نوبات الغضب عند الأطفال الصغار وطرق للتعامل معها

الطفولة المبكرة

نوبات الغضب عند الأطفال الصغار وطرق للتعامل معها

نوبات الغضب لدى الاطفال 2

هل حصل وأن كنتِ في محل البقالة تتسوقين مع طفلك البالغ من العمر عامين؛ وإذ به يبدأ بالصراخ والبكاء، بل ويرمي بنفسه على الأرض ويبدأ بالدحرجة دون توقف؟ هذا ما يسمى بنوبات الغضب لدى الأطفال. التي تبدأ بالمرور في حياة الطفل في المرحلة العمرية من عام إلى 4 أعوام.

في هذا العمر يبدأ الأطفال بالمشي، وتراهم يميلون للاستقلالية أكثر؛ فهم يريدون أن يأكلوا بمفردهم أو أن يرتدوا ملابسهم دون مساعدة. وقد يزعجهم إن قمنا بمنعهم عن فعل ما يرغبون به وبطريقتهم الخاصة. هذا الإنزعاج قد يؤدي إلى حصول “نوبة الغضب”.

نوبة الغضب هذه التي قد تشعرنا كوالدين بالحرج والإنزعاج خصوصاً عند حصولها في الأماكن العامة؛ وهي طريقة الطفل في التعامل مع مشاعره من غضب أو حزن. كما أنها جزء من نموه الطبيعي. فلا تهلعي!

لنتعرف أكثر على مفهوم نوبات الغضب، وما هي أسبابها؟ وكيف نتعامل معها؟ وهل يمكننا منع حدوثها؟

نوبات الغضب

هي انفجارات عاطفية عنيفة يمر بها الطفل، وتأتي كرد للتعبير عن الشعور بالإحباط الذي يشعر به. وهي نوبات مفاجئة يرافقها العديد من التصرفات الحادة، التي قد تصدر من الطفل دون أي تخطيط مسبق؛ ليعبر من خلالها عن مشاعره السلبية التي يشعر بها.

قد تكون نوبة الغضب على هيئة أفعال أو أقوال أو صراخ حاد أو مزيج من كل ما ذكر. فقد يصرخ الطفل ويرمي بنفسه على الأرض ويقذف الأشياء، ويخبط قدميه بالأرض أثناء نوبة الغضب التي يمر بها!

تعد نوبات الغضب من الحالات الشائعة لدى الأطفال، وعادة ما تبدأ بالظهور خلال المرحلة العمرية من عام حتى 4 أعوام وتصبح نادرة الحصول بعد ذلك. وقد تستمر نوبات الغضب عادة ما بين دقيقة إلى 15 دقيقة. المصدر

ما هي علامات نوبات الغضب لدى الأطفال؟

  • أنين وبكاء وصراخ.
  • ركل ولكم وضرب.
  • كتم النفس وشد عضلات الجسم.
  • خبط الذراعين والقدمين بالأرض.
  • الدحرجة على الأرض.

سبب حصول نوبات الغضب لدى الأطفال

نوبة الغضب؛ هي وسيلة لتعبير الطفل عن إحباطه من القيود المفروضة عليه من قبل والديه أو المربين. أو للتعبير عن غضبه؛ لعدم قدرته على استكشاف شيء ما أو إكمال مهمة معينة. قد لا يمتلك الطفل الكلمات التي تساعده في التعبير عن مشاعره، مما يؤدي إلى إحباطه وبالتالي إلى حصول نوبة الغضب. أيضاً؛ تحصل نوبات الغضب بالعادة لدى الأطفال، في حال شعورهم بالجوع أو النعاس أو التعب أو المرض. كما أنها قد تحصل في حال انزعاجهم من تغيير الروتين الخاص بهم، مع عدم قدرتهم على التعبير عن ذلك.

هل يتعمد الأطفال الدخول في نوبات الغضب؟

لا يخطط الأطفال الصغار لإحباط والديهم أو إحراجهم! فبالنسبة لهم؛ نوبة الغضب هي وسيلة للتعبير عن إحباطهم لا إحراج والديهم. من الممكن أن تكون نوبات الغضب سلوكاً مكتسباً لدى بعض الأطفال، خصوصاً في حال قيام الوالدين أو المربين بإنهاء نوبة الغضب هذه؛ عن طريق إعطاء الطفل ما يريده في سبيل إسكاته. فهنا يستخدم الطفل هذا السلوك كلما أراد الحصول على شيء معين!


ما هي الطريقة الصحيحة للتعامل مع نوبات الغضب لدى أطفالنا؟

1. ابقي هادئة

ولا تهددي طفلكِ وابتعدي عن مجادلته أثناء النوبة! فهذا سيؤدي إلى تفاقمها. اختاري الوقت المناسب بعد أن يهدأ الطفل للتحدث إليه عن سلوكه.

2. تعاطفي

هذا ليس وقت التأديب وإنما وقت تعليم التعامل مع المشاعر السلبية. هو بحاجة لمصدر الأمان ومكان آمن يلجأ إليه؛ حتى يظهر ما عنده بكل راحة. علينا أن نغير نظرتنا للبكاء على أنه تصرف سيء، وفهم أنه وسيلة لتفريغ المشاعر.

3. امدحي محاولة طفلك للخروج من نوبة الغضب

وكافئيه على سلوكه الإيجابي. واحرصي أن كوني محددة بالمدح؛ فبدلاً من قول: “شكراً لكونك طفلاً جيداً” استخدمي جملة: “لقد قمت بعملٍ رائع بمحاولتك استخدام صوتك وكلماتك الخاصة للتعبير مشاعرك، بدلاً من استخدام الصراخ”. بهذه الطريقة سيميز الطفل السلوك المقبول من غيره.

4. استخدمي أسلوب وقت الهدوء

خصصي مكان في المنزل؛ زاوية اسمها زاوية الهدوء أو زاوية المشاعر. بحيث يجلس بها من لديه مشاعر سلبية. ويمكن أن تضعي بها مثلاً رسوم تعبر عن المشاعر، أو كرة اسفنجية لتفريغ الغضب. أو قصص يمكن أن يقرأها أو حتى رسوم وألوان.
يإمكانك مساعدة طفلك للتوجه إلى هذا المكان وممارسة التنفس العميق؛ للتخلص من المشاعر السلبية. هذه الطريقة إيجابية أكثر وغير متربطة بموضوع العقاب لدى الطفل. ثم وبعد انتهاء المهلة؛ احرصي على إعلام الطفل بذلك، وتناقشي معه بإيجاز عن سبب جلوسه بمفرده لبعض الوقت. ثم أكملوا يومكم كالمعتاد. المصدر

5. تفهمي مشاعر طفلك

وأشعريه بذلك من خلال قولك: “أنا أتفهم مشاعرك أو سبب إحباطك” مثلاً. واعرضي عليه المساعدة. إخبار الطفل بأنك تتفهمين مشاعره؛ قد يخفف من حدة الموقف. فبعض الأطفال يبحثون عن الاهتمام الذي سيشعرون به بمجرد تفهمنا لمشاعرهم.

6. ساعدي طفلك على تفهم مشاعره عبر تسميتها

فقد يشعر الطفل بالغضب والحزن والإحباط، ولا يستطيع التعبير عن هذه المشاعر؛ لأنه بكل بساطة لا يعرف اسمها! فيلجأ للتعبير عنها من خلال الأفعال التي تصاحب نوبة الغضب من ركل وصراخ وبكاء.

اقرأ أيضاً نصائح لتربية طفل ذكي عاطفياً

7. كوني قدوة لطفلك 

وحاولي ضبط تصرفاتك عند شعورك بالغضب والإحباط؛ فعيونه الصغيرة تلاحقك في كل مكان. مجرد إظهارك لمهارتك في التعامل مع الغضب سيبدأ طفلك بتقليد سلوكك.


كيف يمكننا تجنب نوبات الغضب؟

1. حددي روتيناً ثابتاً يومياً

بحيث يكون الطفل على معرفة مسبقاً بمجريات اليوم. تمسكي بهذا الروتين، وحددي من خلاله أوقات النوم وأوقات الطعام الخاصة بطفلك.

2. اسمحي لطفلك بالاختيار في بعض الأمور 

فمثلاً: “هل تختار حليب الفراولة أم حليب الموز؟”. مع الحرص على طرح خيارات مقبولة لديكِ بالفعل. إشراكهم في بعض القرارات البسيطة؛ سيشعرهم ببعض الاستقلالية. وبالتالي سوف يقلل من حدوث نوبات الغضب.

3. احرصي على التخطيط المسبق

من خلال إنجاز المهام اليومية في أوقات بعيدة عن وقت راحة الطفل، أو وقت وجباته اليومية. واحملي دوماً لعبته المفضلة أو بعض الأوراق وأقلام التلوين، وحتى بعض الوجبات الخفيفة؛ في حال اضطرارك للخروج مع طفلك إلى مكانٍ بعيد.

4. شجعي طفلك على استخدام الكلمات من خلال الحياة اليومية

فالطفل يفهم كلمات أكثر بكثير من تلك التي يستطيع التعبير عنها بلفظها. ركزي على تعليمه كلمات معينة مثل: “أنا أريد – أكثر من ذلك – شرب – مؤلم – متعب – نعسان”.

5. تجنبي المواقف التي قد تنتهي بنوبة غضب

فلو كنتِ لا تريدين شراء لعبة لطفلك؛ ابتعدي عن متاجر الألعاب. وإن كنتِ ترفضين إعطائه السكريات؛ فابتعدي عن أماكن بيع الحلويات. وتجنبي اصطحابه للتسوق في وقت قيلولته.


متى يجب أن نقلق؟

وفقاً لمايو كلينيك؛ تقل ظهور هذه النوبات بدايةً من عمر الثلاث سنوات ونصف. ولكن إن كان طفلك يعاني من صعوبة الكلام كما يفترض به في هذه المرحلة العمرية؛

أو إن كان يسبب الأذى لنفسه أو لغيره خلال نوبة الغضب، أو في حال كان الطفل يحبس أنفاسه خلال النوبة إلى أن يصاب بالإغماء، وفي حال ملاحظة تفاقم نوبات الغضب بعد سن الرابعة؛ فيجب هنا مشاركة مخاوفك مع طبيب الأطفال الخاص بطفلك، والذي سيبحث في المشكلات البدنية أو النفسية التي تساهم في حصول نوبات الغضب تلك.

المصدر

اقرأ أيضاً أسباب تأخر النطق لدى الأطفال مع الأخصائية سابين مقبل حمود

اقرأ أيضاً مراحل نمو وتطور الطفل في العام الرابع والخامس من عمره “مايلزتون”


احجز اونلاين

الأخصائية النفسية رهام مرعي مختصة في علم نفس الطفل، وتقدم جلسات إرشاد أسري وتوجيه الوالدين. وحاصلة أيضاً على شهادة الماجستير بدرجة جيد جداً  في علم النفس الإكلينيكي من الجامعة اللبنانية. لديها أكثر من 9 سنوات من الخبرة في العلاج النفسي السريري (ما يعرف بالعلاج النفسي العيادي).

على مدى السنوات العشر الماضية؛ عملت رهام على دعم عائلات الأطفال الذين يعيشون جميع أنواع الإساءة، بما في ذلك الأطفال الذين يعانون من صعوبات سلوكية واضطراباتً مختلفة؛ كالتوحد وتشتت الانتباه والتحديات الذهنية.

احجز الآن من هنا بقيمة مخفضة 300 درهم للساعة


7 تعليقات

  1. […] اقرأ أيضاً نوبات الغضب عند الأطفال وطرق التعامل معها […]

  2. […] اقرأ أيضاً نوبات الغضب عند الأطفال وطرق التعامل معها […]

  3. […] الغضب التي تتملكهم أحياناً يمكنكم الإطلاع على مقال نوبات الغضب عند الأطفال وطرق التعامل معها على موقعنا، وسنعرض في مقالنا الآتي تلخيص لكتاب أسعد طفل بالحي، […]

  4. […] أسعد طفل بالحي للكاتب هارفي كارب؛ هو كتاب مخصص للطفولة المبكرة، للمرحلة العمرية الممتدة بين عام الى أربعة أعوام. يشرح فيه بعض سلوكيات الأطفال مثل نوبات الغضب وكيف نتعامل معها، والمشاكل التي تواجههم، وأفضل الطرق للتواصل معهم. مقدماً العديد من النصائح والطرق التي تساعد الآباء؛ في تربية الاطفال، وتحديداً التعامل مع نوبات الغضب التي تتملكهم أحياناً. يمكنكم الإطلاع على مقال نوبات الغضب عند الأطفال وطرق التعامل معها على موقعنا، […]

  5. […] اقرأ أيضاً نوبات الغضب عند الأطفال الصغار وكيفية التعا… […]

  6. […] اقرئي أيضاً نوبات الغضب عند الأطفال الصغار وطرق للتعامل معها […]

  7. […] اقرئي نوبات الغضب عند الأطفال الصغار وطرق للتعامل معها […]

اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
0