للأسف! مع وصولنا لعام 2022 ما زلنا نحاول إثبات قيمة الأم العاملة.. ومهاراتها في العالم والوطن العربي. ورغم أن نسبة مشاركة المرأة اليوم في تزايد عبر السنوات.. وارتفعت في السعودية على سبيل المثال؛ من 16-22% فهي لا زالت بعيدة كل البعد عن المساواة بين الرجل والمرأة. نرى اليوم أن المؤسسات الأمريكية والأوروبية، تدعو إلى ما يسمى بـ”ثقافة الدمج” لأشخاص ذوي الهمم ،وللنساء وجميع فئات المجتمع، للعيش في بيئة متساوية الفرص. ودعوة المرأة لمنحها فرصة لتكون من هذه البيئة، هو حق بالضرورة.
في دراسة أمريكية تشير إلى أن 47 في المئة من العمال.. في الولايات المتحدة الأمريكية.. هنّ من النساء، وأن هناك ما يقارب؛ عشرة ملايين شركة تمتلكها سيدة. فخر!
مميزات الأم العاملة في سوق العمل ومهاراتها:
- إتقان تعدد المهام
بالرجوع إلى هرم ماسلو؛ الذي يوضح الاحتياجات الإنسانية لكل فرد منا، فإن الاحتياجات الإنسانية للأم كما بقية البشر. لا تقتصر على رعاية أطفالها فقط. لذلك سنجد أن الأم تسعى للمشاركة، والعمل، والتعلّم، وتكوين الخبرات والمعارف، بكل الطرق الفعالة والمتاحة؛ حتى تصل لحاجة أساسية من الاحتياجات الإنسانية، وهي تحقيق الذات. وبالطبع سيكون العمل فرصة تستطيع من خلالها الأم العاملة أن ثتبت لنفسها قبل الآخرين؛ قدرتها على إتقان مهام العمل، وتطوير خبراتها، وإفادة الآخرين من تجاربها، لتصبح إنساناً حاضراً في كل مجال ووقت. - إدارة الوقت
الأمومة تجعل طبيعة الأم تُقدّر كل لحظة وكل وقت، لذلك نجد أن الأم العاملة رغم ازدحام جدولها، إلا أنها قادرة على تحديد أولوياتها، وتسليم عملها في الوقت المحدد، لأنه ببساطة لا وقت لديها للتأجيل. - المهارات القيادية لدى الأم العاملة
من البديهي؛ أن تكون الأم مديرة وقائدة في منزلها. لأنها الشخص القادر على التواصل، والإقناع، والتحاور، وتقديم الحلول، وتحمل الضغوط، في وقتٍ واحد. فيبدو من البديهي أن تكون قائدة ومسؤولة خارج منزلها أيضاً! - القدرة على الموازنة
قد تحب كصاحب عمل، أن ترى شخص قادر على الموازنة بين المنزل والزوج والأطفال في آن واحد.. في شركتك، لينشر مبدأ وقيمة الموازنة ويحثّ عليها. - إبداع الأم العاملة
للأم قدرة رائعة على التخيل، واختراع الحلول، بالإضافة لقدرتها على التعاطف مع حاجات الآخرين، والسعي للالتزام بالمساعدة إن استطاعت. لذلك فإنّ مميزات الأم العاملة لن تقتصر على الحصول على تعاطفها فقط! بل وأيضاً على بصيرتها الفريدة. - الشغف عند الأم العاملة
عندما تحظى الأم بفرصة عمل، ستتعامل مع الشركة أو المشروع الذي تعمل لأجله وكأنه طفلها، تقدم له كل أنواع الدعم، وتحرص كل الحرص، لينمو ويتطور ويصبح الأفضل من بين الكثيرين، وهذا ما نسميه الارتباط العاطفي؛ الذي يدفع الأمهات للعمل بشغف وبالتالي الاستمرارية بالإنجاز. - المسؤولية التي تتحملها الأم العاملة
من الأشياء المهمة التي تعلّمها الأم لأطفالها هي.. الاستقلالية، وبالتالي من أفضل مبادئها ستكون المسؤولية وعدم الاعتماد بشكل كلي على الآخرين - مراعاة الآخرين
التعاطف الذي تمتلكه الأمهات، سيجعل منهنّ كائنات لطيفة جداً، متصالحة مع ذاتها، ولا مشكلة لديها في الاستماع والتحاور، وتقديم النصائح، خاصةً لمن هم أصغر سناً أو أقل خبرة. - تجربة كورونا!
أعتقد أن هذه التجربة، ستكون من أفضل التجارب التي تستحق أن نعرض فيها مميزات الأم العاملة. فكورونا الغنية عن التعريف! جعلت الأمهات قادرات على تدريس أطفالهن في المنزل، ومتابعة حصصهم عن بعد، ومساعدتهم في حل واجباتهم الدراسية، وتقديم الاقتراحات والحلول؛ للمتعة والتسلية من داخل المنزل، وإدارة وترتيب المنزل وأظهرت فعلاً ما تقدر عليه الأم ولا يقدر عليه غيرها! - إلغاء عقوبة الأمومة
أعتقد أنه حان الوقت لنتوقف عن التحيز، وحان الوقت لنتوقف عن سؤال المرأة ما إذا كانت تفكر في الإنجاب أم لا؟ حان الوقت لننظر للمهارات التي تمتلكها المرأة في سيرتها الذاتية؛ بعيداً عن قراراتها وحياتها الشخصية.
لكِ:
في أول مرة فكرت أن الأم لم تتلقى في حياتها أي تدريب لتصبح أماً؛ أصبتُ بالدهشة! لأنها مع ذلك استطاعت التنسيق، والإبداع، والالتزام، وإدارة منزلها، وتربية أطفالها، والمحافظة على علاقتها بشريكها. وتأكيداً على مهارات الأم سواء كانت عاملة أو غير عاملة، فلا أحد منا يستطيع أبداً إنكار أننا اكتسبنا العديد من المهارات الحياتية منهنّ وبفضلهنّ.
كثيرات حققن الإنجاز رغم التحديات الصحية أو الجسدية أو النفسية التي واجهتهن كنساء وأمهات عاملات. رولا واحدة من قصص النجاح الملهمة التي استطاعت العمل، الدراسة، الحمل، الولادة، الرضاعة الطبيعية في فترات متقاربة جداً.