الآثار الضارة لوسائل الإعلام والسوشال ميديا على الأطفال

أمومة وتربية

الآثار الضارة لوسائل الإعلام والسوشال ميديا على الأطفال

utube

ينمو أطفال ومراهقي اليوم وهم منغمسون في الوسائط الرقمية، متعرضين لوسائل الإعلام بكافة أشكالها؛ فهم يقضون الوقت الطويل أمام شاشة التلفاز أو شاشة الجهاز اللوحي، متنقلين من موقع تواصل اجتماعي إلى آخر، غافلين عن الأثار الضارة لوسائل الإعلام والأثر السلبي الواقع على نفسيتهم وتفكيرهم وشعورهم وتصرفاتهم. قد تزيد حدة هذا الأثر السلبي على الأطفال، عندما يقوم الآباء بنشر صور أطفالهم عبر منصات التواصل الاجتماعي، غافلين عن الضرر الذي قد يقع على حياتهم وحياة أطفالهم.

فلنتعرف أكثر على الآثار الضارة لوسائل الإعلام والسوشال ميديا على الأطفال.

الهوية الرقمية – سلاح ذو حدين

يرغب بعض الآباء ببناء هوية رقمية لأطفالهم لتبقى ذكرى لهم بعد سنوات. وقد يميل البعض الآخر إلى بناء حياة مهنية لأطفالهم منذ الصغر؛ لتعود على الطفل وعلى المجتمع بالنفع والخير وهذا تفكيرٌ سليم! فلا ضير من تحقيق منفعة مجتمعية ومنفعة مادية للطفل وعائلته!

ولكن يجب ألاّ ننسى أن هذا الموضوع هو سيف ذو حدين، وأن أهداف الناس وأفكارها وطريقة انغماسها في هذا المجال مختلفة. بعيداً عن الأحكام وبعيداً عن توجيه أصابع الإتهام؛ رأينا بعض أطفال اليوتيوب يقدمون محتوى فارغ بل ومضر أيضاً، ويقع ضرره على فئة معينة بشكل أكبر.

فما الهدف من نشر فيديوهات لطفلة لم تبلغ العشر سنوات؛ وهي تضع أشياء خطرة في أذنها أو أنفها؟ نعم هذا الفيديو موجود في الحقيقة! ولأن الأطفال يميلون لتقليد هذه الشخصيات؛ فقد نشرت إحدى السيدات قصتها قائلة أنها أسعفت طفلتها التي وضعت في أنفها “كرة بلورية” تقليداً لفتاة من فتيات اليوتيوب! ألا يعد هذا أحد الآثار الضارة لوسائل الإعلام التي قد تضر الأطفال؟


الأضرار الناتجة عن الاستخدام الخاطئ للتكنولوجيا والآثار الضارة لوسائل الإعلام

خيط رفيع بين تحقيق الفائدة من التكنولوجيا وبين حدوث الضرر، وخيط رفيع بين استفادة الطفل من هذه التكنولوجيا وعرض مهاراته التي قد تفيد المجتمع أيضاً، وبين إلحاق الضرر بنفسه لزيادة المتابعين. بناء هوية رقمية للطفل هي أمر رائع وذكرى جميلة ولكن هل فكرنا في خطورتها؟ لذا يجب أن يكون المسؤول عن الطفل واعي ومنفتح وجاهز؛ حتى يتجنب العديد من الأخطاء والمضار التي قد تصيب طفله. للأسف نرى أخطاء فادحة يرتكبها الأطفال والأهل دون وعي عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وهو “أمر مؤرق” في حال كان الأهل على معرفة بالآثار الضارة لوسائل الإعلام التي قد تصيب أطفالهم؛ ومع ذلك يصرون على الاستمرار!

ومع تكرار هذه الأخطاء؛ أكدت مديرة إدارة حماية الطفل بدائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة الأستاذة أمينة الرفاعي لصحيفة الإمارات اليوم، وقالت:

“أن استغلال الأطفال من قبل الأهل يهدد الاستقرار النفسي والاجتماعي للطفل كما يعرضه للتنمر أو الإساءة أو الابتزاز من قبل أقرانه أو المتابعين”.

هل يحق للأهل عرض ونشر صور اطفالهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟

في هذا العصر نرى البصمة الرقمية للطفل أو المراهق قبل الولادة! حيث يبدأ الوالدين بنشر صور الموجات الصوتية للجنين وإعلان موعد الولادة، ومشاركة كل تفاصيل الحمل والجنين عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبشكل مبالغ فيه في بعض الأحيان!

أظهرت إحدى  الدراسات الأمريكية أن 90% من الأطفال في عمر 0-2 عام و 80% من الرضع لديهم بالفعل وجود رقمي على شبكة الإنترنت! يرجع السبب الأساسي لذلك لتصرفات الأهل غير المقصودة أو المقصودة؛ فقد يكشف الوالدين معلومات أكثر بكثير مما يدركون عن طفلهم؛ ثم تأتي المدرسة وكمية البيانات التي تجمعها عن الطفل! ليكبر هذا الطفل ويجد الكثير من العلومات التي قد تكون خاصة أيضاً منتشرة في العالم الرقمي دون رغبة منه.

تؤدي هذه التصرفات المقترنة بسلوك الوالدين؛ إلى تعرض الأطفال بشكل متزايد لخطر سرقة الهوية أو الإذلال من الأقران. بالإضافة إلى انتهاكات الخصوصية المختلفة والتمييز في المستقبل وغيرها من المشاكل. فما رأيكم؟ هل يحق لنا نشر صور أطفالنا؟

إضافةً إلى كل ما سبق، جاء في نص قانون حقوق الطفل المطروح من قبل منظمة اليونيسيف التي وضعت باعتبارها “أن الطفل غير ناضج بدنياً وعقلياً، لذلك فهو يحتاج إلى إجراءات وقائية ورعاية خاصة بما في ذلك حماية قانونية مناسبة قبل الولادة وبعدها”. فنصت المادة 32 على حق الطفل في حمايته من الاستغلال الإقتصادي، ومن تعريضه لأي عمل يرجح أن يكون خطيراً أو ضاراً بنموه الروحي أو المعنوي أو الاجتماعي. كما ونصت هذه المادة على وضع عقوبات مناسبة على من يخالف هذا القانون. المصدر


أثر الشهرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي على الطفل

شهرة الأطفال عبر مواقع التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين! قد يتم استغلال هذه المواقع لما فيه خير للطفل والمجتمع. ولكن المشكلة تكمن هنا عندما ينغمس الوالدين – وأقول هنا الوالدين لأن الطفل غير ناضج عقلياً- في هذا المجال مع أطفالهم غافلين عن المضار والسلبيات!

يبدأ الموضوع بفرحة الآباء بحركات طفلهم أو مهاراته البارزة أو حتى جمال شكله؛ ثم وفي أحيانٍ كثيرة يتحول الموضوع دون قصد إلى رغبة بتحقيق مشاهدات أكثر أو جمع المزيد من المتابعين. وأكرر القول هنا ألاّ ضير في عرض مواهب الطفل بطريقة تحقق منفعة للطفل والمجتمع؛ ولكن استغلاله لكسب شهرة أو زيادة المتابعين هو أمر مرفوض.

يغفل الآباء عن الآثار الضارة لوسائل الإعلام والسوشال ميديا التي قد تضع الطفل عرضة للاستغلال من أصحاب النفوس المريضة أو حتى للتجريح والتنمر من قبل المتابعين؛ لتختفي روح الطفولة البريئة وتتحول إلى تصرفات لا تناسب عمره.

بالإضافة إلى ذلك، جاء في مقال تم نشره عبر منظمة حماية الطفل قصة لطفلة مشهورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ وهي عارضة أزياء للأطفال تبلغ من العمر 8 سنوات، والتي تم أخذ صورتها من قبل شخص مستغل، قام بعمل “دمية جنسية” تشبه تماماً هذه الطفلة البالغة من العمر 8 سنوات! تم استغلال صورة الطفلة لإنشاء شيء قبيح وبيعه عبر موقع أمازون لتتدمر أحلام هذه الطفلة ونفسيتها. المصدر

المعلومات التي يجب أن نكون حريصين على ذكرها عن أطفالنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي

هناك خيط رفيع بين المشاركة والمبالغة عندما يتعلق الأمر بتوثيق حياة أطفالنا عبر الإنترنت. ومع وجود الكاميرا في متناول اليد؛ نجد أنفسنا لا نقاوم التقاط بعض الصور التي تعبر عن لحظات مميزة تعبر عن تجربتنا في الوالدية. ثم ودون تفكير ننشر هذه اللحظات عبر وسائل التواصل الاجتماعي!

مع ذلك؛ يجب ألاّ نجعل هذه البهجة تعمينا عن رؤية الجانب المظلم للعالم الرقمي. لذلك؛ يجب أن نحرص كل الحرص على عدم ذكر معلومات أو صور تضر بأطفالنا على المدى البعيد. وسنذكر منها ما يلي:

1. الإسم الكامل وعنوان المنزل وتاريخ الميلاد. فوفقاً لمستشارة أمن المعلومات والخصوصية ريبيكا هيرولد؛ قد يؤدي مشاركة هذه المعلومات إلى سرقة هوية الطفل واستخدامها في الاحتيال. كما أن مشاركة هذه المعلومات؛ قد تساعد شركات الإعلان باستهداف الأطفال بشكل أكبر. المصدر

اقرأ أيضاً كيف تستهدف الشركات التسويقية الأطفال في إعلاناتها

2. صورة للطفل دون ملابسه. حتى لو فكرت بمشاركة صورة لطفلك أثناء استحمامه أو بعد انتهاءه من الاستحمام وقد لف نفسه بمنشفة! مثل هذه الصور؛ قد تجعل طفلك هدفاً للنفوس المريضة. شارك هذه الصور مع الجدة لا على الفيس بوك.

3. مشاركة معلومات تتعلق بتفاصيل المكان الذي تعيش فيه أو مكان مدرسة طفلك.

4. مشاركة المعلومات والصور التي قد تشعر طفلك بالحرج بعد سنوات. مثل صوره وهو يتدرب على استخدام الحمام التي ستحرج الطفل بعد 5 أو عشر سنوات بكل تأكيد.


أمثلة للعواقب التي يتعرض لها الأطفال جراء الشهرة

تكثر الأمثلة على العواقب التي يتعرض لها مشهوري العالم الرقمي من الأطفال والبالغين. فتقول إحدى السيدات صاحبة مدونة على الإنترنت قاطنة في دولة عربية؛ أنها تعرضت لحادثتين مخيفتين بسبب مشاركتها لمكان وجودها مع عائلتها على وسائل التواصل الاجتماعي. الأمر الذي جعلها تتوقف عن مشاركة هذه المعلومات.

أيضاً؛ تعرضت سيدة أخرى مؤسسة لمدونة أمومة شهيرة ولديها الملايين من المتابعين لموقف مشابه! فقد شاركت المكان الذي تنوي الاحتفال به بعيد ميلاد صغيرتها؛ لتتفاجأ بمئات المتابعين الذين سبقوها للمكان للاحتفال معها! تدراكت السيدة الموقف قبل حصول الكارثة، وتركت ابنتها في المنزل مع والدها. وبالنتيجة تلقت العديد من النقد اللاذع والإتهامات الباطلة لرغبتها في الحفاظ على خصوصية طفلتها وكأن ذلك ليس من حقها!

تتوالى الأمثلة والقصص لنرى أيضاً إعلامية كويتية لديها 12 مليون متابع؛ قد تم الولوج إلى كاميرة حاسوبها المحمول بطريقة أو بأخرى، وتصويرها وهي تعنف أطفالها بالصراخ والشتائم المهينة! ثم تسريب هذا الفيديو إلى العلن وتعريضها للانتقادات اللاذعة وانتهاك حرية أطفالها بأسوأ الصور. من الضحية هنا برأيكم؟

ننهي الأمثلة هذه بقصة أخيرة لإحدى السيدات مؤسسة لموقع أمومة شهير؛ قد قامت بعرض صور لأطفالها عبر موقعها في العديد من المرات. لتتفاجأ بانتهاك خصوصية أطفالها في الأماكن العامة وفي المدرسة أيضاً! الأمر الذي أشعرها بعدم الراحة؛ لينتهي بها الأمر وقد أزالت كل الصور المتعلقة بأطفالها.

8 تعليقات

  1. Dina
    يناير 22, 2021 في 1:57 ص

    رائع ?

  2. Zena aljamal
    يناير 24, 2021 في 10:44 ص

    رهيبه انت يا ميرا

  3. Mariam
    يناير 24, 2021 في 1:52 م

    بالنسبة الي أرى انه سلبيات وجود الاطفال على السوال الميديا هي أكبر وأهم من أي منفعة
    مجرد المشاهدة والاسوأ هو ان يكون الطفل هو نفسه نجم السوشال ميديا
    مقالة رائعة
    شكرا

  4. Fatme
    يناير 25, 2021 في 12:23 م

    خطر السوشال ميديا على الأطفال أكثر مما نتوقع. يجب أن نفكر ألف مرة قبل عرض صور وخصوصيات أطفالنا.

  5. Deema W.Elkhatib
    يناير 25, 2021 في 7:14 م

    مقالة مفيدة ومهمة في هذا الوقت ، خصوصا مع تزايد أوقات تواجد الطفل مع الأجهزة الإلكترونية في هذا الوقت.
    شكراً

  6. SG
    يناير 26, 2021 في 4:15 م

    مقال رائع

  7. Samah
    يناير 28, 2021 في 5:01 ص

    مقال مهم جدا للوقت يلي عم نعيشيه

اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
0