هشاشة العظام لدى السيدات في عمر مبكر”قبل انقطاع الطمث”

الصحة النفسية والجسدية

هشاشة العظام لدى السيدات في عمر مبكر”قبل انقطاع الطمث”

هشاشة-العظام-99

من الظل إلى النور، هكذا هو حال اكتشاف مرض هشاشة العظام في عمر مبكر.. كونه مرضٌ يبقى صامتاً مستتراً، لا يُظهر لصاحبه أعراضاً تنذره ليتداركه ويحول دون تفاقمه.

“المرض الصامت” كما يسميه الأطباء، اعتدنا سماع إصابة من هم يتجاوزون الخمسين من عمرهم به.. وبناءً على تقدم العمر وما يرافق صحة جسم الإنسان من تغيرات طبيعية إلى حد ما، فإنّ هذا المرض ليس حكراً على فئة عمرية معينةٍ وإن كانت بنسب أقل.. فهو يصيب السيدات على وجه الخصوص بشكل أكبر مما يصيب الرجال، وفي بعض الأحيان يصيب الأطفال والمراهقين، وتصاب به بعض السيدات في عمر مبكر أي قبل انقطاع الدورة الشهرية، وهذا ما نود أن نسلط الضوء عليه في هذا المقال..لنعرف أنواعه وأسبابه وإن كان هنالك بعض الأعراض التي يمكن أن تقودنا لاكتشافه في الوقت المناسب.. وأهم الإرشادات والنصائح للتعامل مع مثل هذه الحالات.


هو مرض يُضعف العظام ويجعلها أرقّ وأقل كثافة.. فيصبح الأشخاص المصابون بهذا المرض أكثر عرضةً للإصابة بالكسور.


غالباً ما يتم اكتشاف مرض هشاشة العظام عند إصابة الإنسان بكسور في العظم.. بسبب سقوط بسيط أو حركات اعتيادية في الجسم مثل الانحناء أو العطس أحياناً، مما يكون دليلاً واضحاً على وجود خلل، فيقوم الأطباء بإجراء اختبار يقيس كثافة المعادن في العظام لتقييم ما إذا كان الشخص مصاباً بالهشاشة أو معرضاً للإصابة بها.


تعتبر النساء أكثر عرضةً للإصابة بالمرض، ولكن هذا لا ينفي إصابة الرجال أيضاً. وهنا نذكر الفئات المعرضة للإصابة:

  • النساء  بعد سن الخمسين، أي بعد انقطاع الدورة الشهرية.
  • الرجال غالباً ممن تجاوزوا عمر السبعين.
  • السيدات في عمر مبكر، أي قبل انقطاع الدورة الشهرية.
  • المراهقون والأطفال في بعض الحالات.

هناك أكثر من حالة للهشاشة من الممكن أن تصيب السيدات في عمر مبكر وهي:

  • الهشاشة الثانوية: تحدث بسبب حالة طبية أو تناول دواء ذو أعراض جابنية تؤثر على العظام.
  • الهشاشة المجهولة: وتسمى بهذا الاسم لغياب معرفة المُسبب.
  • الهشاشة المرتبطة بالحمل :هي حالة نادرة تسبب انخفاض كثافة العظام والكسور لدى السيدات أثناء الحمل وبعده، يحدث خلالها تأثر العظام بشكل شائع في الظهر والوركين، من الممكن أن تكون آلام الظهر الشديدة هي علامة محتملة على هشاشة العظام المرتبطة بالحمل، ويعتبر السبب الدقيق لهذه الحالة غير معروف دائمًا، ولكنها تعتبر حالة مؤقتة يمكن تجاوزها من خلال المتابعة الطبية.

علامات وأعراض هشاشة العظام إما غائبة أو خفية ولا يتم ملاحظتها غالباً.. وعادةً لا يتم اكتشاف الهشاشة حتى تُسبب إصابة طفيفة أو حركة طبيعية مثل المشي أو الوقوف أو العطس كسرًا في العظام، وفي بعض الأحيان من الممكن أن تكون آلام أسفل الظهر دليلاً محتملاً على الهشاشة .


لا توجد أسباب واضحة دائماً للإصابة بهشاشة العظام في عمر مبكر.. ولكن هناك عدة عوامل من الممكن أن تسبب انخفاضاً في كثافة العظم بشكل متسارع ومن ثم حدوث الهشاشة، وأبرز هذه العوامل ما يلي:

  • عدم  الاهتمام بالغذاء المتوازن في مرحلة المراهقة: إن عدم الاهتمام بالغذاء المتوازن، والحرص على تناول أغذية غنية بالكالسيوم وفيتامين د، يعتبر ذو تأثيرٍ كبيرٍ في عدم بناء الكتلة العظمية للجسم بالشكل اللازم.
  • الأدوية: تتسبب بعض الأدوية بتأثير سلبي على العظام وتقوم بإضعافها.. مثل بعض أدوية الاكتئاب والأدوية النفسية التي تؤثر على امتصاص الكالسيوم في الجسم وبالتالي تضعف العظام، لذلك على المريض أن يكون على وعي دائما بالآثار الجانبية للأدوية التي يتناولها.
  • العوامل الهرمونية: يعتبر إنخفاض مستويات هرمون الاستروجين لدى النساء عاملاً أساسياً في الإصابة بهشاشة العظام.
  • افتقار النمط الغذائي لفيتامين د والكالسيوم: يعتبر الكالسيوم وفيتامين د من العوامل الأساسية المهمة في صحة العظام، لذلك يجب أن يحرص الجميع على تناول أغذية تحتوي على الكالسيوم وفيتامين د .
  • قلة النشاط البدني: يؤدي اتباع نمط حياة تقل فيه الأنشطة البدنية والحركة لضعف العظام، ويعتبر تعديل نمط الحياة أمراً مهماً في منع فقدان العظام التدريجي لدى النساء قبل انقطاع الدورة الشهرية ويجب تشجيعه والتوعية بأهميته.
  • التدخين: بالإضافة اللتأثيرات السلبية الكبيرة للتدخين على جسم الإنسان وأهمها صحة الرئتين فهو يؤثر سلباً أيضاً على صحة العظام .
  • شرب الكحول: من الممكن أن يؤدي إدمان شرب الكحول لإعاقة عملية تكوين عظم جديد.. وبالتالي يمكن أن يسبب ترققاً في العظام ومن ثم الهشاشة، ومن الممكن أن يؤدي أيضاً لتلف في نخاع العظم.
  • التاريخ الطبي وتاريخ الأسرة: يمكن أن يكون تاريخ العائلة مؤشرًا جيدًا على قوة عظامك، لو تعرض أحد والديك لكسر في الورك سابقاً، عليك أن تكون مهتم أكثر بصحة عظامك.

  • اتباع نظام غذائي صحي يتضمن كميات كافية من فيتامين د والكالسيوم.
  • ممارسة نمط حياة نشيط يتسم بالحركه وممارسة الرياضة المناسبة .
  • تجنب التدخين وشرب الكحول.
  • تناول الأدوية المناسبة في حال تطلب الوضع الصحي ذلك.

تم تقييم كافة المعلومات الطبية الواردة في هذا المقال من قبل الدكتور “أيمن الشعراوي” استشاري أول جراحة العظام، في مستشفى مسقط الخاص بسلطنة عُمان.


ختاماً لنتذكر دوماً، أن درهم وقاية خيرٌ من قنطار علاج.. فالعظام تحتاج لوقت طويل قبل أن تصل مرحلة الهشاشة، وحتى في حالة الإصابة فإن التدابير المتخذة هي تدابير تعزز صحة العظام وقوتها.. لذلك لنبدأ جميعاً الآن بالتوعية والاهتمام بصحة عظامنا وتقويتها بالطرق الطبيعية.

هذا المقال بقلم وجدان أبو أحمدة من فريق كلنا أمهات.

للمزيد من مقالات الصحة الجسدية والنفسية، اقرئي من هنا.

اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
0