أسرار التربية الناجحة: فهم الفرق بين الذكر والأنثى في العقول

قصص نجاح أمهات ملهمات

أسرار التربية الناجحة: فهم الفرق بين الذكر والأنثى في العقول

MAIN-brain

من أكثر المواضيع التي تهم الأهل في التربية ويسعون للاستزادة بها هي المواضيع المتعلقه بالفرق بين الذكر والأنثى في العقلية وانعكاس ذلك على استجابتهم المختلفة. ومن الضمان النشاطات المتعلقة بهذا الموضوع عقد مركز دوتس أند لينكس لتطوير المهارات محاضرة قيِّمة  في مارس؛ بعنوان “مقارنة بين عقل الأنثى وعقل الذكر”، ألقتها دانة سرَّاج صاحبة ومؤسسة مبادرة Parent Point. 

مقارنة بين عقل الأنثى وعقل الذكر

استهلت المحاضرة حديثها بطلب تخفيف الأحكام على الأطفال وعلى أنفسنا كأهل، وعدم القسوة التي تهلكنا جميعاً دون أي جدوى. والأهم عدم الانسياق وراء مدربي التربية وأخذ كلامهم كمسلمات! فدورهم يتلخص في تقديم النصائح والطرق البديلة للأهل لحل المشكلات التي تواجههم. فنحن كأمهات أحق بأن نعيش تجربة الأمومة بأنفسنا ونستمتع بها ونقرر ما هو الأنسب لصالح أطفالنا وصالحنا. وأن نكون منصفين بحق أطفالنا وحق أنفسنا ومدركين الفرق بين الذكر والأنثى في التربية. فاحتياجات طفلي تختلف عن احتياجات الآخرين. وما نجح مع الأخريات ليس بالضرورة أن ينجح معي. التوجيهات الوحيدة التي يمكننا الأخذ بها وتطبيقها هي الأمور التي يعاقب عليها القانون في تعاملنا مع الأطفال مثل الضرب والإهانة. عدا عن ذلك فإنه يرجع إلى تقدير الأم وتجربتها الشخصية مع أطفالها فهي في النهاية خبيرة نفسها.

كما أكدت المحاضرة على أن الأم بحاجة إلى المساعدة والنصيحة في تربية الأبناء ولكن عليها أن تكون حذرة في موضوع اختلاف الأجيال. وأن ما يصلح للزمان الذي تربينا فيه كأهل ليس بالضرورة أن يصلح لزمان أبنائنا، فلكل جيل احتياجاته وظروفه المختلفة.


أبرز الاختلافات بين الذكر والأنثى

تطرقت المحاضرة لموضوع الإختلافات بين عقل الذكور وعقل الإناث وانعكاس هذه الاختلافات على تصرفاتهم. حيث تظهر هذه الإختلافات في عدة أمور منها:

  • تعدد المهام
    يلاحظ الأهل الفرق في تربية الأولاد والبنات من خلال عدة جوانبز منها قدرتهم على تقبل تعدد المهام والتمكن من ذلك. فيمتازعقل الإناث في قدرته على التركيز في القيام بأكثر من مهمة في نفس الوقت، وخصوصاً في الأمور المتعلقة بالعواطف واللغة. بينما يركز الذكور بمهمة واحدة إذ لا يمكنه القيام بأكثر من عمل أو مهمة بنفس الوقت. عند التعرض للضغط يفرز عقل الإناث هرمون أوكسيتوسين الذي يجعل الأنثى تتحمل أكثر وتكون ألطف وأهدأ في تعاملها، بينما ترتفع نسبة إفرازهرمون التستوستيرون (هرمون الذكورة) عند الذكور مما يزيد من ميله للعدوانية والعنف في تعامي
  • الفرق بين الذكر والأنثى في لتعاطف والمشاركة

تتميز الإناث بالتعاطف والمشاركة والاهتمام بمعاناة الآخرين بالإضافة إلى قدرتها على التعبير عن مشاعرها. بينما الذكور أقل تفاعلاً وقدرة على التعبير عن مشاعرهم بالإضافة إلى قدرتهم على تحمل الألم الجسدي أكثر من الإناث نظراً لوجود مستقبلات ضغط أقل في جلدهم ومستقبلات ألم أقل في أدمغتهم مقارنة بالإناث.

الاختلافات بين الذكر والأنثى-كلنا أمهات
  • الحواس الخمسة

عند الإناث أكثر نشاطاً من الذكور ويوجد مستقبلات أكثر في دماغ الأنثى. لذلك فهي تتفاعل مع كافة المعلومات بشكل أكبر. يفرز عقل الإناث نسبة أعلى من هرمون الإستروجين الذي يعمل على تحسين الذاكرة. ولكن من الممكن أن يتصرف الذكر بعاطفة مشابهة تماماً لعاطفة الأنثى ويرجع الأمر إلى طريقة تركيب الأدمغة، بمعنى آخر، طريقة تركيب دماغه هي كدماغ الأنثى، والعكس صحيح.


وبناءً على هذه الفرق بين الذكر والأنثى في التركيبة العقلية، يجب على الأهل أن يكونوا حريصين بطريقة تعاملهم مع أبنائهم، فالأسلوب الذي يستخدمونه في تربية الأولاد يجب أن يختلف عن الأسلوب الذي يستخدمونه في تربية البنات. وبما أن لكل طفل احتياجاته وشخصيته المختلفة عن الآخرين فإنه يجب عليهم إيجاد الأسلوب الأنسب في التعامل معه.


جانب آخر من المحاضرة

ركزت المحاضرة أيضاً على نقطة مهمة جداً والتي من الممكن أن لا تلاقي توافق العديد من النساء والأمهات القارئات عن التربية مع شريك الحياة. وهي فكرة ضرورة إيجاد التوازن في مسؤولية التربية بين الأم والأب. في الحقيقة أن اختلاف أسلوب الأب عنك، يحقق التوازن لطفلك، ورؤيته للأمور بمنظارين يعني أن يتعلم الطفل قبول وجهة نظر مختلفة ، وذلك لا يعني تشيت الطفل وضياعه بين أرائكم، بل حاجته للحنان والتعاطف من مصدر وحاجته للصرامة من مصدر آخر وهو ما يحقق التوازن! فأسلوب الأم يتمثل بالتفاعل العاطفي اللفظي وأسلوب الأب يتمثل بالتعامل العقلاني. فأدوارهم مكملة لبعضها في التنشئة والتوجيه والإرشاد.


معلومة لطيفة أختم بها هذا المقال عن الفرق بين الذكر والأنثى في العقلية وانعكاسه على طرق التربية، وهي أن عقل الأنثى لا يعني بالضروة المرأة وعقل الذكر لا يعني بالضرورة الرجل، من بين كل 7 نساء، 1 عقلها ذكوري، ومن بين 5 رجال 1 منهم عقلهم أنثوي، وهذا الأمر غير مرتبط بالأنوثة والذكورة ولكن بطريقة التفكير والتعامل مع الأمور.

تم كتابة هذا المقال بقلم شيرين أبو جابر


اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
0