نصائح للأمهات اللواتي يفكرن بالطلاق

الصحة النفسية والجسدية

نصائح للأمهات اللواتي يفكرن بالطلاق

الطلاق

إلى كل أم تفكر بالطلاق.. أمعني في التفكير جيداً في مدى حاجتك لاتخاذ هذا القرار الحاسم وأسألي نفسك: هل هناك أمل من حل المشاكل القائمة أم أن زواجكم بات في وضع ميؤوس منه.

نحن في موقع “كلنا أمهات” نأمل أن تعيشوا تحت سقف واحد في بيتكم المليء بالدفء كعائلة سعيدة، وبأن يكون منزلكم الملجأ الساكن والآمن الذي تهرعون اليه في أوقات ضيقكم، نسعى بشتى الطرق لأن يعيش أطفالكم بأمان بين أحضانكم وأن تمتلئ حياتكم بالضحكات التي لا تهدأ وبالأمان النفسي والمعنوي والدفء الذي تحتاجونه في ظل برودة ظروف الحياة القاسية.





لا أشجعك على الطلاق لأي سبب كان، إلا في حالات معينة يحاسب عليها القانون، وإن لم يعد هناك أمل من العيش بسعادة في بيتك الدافئ بين عائلتك الصغيرة.. وإن كنتِ تمرين بالظروف التي سأتطرق لها، هنا، عليكِ الرجوع خطوة للوراء والتفكير جدياً في قرار الطلاق:

1- العنف الجسدي واللفظي

إن كنتِ تتعرضين أنت وأطفالك لمختلف أنواع العنف اللفظي أو الجسدي، عليكِ التفكير جدياً باتخاذ قرار الطلاق، لأنه إن لم تفعلي، ستسمحين لأطفالك بأن يترعرعوا في بيئة مسمومة مليئة بالأذى النفسي والجسدي.

2- إدمان وتعاطي الكحول والمخدرات

إن كان زوجك مدمن لتعاطي الكحول أو المخدرات، من الممكن أن يؤثر ذلك جذرياً على حياتكم الأسرية. ومن الممكن أن يلجأ لأي تصرف غير مقبول إن كان تحت تأثير هذه المواد المخدرة.

3- الخيانات الزوجية المتكررة

لا نتحدث هنا عن نزوة واحدة قد مر بها زوجك وتاب بعدها، بل نعني الخيانات المستمرة التي أفقدتك الثقة به، لأنه بكل بساطة إن لم يعد هناك ثقة متبادلة بينك وبين زوجك، حان الوقت لأن تودعي حياتك الزوجية، لأن الثقة والاحترام المتبادل أسس تُبنى عليها العلاقة الزوجية الناجحة.





يعتبر قرار الانفصال من أصعب القرارات بالنسبة للأم نظراً لتفكيرها المستمر وقلقها فيما يتعلق بمصير أطفالها، فيرافقها الشعور بالذنب أثناء رحلتها في اتخاذ القرار لاعتقادها بأنها السبب في تفكك أسرتها وحرمان أطفالها من وجود أب في حياتهم .. أدرك عزيزتي مدى صعوبة تأرجح قرارك بين الحسم والتردد، ولكن إن بات بيتك يضج بالتعاسة المتجسدة على هيئة خلافات لا تنتهي وإن شعرتي بأنك قد فعلتِ كل ما بوسعك لإنقاذ هذا الزواج.. وبأنه لا أمل من العودة كالسابق.. تأكدي بأن الانفصال هو الحل الوحيد لتعيشي وأطفالك بسلام نفسي بعيداً عن المشاكل التي لا تهدأ والمشاحنات التي باتت جزءاً لا يتجزأ من روتينك اليومي.. في هذه الحالة، عليك الرجوع خطوة للوراء والتفكير جدياً بالانفصال الذي قد يكون طوق النجاة الذي تحتاجينه لتطوي صفحة الماضي ولتبدأي حياة جديدة عنوانها الأمل…





من الطبيعي أن ينتابك القلق من بدأ حياة جديدة كأم عازبة وأن تراودك بعض الشكوك والمخاوف بمجرد تفكيرك باتخاذ قرار الانفصال.. ومن هذه المخاوف:

1- الخوف على الأبناء

تقلق الأم على مصير أبنائها فتخاف من أن يؤثر الطلاق بشكل سلبي عليهم وتخشى بأن تكون السبب في حرمانهم من فرصة العيش مع أبيهم تحت سقف واحد.

عليك أن تعلمي بأنه ليس من الضروري أن يؤثر الانفصال بالسلب على أبنائك، بل من الممكن أن يكون بمثابة فرصة جديدة لهم ليعيشوا بسلام بعيداً عن الصراعات المستمرة، ولتجنب الأثر السلبي للانفصال على الأبناء عليكِ أن تتعاملي معه بنضج كافٍ،فمثلاً، تجنبي الحديث بالسوء عن طليقك أمام أبنائك ولا تحاولي استخدامهم كسلاح لتهديد الطرف الآخر وتذكري بأنه مهما حدث بينكم فسيظل أباهم، فعلى الرغم من انفصالكما كزوجين، إلا أنه ما زال هناك رابطة تربط بينكما ألا وهي كونكما والدان لأبنائكم.

2- الخوف من توليك مهمة التربية لوحدك

بعد الانفصال، ستضطرك المواقف في كثير من الأحيان لتقمص دور الأب ولذلك، عليكِ الموازنة بين أن تكوني الأم التي تقدم الرعاية والحب والاهتمام وبين الأب الذي يوفر الحماية لهم. ولكن لا تقلقي أنت كافية وقادرة على أن تلعبي الدورين بآن واحد.

3- المسؤولية المادية

تشك الأم بقدرتها على تحمل مسؤولية الإنفاق على أولادها وخصوصاً إن كانت غير عاملة.. إن لم تتوفر لديكَ المقدرة المادية لتحمل مسؤولية أبنائك المادية، من الأفضل أن تهيأي نفسك لتكوني امرأة قوية قادرة على الوقوف على قدميها ومساندة صغارها بتوفير احتياجاتهم المادية الأساسية.. فإن كنت أم غير عاملة.. حاولي البحث عن عمل وإن لم تتمكني من العمل خارج المنزل.. هناك الكثير من الوظائف عن طريق الإنترنت..

4- الخوف من ألا ينصفك القانون

من الطبيعي أن تخشي من ضياع حقوقك بعد الانفصال. ولذلك عليك أن تكوني على دراية كافية بما لك وما عليكِ.. ادرسي جميع الجوانب القانونية لتكوني على دراية كافية بما لك وما عليكِ وكي تتوقعي ما سيحدث في أسوأ الظروف والأحوال.

4- الخوف من نظرة المجتمع لكِ بعد الطلاق..

عزيزتي الأم ..ما الأهم برأيك؟ كلام الناس الذي لا ينتهي مهما فعلت؟ أم أن تعيشي حياتك بحرية وسعادة؟ حاولي عدم الاهتمام بكلامهم وبنظرتهم وبأحكامهم.. فهم لم يعيشوا تحت نفس الظروف التي عشتِها ولم يختبروا المشاعر الصعبة التي مررتِ بها.. لذلك عليك التوقف عن التردد والمضي قدماً نحو قرار الانفصال.





في نهاية هذا المقال،أنصحكِ بألا تتعجلي للعب دور الضحية فور تفكيرك بالطلاق، لأنه لن يفيدك بأي شيء سوى أنه سيشعرك بالضعف الذي لا تحتاجينه، فغالباً ما يكمن حل المشاكل التي تواجهنا في هذه الحياة، بإصلاح أنفسنا من الداخل; ولأن طبيعتنا البشرية تحتم علينا اللهث وراء المثالية، نادراً ما نعترف بوجود عيوب ونقاط ضعف بداخلنا تنادي علينا لنقويها ولنصلحها. لذلك من الضروري أن يكون لديكِ الوعي الكافي بنقاط ضعفك التي يمكنك تقويتها لإصلاح علاقتك الزوجية، فجميعنا بشر ولدينا من نقاط الضعف ما يجعلنا نقوم بتصرفات تخلو من الحكمة.لذلك عزيزتي الأم، إن رأيتِ بصيص أمل  في الأفق يلوح لك من بعيد لإصلاح حياتكِ ، اسعي بكل ما أوتيتِ من قوة لتحافظي على  سعادتك الزوجية، وسعادة عائلتك الصغيرة التي تحتاج أن تعيش بسلام وطمأنينة.

اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
0