كيف نحمي أطفالنا من خطر التحرش الجنسي

الطفولة المبكرة

كيف نحمي أطفالنا من خطر التحرش الجنسي

التحرش الجنسي

التحرش الجنسي بالأطفال؛ هو كل إثارة يتعرض لها الطفل. ويكون عادةً بين شخصين غير متكافئين، يهدف منها المتحرش إشباع رغباته الجنسية بطريقة غير سوية، عن طريق اصطياد ضحية غير قادرة على الدفاع عن نفسها. رغم أن التحرش الجنسي بالأطفال ظاهرة قديمة؛ إلا أن ازدياده أصبح ظاهراً ومنتشراً بالآونة الأخيرة، فأصبح يهدد أمن أطفالنا وسلامتهم النفسية والجسدية.

تسود ثقافة العيب في مجتمعاتنا الشرقية، لهذا نتجنب الحديث مع أطفالنا عن التحرش الجنسي. كما أن دفاعاتنا النفسية تجعلنا ننكر حدوث شيء قبيح كهذا مع أطفالنا، ولكنه للأسف يحدث!

تحدَّثت الأخصائية النفسية سهير هاشم عبر منصتها الإلكترونية، عن ظاهرة التحرش الجنسي والثقافة الجنسية للأطفال. فاستعنا بإجاباتها ومعلوماتها الموثوقة والمبنية على شهاداتها العلمية؛ لإجابة ما يتعلق بالتحرش الجنسي، وإجابة بعض الأسئلة الهامة في التربية الجنسية للأطفال.


1. هل يجب أن نشعر بالخوف من أن يتعرض أطفالنا لهذه الظاهرة؟

بالتأكيد، فهذه الظاهرة منتشرة بشكل كبير بين الأطفال، وهي ظاهرة مخيفة بالطبع. فتعرض الطفل لموقف يُستباح به جسده دون أن يكون لديه القبول، ودون قدرته على الدفاع عن نفسه؛ سيترك لديه أثراً وعقداً نفسية صعبة يجب علاجها، وسيشعره بالخزي والعار.

2. ما هي المؤشرات التي تدلّنا على تعرض الطفل للتحرش الجنسي؟

يعاني الطفل الذي تعرض للتحرش الجنسي من عدة أعراض ومؤشرات، تنذر الآباء أن طفلهم وقع ضحية الاعتداء الجنسي.

فيبدأ الآباء بملاحظة تغير سلوكي واضح على أبنائهم؛ كزيادة النوم أو الأرق، زيادة ملحوظة بتناول الطعام أو انسداد بالشهية، التبول اللاإرادي، مص الإصبع، شرود وعدم تركيز. فهنا يجب أن نبحث عن الأسباب النفسية لهذه التصرفات، مع محاولة حث الطفل على التحدث إلينا، بأن نشعره بالثقة والأمان والاحتواء.

3. كيف أحمي طفلي من التعرض للتحرش الجنسي؟

سألخص الإجابة بعدة نقاط حتى نتجنب اختلاط الأمور علينا:

  • المعتقد الخاطئ لدى الآباء أنه من الأفضل تأجيل الحديث عن الثقافة الجنسية مع أطفالهم. ظناً منهم أنه كلما تقدم بهم العمر، زاد فهمهم وتقبلهم لهذه الأمور. ولكن العكس هو الصحيح. فيجب علينا أن نبدأ بالتربية الجنسية للأطفال من عمر ثلاث سنوات. حيث نبدأ بتعريفهم إلى أعضاء الجسم بشكل عام، لنصل بسلاسة إلى تعريفهم بأعضائهم التناسلية. مع أهمية الشرح عن وظيفتها، والتركيز على أنها أعضاء طبيعية وموجودة، ولا داعي للشعور بالخجل منها.
  • كما أنه من المهم جداً تعليم الطفل أن يفرّق بين اللّمسة الصحيحة واللّمسة غير صحيحة. فمثلاً نعتبر السلام باليد لمسة صحيحة، بالمقابل الضمة القوية من شخص غريب لمسة غير صحيحة. كما أن لمس الأعضاء التناسلية من قبل أي شخص غير مقبول أبداً.
  • يجب أن نوضّح للطفل أنه لا توجد أي أسرار تتعلق بالجسم؛ فيجب أن تخبر ماما وبابا عن أي شيء يتعلق بجسمك. لأن غالبية المتحرشين يستخدمون عبارة “هذا سر بيني وبينك” مع الطفل. لذلك يجب توعية الطفل أنه لا يوجد أي أسرار مرتبطة بالجسم حتى لا يقع ضحية المتحرش.
  • يجب علينا كوالدين أن نحترم رغبة الطفل.فمثلاً لو رفض أن يتحدث أو يحتضن أو يقبّل شخصاً معيناً؛ علينا أن نحترم مشاعره ولا نجبره على ذلك. حتى لو كان هذا الرفض موّجه لأحد الأقارب. ويجب أن نتوقف عن استخدام جملة “سلم على عمو أو بزعل”، لأن المتحرش يستخدم جملة ” تعال إجلس في حضني أو بزعل” للإيقاع بضحيته. علينا أن نشجع الطفل بأن يثق بإحساسه، والاَّ يجبر نفسه على وضع غير مريح له.
  • من المهم أن ندرّب الطفل على قول كلمة “لأ” دون خجل أو خوف، إذا حصل وتعرض لموقفٍ غير مريح. كما يجب أن نثق به إذا أبدى عدم راحته لشخصٍ معين، ونحاول أن نحثه على الحديث عن مشاعره أكثر، وعن الأسباب التي جعلته ينفر من هذا الشخص.
  • ومن المهم أيضاً أن نحدد للطفل الأشخاص الذين يستطيع أن يتوجه إليهم، إذا تعرض لموقف غير مريح. كالأم والأب أو المعلمة أو أي شخص آخر موثوق قمنا بتحديده للطفل مسبقاً.


4. هل نستطيع أن نسمي الأعضاء التناسلية للأطفال بأسماء لطيفة حتى نتجنب الحرج؟

يجب تسمية الأعضاء التناسلية عند الأطفال بأسمائها الصحيحة، أي المهبل والقضيب. فالإشارة إليها بأسماء أخرى، ستعطي الطفل نظرة سلبية عن جسمه، وسيشعر بالخجل منها. فكلما سمينا الأعضاء التناسلية بالأسماء الحقيقية، كلما شعر الطفل براحة أكبر بالحديث مع والديه عن أي شيء يخص هذه الأعضاء، وبالتالي سيلجأ إليهما إذا تعرض لتحرش جنسي. ومن الممكن تسمية الأعضاء التناسلية بالأعضاء الخاصة. ولكن دون أي أسماء أخرى.

5. كيف أُعلم طفلي أن لا يسمح لأحد برؤية أو لمس أعضائه التناسلية؟

التوعية والتربية الجنسية للأطفال هي واجبنا الأساسي، واختيار الأسلوب السهل التلقائي سيسهل هذه المهمة على الآباء. فمثلاً من خلال محادثة عادية جداً نتحدث بها عن أعضاء الجسم، لننتقل بسلاسة للتوعية بما يخص الأعضاء التناسلية.

كمثال: استخدمي قاعدة اللباس الداخلي؛ التي تعني أن كل عضو موجود تحت الملابس الداخلية، هو عضو خاص بالطفل وحده. من غير المقبول أبداً أن يسمح لأحد برؤيته أو لمسه، كما أنه من غير المقبول أن يرى أعضاء الآخرين أو يلمسها حتى لو من باب الفضول.

كما يجب أن نحدد للطفل الأشخاص الذين يُسمح لهم رؤية أعضائه التناسلية. وهم فقط الأم والأب والطبيب عند الحاجة. ونحدد مهمة الطبيب بالعلاج فقط وبعد أن يشرح أمام الطفل ووالديه معاً، السبب الذي يدفعه للكشف عن العضو التناسلي عند الطفل.

6. ما رأيك بمبيت الطفل عند أحد أصدقائه أو أقاربه؟

مبيت الطفل خارج المنزل ودون وجود والديه، غير مفضل أبداً. لأن المتحرش بالعادة يكون أحد المعارف أو الأقارب الموثوقين. ولكن من الممكن التساهل بموضوع المبيت قليلاً مع الأطفال بعد عمر الثالثة عشر، فهم أوعى وأقدر على حماية أنفسهم.

7. ماذا عن التحرش الجنسي في وسائل التواصل الاجتماعي، هل تساهم التكنولوجيا بازدياد هذه الظاهرة؟

نعم تساهم. نحن نرى الإعلانات ذات الرسالة الجنسية المخفية في كل مكان، ولكننا لا نستطيع أن نتحكم بالتكنولوجيا. لهذا يجب أن نبني علاقة ثقة قوية مع أطفالنا، ونتحدث إليهم بشكل مستمر. ويجب أن نتثقف لنعلّم أطفالنا عن الثقافة الجنسية بطريقة علمية وصحيحة، حتى نساهم بحمايتهم من خطر هذه الظاهرة.

8. ما هو العمر المناسب لنتحدث به مع الأطفال عن العلاقة الجنسية؟ وما الذي يجب أن يعرفوه عن الجنس؟

عادةً ما يبدي الطفل اهتمامه بموضوع العلاقة الجنسية بعمر الست سنوات، من خلال اسئلة تتعلق بوجوده ومن أين وكيف أتى إلى هذا العالم. من واجبنا كآباء أن نجيب الطفل بصدق ووضوح، مع تجنب الإسهاب بالشرح، والحرص على معرفة المعلومات التي يعرفها الطفل أساساً، لنبني إنطلاقة تحدد إجاباتنا. ومن الممكن استبدال مصطلح علاقة جنسية بعلاقة حب.

9. بالنسبة لسلوكيات الأطفال الجنسية، كيف نميز بين الطبيعي وغير الطبيعي؟ وهل من الطبيعي أن يقوم الطفل بلمس أعضائه التناسلية؟ وما الحل؟

هذا سلوك طبيعي جداً، فقد رأينا أجنة في بطون أمهاتها تمارس هذا السلوك، بالعادة يبدأ الطفل بلمس أعضائه التناسلية من عمر ثلاث سنوات، وكنوع من الفضول لا أكثر. الحل هو عدم تهويل الموضوع وتجنب الصراخ والإنفعال، واستبدال ذلك بإشغال الطفل بأي عمل آخر خلال اليوم، مع التجاهل التام.

10. لأي عمر يُسمح للطفل بالاستحمام مع إخوته؟

لعمر ثلاث سنوات كحد أقصى، فيجب أن نعلّمه أن يحترم جسم الآخر، وأن لكل شخص خصوصيته. فعند بلوغ الطفل سن الثلاث سنوات، يبدأ بتمييز الأعضاء التناسلية ويبدأ بالسؤال عنها، أو يبدأ بالخجل من خلع ملابسه أمام الآخرين، وهذا مؤشر قوي لمنعه من الإستحمام مع أحد.

اقرأ أيضاً كيف تعلم طفلك حماية نفسه من التحرش الجنسي


2 تعليقات

  1. […] اقرأ أيضاً كيف نحمي أطفالنا من خطر التحرش الجنسي […]

  2. […] كيف نحمي أطفالنا من خطر التحرش الجنسي […]

اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
0