قصة نجاح سيدة تحقق حلمها وتتخرج بعد 25 عاماً

قصص أمهات ملهمة

قصة نجاح سيدة تحقق حلمها وتتخرج بعد 25 عاماً

image00001 2

من الطبيعي أن تفرح الأم لاستقبال التهاني لتخرج ابنتها بعد طول انتظار، ولكن من الصدف الجميلة أن تصبح الفرحة فرحتين معاً! حيث استقبلت الأم صاحبة القصة خبر تخرج ابنتها الذي تزامن مع تخرجها من الجامعة، بعد انتظار طال لمدة 25 عاماً، في ظل انشغالها بمهام الأمومة. لكن أن تأتي متأخراً أفضل من ألّا تأتي إطلاقاً. وهكذا كان الحوار مع بطلة قصة نجاح سيدة وأم بالتخرج من الجامعة بعد 25 عاماً..

هدى أبو ضاهر. أم سورية لخمسة أبناء. وُلدت ونشأت في دمشق، أعمل محامية حالياً ما بين الإمارات وسوريا.

التحقت بالجامعة وقُبلت في كلية الحقوق حيث لطالما كان لدي شغف بالقانون، ولكنني أكملت. أنهيت السنة الدراسية الأولى ومنتصف السنة الدراسية الثانية. لكني انتقلت للعيش في الإمارات عام 1993، بعدما تزوجت حيث كان زوجي يعمل مهندساً هناك.

وهنا بدأت الرحلة! حرصت على إكمال دراستي الجامعية فكنت أسافر كل سنة لتقديم مادتين أو ثلاث وأحياناً أكثر. وعندما استنفذت السنوات، كنت أنتظر سنة أو أكثر لإصدار مرسوم. والمرسوم عادةً كان يصدر كل عام أو اثنين، فأعود لتقديم مادتين أو ثلاثة عند صدور المرسوم.

مرت الأيام وكبر أطفالي وتخرجوا من الجامعات. حيث تخرجت ابنتي الكبرى من كلية الإعلام وبعدها تخرجت ابنتي الثانية من كلية الهندسة المعمارية. واستمررت خلال كل تلك السنوات بتقديم الاختبارات. وبينما كانت ابنتي الثالثة تدرس الإعلام في السنة الرابعة، كنت أقدم آخر مادتين في سوريا، وعندما ظهرت النتائج تخرجت أنا من سوريا. بتلك الأثناء تخرجت ابنتي من الجامعة الأمريكية في دبي، وكان عمري 47 عاماً.

ووفقاً للقانون لا يُقبل الانتساب لنقابة الحقوق في سن الخمسين، فأسرعت في سني هذا – 47 عاماً – للانتساب في النقابة، كي لا يفوتني التدريب ونيل الأستذة. وشاءت الظروف أن أبقى في سوريا مع زوجي لسنتين أو أكثر. حينها تمكنت من قضاء أيام ممتعة للغاية في التدريب وممارسة الحياة العملية في محاكم دمشق والقصر العدلي، وقدمت على الأستذة بعد التدريب. والحمدلله اجتزت الامتحان العملي والشفهي ونلت شرف الأستذة في نقابة المحامين في دمشق، وتزامن هذا الإنجاز مع حصول ابنتي على شهادة الماجستير. ثم عدت للإمارات وتدربت في مكتب محاماة راقي في أبوظبي، وأنا الحمدلله أعمل ما بين الإمارات وسوريا.


حبي وشغفي لدراسة الحقوق كانت دافعاً أساسياً، يليها دعم زوجي وتفهمه لرغبتي حيث كان يشجعني للسفر على كل المراحل، وبالعكس كان يقف بجانبي ويشجعني في حالات إصابتي بالإحباط. بالإضافة إلى دعم ومساعدة والدتي في العناية بأطفالي عند السفر لتقديم الامتحانات.

في كل مرة كنت أسافر فيها إلى سوريا، كانت تصادف بأني حامل أو أني قد ولدت حديثاً. حيث عانيت كثيراً مع أطفالي إثر مشاق تغيير البيئة عليهم، وأعتبر أنها كانت من أكبر الصعوبات والتحديات التي واجهتها آنذاك؛ فأحياناً كثيرة كان أحدهم أو جميعهم مصاب بوعكة صحية، فأسهر الليل للعناية بهم، ثم أذهب في اليوم التالي لتقديم الامتحانات. كانت والدتي من يعطيني القوة والدعم، خاصةً أنها كانت تدفعني للاستمرار وتعتني بأطفالي.

أما خلال فترة التدريب، بالرغم من نظرة المتدربين الشباب والشابات لتقدمي بالسن، واعتقادهم أني غير قادرة على تحمل مشاق التدريب، من حيث تعب المسير والانتظار أثناء التنقل والذهاب بين الزحام من منطقة لأخرى في سوريا؛ لكنني كنت أحب ما أقوم به وأتحدى ذاتي فأقويها حتى أكملت.


أنا إنسانة متفهمة ذات شخصية مرنة ومحبة للناس، أواجه كل التعليقات والنظرات التي تصادفني بابتسامة، وأركز على إكمال طريقي دون اكتراث. أتمنى من شباب وبنات اليوم أن يتحلوا بالصبر وطول البال لإكمال مشوارهم الدراسي في هذه الحياة، فأنا أعلم تماماً مدى التحديات والصعوبات المادية والنفسية التي قد يمرون بها.

لكل أم، أعلم أنكِ متعبة في تربية أبنائك، أتمنى منك الصبر، فالنهايات ستكون جميلة. عندما تتخرجين ستكونين سعيدةً جداً، كما أن أبناءك سيكونون فخورين بكِ للغاية.


هذا المقال بقلم سلمى العالم

يتقدم فريق كلنا أمهات بالشكر للأستاذة سلمى العالم لتقديمها هذا المقال القيم المليء بالفائدة

اقرأ أيضاً قصة نجاح سيدة فاضلة أم موظفة عملت لمدة أربعين عاماً

2 تعليقات

  1. أميرة
    فبراير 26, 2024 في 11:20 م

    قصة محفزة تعطي أمل ودافع للكثير من الامهات

    1. ميرا الحوراني
      مارس 19, 2024 في 11:19 م

      شكرا أميرة لدعمك

اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
0