متلازمة الطفل المدلل: أسبابها، علاماتها، علاجها

أمومة وتربية الطفولة المبكرة

متلازمة الطفل المدلل: أسبابها، علاماتها، علاجها

متلازمة الطفل المدلل

من واجب الوالدين تقديم أفضل رعاية وتربية لأطفالهم، ولكن تقديم ذلك بدون حدود، يجعل الأطفال يصابون بما يسمى” متلازمة الطفل المدلل”.

فما هي متلازمة الطفل المدلل: أسبابها، علاماتها، استراتيجيات علاجها

علامات إصابة طفلك بمتلازمة الطفل المدلل

من المهم قبل قياس هذه العلامات على طفلك، مراعاة التطور العمري، فبعضها هو أمر طبيعي في أعمار معينة.

كما يجب أن تكون هذه الأعراض مستمرة لفترة لا تقل عن 3 شهور، بدون أي تغيرات في حياة الطفل: كتغيير مكان السكن، أو وجود طفل جديد، أو الالتحاق بالمدرسة والروضة.

  1. نوبات غضب ورد فعل سلبي متكرر وعنيف: في حال الرفض بالقيام بشيء يطلبه.
  2. رفض المشاركة مع الآخرين: سواء كانت الألعاب ملكه أم لا.
  3. رفض المشاركة بنشاطات الحياة العملية: كترتيب ألعابه أو رمي النفايات في المكان المخصص، أو تحضير الطعام.
  4. لا يقول كلمة شكراً: أو ما يعادلها من إيصال مشاعر الامتنان كالعناق أو القُبَل أو الإبتسامة.
  5. عدم احترام الوالدين: طريقة تعامله مع الوالدين نفس طريقة تعامله مع أقرانه وأصدقائه.
  6. لا يتعاطف: فيتجاهل مشاعر الآخرين ولا يشعر بهم، ومن الممكن أن يتنمر عليهم أيضاً.
  7. تكرار عبارات تعبر عن أفضليته وتميّزه مثل: أنا ابن ماما المفضل- ماما تحبني أكثر واحد.
  8. كثير الطلبات: لا يمتلك القناعة بما لديه، ويرغب دوماً بالمزيد.

أسباب متلازمة الطفل المدلل

قد يقوم الأهل بتصرفات عفوية مع أطفالهم بدافع الحب. ولكن تكرار مثل هذه التصرفات يقود الطفل للإصابة بمتلازمة الطفل المدلل. نذكر من هذه التصرفات ما يلي:

  1. تعويض مشاعر الحرمان التي عاشها الأهل: فحرمان أحد الوالدين أو كلاهما في طفولتهما من بعض الأمور. يجعلهم أحياناً يبذلون أقصى جهدهم كي لا يشعر أطفالهم بما شعروا هم به، وبالتالي يفرطون في الدلال والعطاء.
  2. ظروف صحية معينة للطفل: أو حتى للأم عند إنجابها للطفل. يجعلها تحاول تعويضه عن النقص أو التعب الذي مر به، فتعطي بلا حدود وتفكير.
  3. الموروثات الاجتماعية: التي قد تدلل الذكر مثلاً على حساب الأنثى، أو الطفل الأصغر سناً على حساب الأكبر أو الأوسط، أو تدليل الطفل الأول- البكر-.
  4. التأخر في إنجاب الطفل أو كونه طفل وحيد: ففي حال تأخر الوالدين عن الإنجاب لأسباب طبية يكونان قد عاشا الكثير من المعاناة والتجارب والأمل. وبالتالي عندما يولد الطفل يوفرا له كل ما يرغب. هذا نفسه ينطبق في حالة الطفل الوحيد كون الوالدين ينظران إليه أنه محروم ويفتقد للأشقاء. وبالتالي يوفرا له كل ما يريد لتعويض هذا النقص.
  5. الوضع الاقتصادي للأسرة: فالعائلات الميسورة الحال أو الغنية، ترى أنه لا مانع من منح الطفل كل ما يرغب طالما لديهم القدرة على ذلك.
  6. الجهل بالنتائج المستقبلية للدلال: يعتقد الوالدين أن تقديم كل ما يريده الطفل، يمنحه الثقة بنفسه والاكتفاء. وبالتالي لا يشعر بالغيرة أو الحسد من الآخرين.

ولكن هذا يكون صحيحاً إذا كان المقدم للطفل ضمن حدود معينة. فالإفراط في ذلك يولد” متلازمة الطفل المدلل” التي يكون فيها الطفل أناني وغيور كما ذكرنا سابقاً.


استراتيجيات علاج متلازمة الطفل المدلل

في حوار أجرته الأخصائية رنيم عبيدات عبر بث مباشر في صفحة موقع كلنا أمهات على تطبيق انستجرام بعنوان: كيف أستطيع تعديل سلوكيات طفلي غير المرغوبة”. تحدثت عن 4 استراتيجيات لعلاج متلازمة الطفل المدلل، هي:

  1. تحميل الطفل المسؤولية: من الضروري أن يتحمل الطفل مسؤوليات معينة، تتوافق مع عمره وقدراته.
  2. وضع قواعد واضحة للمنزل: تتوفر فيها الشروط التالية:
  • تتناسب مع ظروف أسرتك.
  • شرحها للطفل بطريقة يستوعبها. ليستطيع الالتزام بها.
  • وكوني قدوة لطفلك في الالتزام بهذه القوانين، فالطفل يتعلم بالمشاهدة والتقليد أكثر من التوجيه.
  • عززي الطفل عند التزامه بهذه القواعد، ومن الممكن التعزيز والمكافأة بالكلام أو بأمور بسيطة يحب فعلها ولا يشترط الهدايا المادية. – ولا تجعلي العودة للقوانين والحديث عنها فقط في حال تجاوزها.

3. استراتيجية هرم المساعدة: ابدئي بمساعدته بشكل كبير، – ولكن ببطء كي يشعر بأنه أنجز بصورة أكبر منكِ وأسرع-، ثم تدريجياً خففي من درجة المساعدة. ليستطيع أن يحقق في النهاية الاستقلالية الكاملة.

ولا تقدمي المساعدة إلا إذا طلبها منكِ بشكل واضح وصريح، فلا تساعديه استجابة سريعة لبكائه أو صراخه.

”” أي مساعدة لا لزوم لها هي عقبة أمام التنمية”. ماريا مونتيسوري.


4. قضاء وقت نوعي مع طفلك قدر المستطاع: مع إعطاء الطفل الحرية الكاملة لاختيار النشاط أو اللعبة التي يريد ممارستها، وعليكِ أنتِ تطويرها بما يتناسب مع المهارات التي تريدي أن يكتسبها ويتعلمها.


ولكن ماذا لو لم تنجح هذه الاستراتيجيات؟

يحتاج تنفيذ هذه الاستراتيجيات لصبر وثبات عالي، فقد يختبرك طفلك بإظهار سلوكيات أسوأ من السابقة التي اعتدتِ عليها ليحقق ما يريد، ويدفعك للتراجع.

قد يساعدك حجز استشارة مع أخصائية تعديل سلوك الأطفال BCBA : رنيم عبيدات.

اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
0