قد يبدو لمعظمنا أن اللعب مع الاطفال هو أمر غريزي، وهو أقل حقوق الطفل علينا كآباء، نعم هذا صحيح! مع ذلك قد يكون اللعب مع الاطفال مصدر قلق للعديد من الآباء؛ فهم يقلقون بشأن ضيق الوقت المتوفر لديهم للعب مع أطفالهم، وبشأن جودة اللعب بحد ذاته. وتتوالى الأسئلة؛ هل حققنا أقصى فائدة ممكنة؟ كيف أكون جيداً؟ هل استمتع أطفالي؟ أقمتُ بما يكفي؟
كطرف محايد؛ دعني أقول لك عزيزي الأب: عندما يلعب بابا مع أطفاله، تتضاعف المتعة! في بعض الأحيان تشدني صوت ضحكات أطفالي الصاخبة إلى غرفتهم، ساعيةً لاكتشاف مصدر هذا المرح الكبير، فأجد زوجي وقد جثا على 4، متظاهراً أنه حصان الفرسان. وفي أيام أخرى، أرى زوجي وقد شبك يديه على شكل أرجوحة، ليأرجح أطفالنا ويدور بهم إلى أن يشعروا بالدوار. والأهم من كل هذا؛ أرى نظرة الفرح والامتنان والحب في عيون أطفالي تجاه والدهم، وأرى نظرة الحنان في عيون زوجي.
لنتحدث أكثر عن أهمية لعب الأب مع أطفاله، وعن كيفية تحقيق أقصى استفادة من اللعب مع الاطفال
أهمية اللعب مع الطفل
- اللعب مع الاطفال يمنح الطفل شعوراً بالرضا والحب والاهتمام والأمان.
- عندما تلعب مع طفلك؛ فأنت تقدم له نموذجاً مهماً عن دورك كأب.
- المساعدة في تطوير مهاراتهم الحركية.
- اللعب الصحي يساعد الطفل على تحسين أدائه الدراسي.
- بناء علاقة حب ومودة بين الطفل وأبيه، وبناء ذكريات رائعة لتكون لهم وقوداً في الأيام الباردة.
- اللعب مع الاطفال مفيد لك أنت أيضاً، فالضحك والمتعة من أهم نعم هذه الحياة.
- تربية طفل قوي واثق من نفسه، يتمتع بصحة نفسية وعقلية وجسدية.
الآن لنتحدث عن كيفية تحقيق أقصى استفادة من اللعب مع الطفل
1. آمن أن وقت اللعب مهم لجميع الأطراف
يعد اللعب مع الطفل جزء أساسي من نموه، بل ويساعد النمو الجسدي والنفسي والعقلي السليم. لذا؛ يجب على الآباء تخصيص وقت للعب مع الطفل بشكل يومي، حتى لو كان هذا الوقت عبارة عن دقائق معدودة.
أيضاً يعد اللعب مع الأطفال مهم لك أنت أيضاً، فهو يقربك من طفلك، ويساعدك بمعرفة الكثير عنه وعما يحب وما يكره، ومن خلال اللعب مع الطفل، تستطيع أن تبني صورة جميلة ورائعة عن نفسك كأب في عين طفلك.
إن كنت أباً عاملاً تقضي الوقت الطويل في مقر العمل، يجب أن تحرص كل الحرص على تخصيص وقت للعب مع أطفالك الصغار، فأطفالك لا يرونك كثيراً، وهنا يكون واجبك بتخصيص وقت ودود ومرح وممتع من خلال اللعب معهم، فمن المهم أن يراك أطفالك الوالد المحب والحنون ليس المخيف والجدي.
2. علم أطفالك أثناء اللعب
غالبًا ما يكون وقت اللعب مع الأطفال، هو الطريقة التي نرتبط بها مع أطفالنا، وفي نفس الوقت هو السبيل لتعليم أطفالنا كيفية التفاعل مع المجتمع. أيضاً من خلال اللعب، يمكنك أن تساعد طفلك على اكتساب مهارات اجتماعية ومعرفية، ونضجاً عاطفياً وثقة بالنفس.
بغض النظر عن تصرف الأب أثناء اللعب، سواء ضحك واستمتع مع أطفاله، أم كان جدياً، يجب عليه دائماً أن يحاول تعليم أطفاله شيئاً ما أثناء اللعب. ويجب أيضاً أن تختار أسلوباً محبباً متناسباً مع أطفالك، ومتناغماً مع أسلوبكم وخطوطكم التربوية كعائلة.
3. كن متواجداً
بشكل عام، ما تلعبه مع أطفالك أقل أهمية من كيفية وطريقة لعبك معهم! فإن كنت تلعب مع طفلك، عليك اللعب معه حقاً. لا تكن فاتراً أو شارداً أو مشتتاً، سيلاحظ طفلك ذلك، وسيهتز شعوره بقيمته وأهميته. ولا تنسى أن توقف استخدام التكنولوجيا أثناء اللعب، من تلفاز وهاتف وجهاز لوحي، حتى تشعرهم أنك معهم بالكامل.
4. امزج بين مجموعة متنوعة من الأنشطة
التنوع هو نكهة الحياة، والتنوع بالأنشطة أثناء اللعب، له أثراً إيجابياً على الابداع لدى الطفل، وعلى المهارات المعرفية والتواصلية والاجتماعية والعاطفية والجسدية.
قد يصر الأطفال على ممارسة نفس النشاط ونفس اللعبة مراراً وتكراراً، فهنا يأتي دورك بتشجيعهم على المزج بين الأنشطة المختلفة، فكيف يكون ذلك؟ حسناً؛ يمكنك بكل بساطة وبمساعدة أطفالك، إعداد قائمة بأنشطة متنوعة والاختيار من ضمنها في كل مرة، أو يمكنكم اقتراح مجموعة من الأنشطة والاختيار من بينها، اعتماداً على قرعة أو لعبة حجرة ورقة مقص.
بالنهاية لا تنسى إضافة الكثير من الضحك إلى النشاط المختار، فهذا فقط ما سيجعله مميزاً وذكرى لا تنسى.
5. قل نعم وأطلق العنان لخيالك
فلو أخبرك طفلك أن هناك بطة على رأسك، قل “نعم وهي تساعدني على ابعاد الحشرات عني”! واسترسل مع طفلك بعد ذلك. وإن سألك طفلك: “هل تلون معي؟”، قل نعم وسأختار اللون الأصفر لألون الشمس وما إلى ذلك.
أذكر في طفولتي عندما كنت أقفز فجأة وأقول: “أوه بابا أنظر إلى هذه الدجاجة!”، كان أبي يقفز معي ويضع وشاحاً على رأسه ممثلاً أنه فتاة مزرعة، ويمسك المكنسة ويبدأ بكنس وطرد الدجاجة الخيالية، لتدخل إلى قنّها. واليوم أقول هذه الذكرى من أجمل ذكريات حياتي.
6. استرخِ واستمتع باللعب
لا تحاول أن تكون قائد اللعبة، بل اسمح لطفلك بتولي القيادة وأخذ زمام الأمور. فدورك هنا هو إظهار الاهتمام وتشجيع الطفل على المبادرة. ابذل جهداً أكبر للانخراط باللعب مع طفلك، وستشعر بمتعة حقيقية.
7. كن نموذجاً للروح الرياضية الجيدة
سيكبر الأطفال، وسيفضلون لعب الألعاب اللوحية والتنافسية، وسيتوترون عند ذهابهم إلى السجن في لعبة “مونوبولي”، وسيتحمسون عند تجميع حروف كلمة صعبة في لعبة “سكرابل“!
هنا يأتي دورك بابا لتكون قدوة ونموذجاً عن الروح الرياضية الجيدة. كن خاسراً جيداً من خلال التعبير عن مقدار المتعة، التي حظيت بها أثناء المشاركة في لعبة الشطرنج، وقم بتهنئة الفائز. وكن رابحاً متواضعاً من خلال عدم الشماتة بأطفالك الصغار، حتى لو كان ذلك من باب المزاح والمداعبة.
اقرأ أىضاً أنشطة تساعدك على قضاء وقت نوعي مع أطفالك