أن تكون “أباً”؛ يعني أن تكون مسؤولاً وموثوقاً وحامياً في عين عائلتك وأطفالك، وعليك أن تستمر بهذا النهج إلى أن يبلغ أطفالك عمراً يستطيعون به الاعتماد على أنفسهم. وأيضاً أن تكون “أباً”؛ يعني أن تكون مسؤولاً عن نفسك وعن الاهتمام باحتياجاتك الخاصة، والأهم من كل ذلك أن تحافظ على الصحة النفسية والجسدية. وذلك يتطلب منك بعض الممارسات الروتينية اليومية، التي ستساعدك بالحفاظ على شبابك وصحتك.
والمقصود بالشباب هنا؛ هو شباب الصحة النفسية والجسدية، وليس شباب العمر. فكونك رجلاً سليماً صحياً، هو جزء مهم وأساسي من كينونتك كأب صالح، وكقدوة حسنة لأطفالك. كما أن اهتمامك بصحتك، سيعلم أطفالك أهمية الاهتمام بالصحة النفسية والجسدية.
إن كنت ترغب بمعرفة كيف تحافظ الصحة النفسية والجسدية، فإليك ما عليك القيام به.
1. راقب وزنك وتحكم به
يمر الآباء في فترة العزوبية المنعشة؛ حيث تدفعهم طاقة الشباب المتقدة للخروج بشكل دائم مع الأصدقاء، وبالتالي مقابلة أشخاص جدد باستمرار. مما يدفعهم للحفاظ على لياقتهم ومظهرهم الخارجي بشكل دائم. لكن؛ معظم الرجال يتوقفون عن ذلك فور زواجهم أو بمجرد البدء بتكوين أسرة!
لذلك؛ يجب أن يكون التحكم بوزن الجسم ومراقبته، على رأس قائمة أولوياتك حتى بعد الزواج وإنجاب الأطفال! فهو أحد العوامل الهامة التي تؤثر على صحتك. نحن لا نتحدث هنا عن السمنة الطفيفة، أو السمنة المقبولة، التي لا تؤثر على الصحة الجسدية. مع ذلك؛ لا تنسى أنك القدوة والمثال الإيجابي لأطفالك. فقد أظهرت دراسة أمريكية، أن الآباء الذين يعانون من زيادة الوزن، قد يقودون أطفالهم إلى هذا الطريق دون قصد.
2. تحكم في مستويات التوتر الخاصة بك
العمل طوال اليوم وكل يوم، ومحاولة إبقاء كل الأمور تحت السيطرة؛ قد يعني أنك ربما تتعرض للضغط أكثر مما تدرك. هذا الضغط لا يؤثر فقط على صحتك النفسية والجسدية، ولكنه سيؤثر بشكل سلبي على علاقتك بأطفالك وزوجتك. فالتوتر والضغط الذي تشعر به، سينتقل إليهم وسيشعرون به، وهذا بالتأكيد ليس جيداً لهم.
هناك العديد من الطرق المختلفة والفعالة التي تساعدك على تقليل التوتر والتخلص من الضغوطات؛ مثل:
- ممارسة التمارين الرياضية واليوغا.
- تناول مكملات أوميغا 3.
- شرب الشاي الأخضر بشكل منتظم.
- استخدام الزيوت والروائح المنعشة والبخور.
- تجنب الكافيين والمشروبات التي تحتوي عليه.
- مضغ العلكة.
- قضاء الوقت مع الأصدقاء والعائلة.
- الضحك.
- النوم الجيد.
3. راجع طبيبك شكل دوري لعمل الفحوصات الشائعة
أحد الأشياء التي يفعلها كل الآباء، هو الاستجابة لأي أعراض مرضية قد تظهر على طفلهم. فارتفاع في درجة حرارة جسم الطفل أو شعور الطفل بالدوار؛ هي أعراض كافية بالنسبة للآباء، تستدعي الذهاب إلى الطبيب للتعامل مع المشكلة.
لا تنسى عزيزي الأب؛ أنك أنت أيضاً بحاجة للعلاج عند ظهور أعراض معينة تماماً كأطفالك! تعد مراجعة الطبيب بانتظام طريقة ناجحة للحفاظ على صحتك. لذلك؛ حدد مواعيداً دورية كل ثلاثة أشهر أو كل ستة أشهر، حتى تتأكد من أنك بخير.
4. وازن بين حياتك العملية وعائلتك
في زمن السرعة الذي نعيشه اليوم، قد يضطر العديد من الآباء قضاء معظم اليوم في العمل، لتوفير حياة وفيرة ومستقبل براق لأطفالهم. في الوقت ذاته؛ قضاء معظم اليوم في العمل سيبعدك عن أحبائك وعن أطفالك. فكيف نكسر هذه الحلقة المفرغة؟
أولاً؛ ابدأ الآن بتحقيق التوازن بين العمل والعائلة، فتجنب الإرهاق أمر ضروري لممارسة الأبوة بشكل صحي. كما قد نصح الدكتور جاسم المطوع الآباء المشغولون بأعمالهم، بالحرص على قضاء وقت عائلي يومي مع أطفالهم، من خلال وجبة طعام عائلية يتخللها بعض المحادثات الدافئة معهم. وأيضاً حاول باستمرار استثمار أي وقت فراغ لديك، للقيام بالنشاطات المختلفة والممتعة مع أطفالك، وستلحظ الفرق.
اقرأ أيضاً أهمية مشاركة الأب في العملية التربوية
5. احصل على قسط كافي من النوم
من المهم الحصول على قسط كافي من النوم بشكل يومي، فالنوم الجيد من أهم العوامل التي تساعدك في الحفاظ على صحتك الجسدية والعقلية. كما أنه يقي من الإصابة بالأمراض المختلفة، ويساعد على تعزيز الذاكرة.
كما أن النوم الجيد له أثر كبير على الصحة الجسدية أىضاً؛ فهو عامل قوي يساعد على التقليل من زيادة الوزن، والوقاية من أمراض القلب والتقليل من التهابات الجسم المختلفة.
أما فوائد النوم الجيد على الصحة العقلية فهي كثيرة جداً، مثل: تحسين الذاكرة مما يقلل من فرصة الإصابة بمرض الزهايمر والخرف. أىضاً يحسن الحالة المزاجية التي تؤثر بشكل مباشر على الإنتاجية والإنجاز خلال اليوم. بالإضافة إلى أن النوم الجيد؛ يساعدك على التخلص من التوتر والقلق والأفكار السلبية، حتى الاكتئاب.
6. اهتم بصحتك الجنسية
يتجاهل العديد من الآباء الحديث عن الصحة الجنسية بسبب الشعور بالحرج. ولكن التحدث بأي موضوع من منطلق علمي لا حياء فيه. نظام حياتك هو المتحكم الأول في الصحة الجنسية، لذلك؛ احرص على عيش نظام حياة صحي ومتكامل قدر الإمكان.
إليك بعض الممارسات البسيطة التي تساعدك في الحفاظ على صحتك الجنسية:
- تناول الخضار والفواكه الطبيعية النظيفة والطازجة.
- شرب كوب صغير من القهوة يومياً.
- ترشيد ممارسة العلاقة الزوجية.
- الابتعاد عن التدخين أو شرب الكحول، والحرص على الحصول على قسط كافي وجيد من النوم.
- تخلص من الجهد الزائد.
- تثقف جنسياً من المصادر الموثوقة.
- راجع طبيبك في حال مواجهتك لأي مشاكل صحية.