانت أحلامي أشبه بالمستحيلة في ظل الظروف والانكسارات وقلة الحيلة. فكيف لا حينما استغرقت عودتي لمقاعد الدراسة 12 عاماً، وأنا أم لأطفال صغار. لم أعِ كيف استطعت أن أصبو إلى هدفي، الذي وأنا في طور السعي نحوه؛ كان لا بدّ أن أنثر عنّي غبار كل انكساراتي وأجتاز العثرات. تسلحت بالعزيمة والإرادة، آمنت بنفسي وأيقنت بأنّ الله سيكلّل مسعاي بالتفوق والنجاح. كانت رحلة تزامنت فيها الأمومة والدراسة والعمل.

بدأت تلك الرحلة بعد أن أنهيت مرحلة الثانوية العامة بتقدير 80%. أكملت بعدها البكالورياس في جامعة القدس المفتوحة، والتي تتبع نظام التعليم عن بعد، مما سمح لي أن أوازن بين دراستي وأمومتي. وعليه، تخرجت من الجامعة بمعدل جيد جداً.

ثم حصلت على وظيفة في مجلس الوزراء، وفي الوقت عينه؛ أكملت دراسة الماجستير في تخصص “بناء المؤسسات والتنمية المستدامة” في جامعة القدس أبوديس. فكانت الموازنة بين دراستي وعملي في هذه الفترة أقل صعوبة، حيث أن أولادي تخطّوا مرحلة الطفولة. حاليّاً؛ أنا في طور دراسة الدكتوراة في إدارة الأعمال في جامعة صفاقس في تونس.


تدرّجت في المناصب وعملت في عدة دوائر، حتّى استلمت وحدة الجودة ومعايير الأداء، والتي كانت بالنسبة لي رحلة مليئة بالتحديات الصعبة. قبلت التحدي! فأنا أسعى دوماً لترك بصمتي الخاصة في كل عمل.

 واجهت العديد من الصعوبات خلال تلك الفترة، ولكنني صوّبت كامل إصراري وإرادتي وحسن إدارتي نحو تخطي كل التحديات. فحققت هدفي وساهمت في خدمة الوطن، من خلال تقييم أداء الحكومات لتصويب أداء عملها لصالح الوطن.

نعم أوافقك الرأي. كان ذلك شعاري في كافة مراحلي المهنية، وكانت لدي عبارة أتغنى بها: “كل عمل نقوم به هو عمل وطني بامتياز”. هذه العبارة حفزتني كثيراً ودفعتني لاتقان عملي.

حاليًّا؛ لدي مؤسسة تخدم المجتمع بعدة أشكال، وتعمل على تطويره من خلال عدة مجالات؛ في الذكاء الاصطناعي، والتميز، والإبداع، والابتكار، واستشراف المستقبل، وأنظمة الجودة، ودراسة الجدوى، وتطوير المشاريع، والاستشارات، والدراسات الإدارية.


التكنولوجيا سلاح ذو حدين. لذلك واظبت على استخدامها مع حفيدي بشكل ايجابي وموجه، من خلال مشاهدة البرامج التعليمية والتطويرية، حيث كان لها أثر إيجابيّ في تعلمه وإتقانه بعض المهارات، ولاكتساب صفة القيادة.

في الواقع؛ لم أكن راضية عن الواقع الذي كنت أحياه؛ لذلك آمنت بنفسي وبقدراتي، وبأنني قادرة على أن أكون سيدة مجتمع لها أهميتها وكيانها. كما أنّ حالة الخذلان والضعف والظلم، كانت مصدر إلهام لي. كل ذلك ساهم في صقل شخصيتي وزيادة إصراري وطموحي.

  • أوجّه نصحيتي بشكل رئيسي للأم الطموحة؛ أوصيها بأن ترتب أولويّاتها لتحقق التوازن بين العمل والأسرة. الطفل دون الأربع سنوات بأمس الحاجة إليك، استمتعي بهذه الفترة بكلّ تفاصيلها بعيداً عن مشاعر التذمر والاكتآب. أنت من ستزرعين فيه القيم والأخلاق وكلّ شيئ جميل.
  • إن السعي هو البوابة الحقيقية لتحقيق الأحلام. وما وصلت له هذه الأم من نجاح، ما هو إلاّ نتيجة إصرارها الحثيث نحو هدفها، والذي في نهاية المطاف صبّ في خدمة المجتمع. الأهم هو أن نؤمن بقدراتنا ونعمل بجد لتحقيق آمالنا، وأن نسعى لنخط قصة طموح امرأة مهما اختلفت ظروفنا وشخصياتنا.

هذا المقال بقلم

لخصت لنا الأستاذة الفاضلة أماني السرور قصة طموح امرأة رائعة في هذا المقال القيّم المليء بالفائدة. وعليه يتقدم فريق كلنا أمهات بالشكر والعرفان للأستاذة أماني السرور لتقديمها هذه القصة الممتعة.

اقرأ أيضاً من التحديات إلى التكريم، قصة نجاح أبرار مكاوي


1 التعليق

  1. أميرة
    مايو 21, 2024 في 8:52 ص

    ما شاء الله قصة ملهمة

اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
0