بطلة القصة اليوم، يُمن، أم لتوأم وصاحبة مدونة Yammona
يُمن، مهندسة معمارية و أم لتوأم. انتقلت للعيش في دبي ( و ليس الغربة) في 2012. مصطلح غربة لا اؤمن به و لا أستشعره بالقدر الذي يشعر به غيري، قد يكون السبب أني في بلد عربي و مألوف، أو أنني ترعرعت في انكلترا ثم انتقلت إلى سوريا، لذا شعوري تجاه الانتماء مختلف. أحب كل أرض تعطيني الأمان و الحرية و الاستقرار، و أتابع حياتي بكل انسجام بلا حنين ولا مشاعر فياضة لأرضٍ أخرى، وهذا ما يخفف أم الغياب ويمنحني ذلك الشعور بالحيادية بمشاعري.
ما أصعب موقف واجهك في الغربة وكيف تغلبت عليه؟
أصعب موقف واجهني في سنين حياتي كلها هي عندما علمت بحملي بتوأم. توقفت الارض عن الدوران بالنسبة لي في ذلك اليوم و أنا اتخيل كيف سأعتني بطفلين! كيف سأعود لعملي و دراستي؟كيف ستنقلب حياتي بعد هذه المفاجأة التي ظننتها أكبر من قدرتي. لكن سبحان الله، لا يعلم الإنسان مدى قدرته حتى يوضع في الاختبار، جاء طفليّ إلى هذه الدنيا في يوم واحد، و جاءت معهم قدرة عجيبة لي على الصبر و التأقلم، و ترتيب الأولويات. بل إنني عدت إلى دراستي بعد فترة وجيزة، لأتخرج بدرجة الامتياز، وعدت إلى العمل أيضاً بوظيفة كنت أطمح لها من سنين. أحمد الله أن قدري ساقني إلى هنا، لأن دبي مجهزة للأطفال بشكل رائع، و تفاصيل يومية في كل مكان تساعد الأم و تعطيها الأولوية، إمكانية الاستعانة بمربية، الحضانات المختصة، المشفى الرائع الذي ولدتهما فيه.
ما أهم درس تعلمتيه في الغربة؟
أحببت الغربة لأنها تعلمك الاعتماد على النفس، و هذا الدرس يريحك، لا داعي للاستنجاد بالاقارب أو المعارف، بالعكس، الابتعاد عن المألوف يعلمك أن داخلك قوة رهيبة تنتظر أن تكتشف. و علمني وجودي هنا أيضاً أن الشخص السعيد الإيجابي يجد مقومات السعادة أينما وجد، و العكس صحيح. أنت تختار من تكون و درجة سعادتك، و ليس المكان.
نصيحة تقدمينها للمغتربات حديثاً
تذكرن دائماً: لماذا أنتن هنا؟ هناك سبب دائماً: عمل أفضل، مستقبل أفضل، أمان أكثر، أو صعوبة الحياة في الوطن. المكان لا يعني شيئاً إذا لم يكن لديك ذاكرة عاطفية و نظرة غير موضوعية للأمور. قد يكون المكان الذي أنت به جيد جداً، و فرصة يطمح لها الكثيرون. لا تتذمري و تقضي سنينك بالحنين لطفولة أو بيت أو شيئ معين، لأنك بذلك تعمين عيونك عن رؤية جمال “الغربة”.
اقرأ أيضاً قصة نجاح ملهمة لأم رائعة في الغربة