يمر العديد من الرجال بالفترة المسماة “أزمة منتصف العمر”، وهي من أصعب المراحل التي يعيشها أي رجل؛ وقد تؤثر على معظم جوانب حياته. يشعر العديد من الرجال بعد بلوغهم سن الأربعين، بمرورهم بأزمة منتصف العمر؛ وهي مرحلة انتقالية تتغير فيها شخصياتهم وأهدافهم عما سبق، بل وتتغير طريقة تفكيرهم وحتى نظرتهم للآخرين! يشعر الرجل في هذه المرحلة بالوحدة الشديدة، ويميل إلى العزلة. وقد ينتج عن كل هذا إحساس مفرط بالندم على بعض قراراته القديمة!
لنتعرف أكثر على مصطلح أزمة منتصف العمر، وعلى تأثير هذه المرحلة على حياة الرجل، ولنتعرف أيضاً على بعض النصائح لتجنب التأثر بهذه المرحلة الحساسة.
ما هي أزمة منتصف العمر وما هي علامات بلوغها؟
أزمة منتصف العمر
هي مرحلة انتقالية حساسة يمر بها بعض الرجال بنسبة 10% منهم. وتبدأ في حال حدوثها لدى الرجال، من سن الأربعين إلى سن الخامسة والستين عاماً، وتستمر ما بين ثلاث إلى عشر سنوات. بحيث يختلف منظور الشخص للأشياء والأحداث وحتى الأشخاص الآخرين، ويختلف تعامله مع كل العناصر من حوله، وكأنه يقوم بتكوين شخصيته من جديد.
علامات بلوغ هذه المرحلة
يشعر الرجل ممن يمر بأزمة منتصف العمر بالاكتئاب الشديد، ويتخذ الانطوائية ملاذاً لعله يستطيع فهم ذاته والسيطرة عليها. كما يستمر باختلاق المشاكل وانتقاد كل شيء! أيضاً يشعر الرجل في هذه المرحلة بالندم على معظم قراراته السابقة، ويغرق بلوم النفس وجلد الذات على هذه القرارات. بالإضافة إلى ذلك؛ يطغى التوتر على جميع العلاقات الشخصية الخاصة بالرجل الذي يمر بهذه المرحلة؛ فيتخذ فوراً قرار بترك جميع المسؤوليات وإسنادها لغيره، لعله بهذه الطريقة يتدارك ما بقي له في الحياة، وأنه بهذا سيعيد شبابه من جديد!
مدى تأثير أزمة منتصف العمر على حياة الرجل
أكبر تهديد يواجه الرجال في منتصف العمر ليس التدخين أو السمنة؛ بل الوحدة!
الوحدة والعزلة؛ من أكثر علامات أزمة منتصف العمر شيوعاً! فنرى الرجل ينعزل ويفضل الوحدة، حتى يتمكن من إعادة تشكيل حياته أو التفكير في قراراته من جديد. حيث تشير الأبحاث إلى أنه مع بلوغ الرجال أزمة منتصف العمر، يزداد تعرضهم لخطر الوحدة والعزلة! المصدر.
ولكن؛ لهذه الوحدة مخاطرها ومخاوفها! لا تتعلق هذه المخاوف بالانفصال عن المحيط الخارجي فحسب، وإنما قد تؤدي إلى احتمالية إصابة الرجل المنعزل؛ بأمراض متعددة. بل وأن الشعور بالوحدة، يحمل مخاطر صحية مماثلة للتدخين!
أزمة منتصف العمر والاكتئاب
يعتبر الاكتئاب مرافقاً لهذه المرحلة وملاصقاً لها، حيث يتعرض الرجال ممن يمرون بهذه المرحلة لخطر الإصابة بالاكتئاب، الذي قد ينتج عنه وبسبب طبيعة الرجل، الانفعال والغضب والميل للتصرف بعدوانية.
وقد تشمل أعراض اكتئاب منتصف العمر ما يلي:
- تغيرات في عادات النوم؛ سواء الأرق أو النوم لفترات طويلة.
- تغيرات في الشهية.
- مشاعر حزن شديدة في كثير من الأحيان.
- الشعور بالذنب وانعدام القيمة.
- عدم الاهتمام أو الاستمتاع بالأنشطة التي كانت ممتعة سابقاً.
- تغيرات في وزن الجسم (خسارة أو زيادة غير مخطط لها).
- العزلة الاجتماعية.
- مستويات مرتفعة من القلق والخوف والقلق التهيج والغضب.
- التفكير بالموت، والشعور بالأوجاع والآلام دون سبب محدد، بما في ذلك آلام العضلات ومشاكل الجهاز الهضمي والصداع.
قد يشعر الرجل الذي يمر بالاكتئاب الناتج عن أزمة منتصف العمر؛ بواحدة أو أكثر من هذه الأعراض
نصائح لتجنب الأعراض المصاحبة لأزمة منتصف العمر
- اجعل صحتك أولوية
ويكون ذلك عن طريق تناول الطعام الصحي وممارسة التمارين الرياضية باستمرار، والابتعاد عن مصادر التوتر. ابدأ بخطوات صغيرة وأضف المزيد من العادات الصحية لحياتك كل يوم. وعندما تشعر بالتوتر، توقف وخذ أنفاساً عميقة، وفكر فقط بالأمور التي تستطيع أن تتحكم بها.
- خذ استراحة خلال اليوم
قد نمر بالعديد من الأوقات الصعبة والتحديات التي تتركنا بحالة صعبة. لذا؛ نحن بحاجة لأخذ استراحة من وقت لآخر! قم برحلة سريعة على الأقدام خلال اليوم وأرح ذهنك، أو استمع إلى موسيقاك المفضلة. مارس التأمل، احتسِ القهوة في مكانك المفضل، أو اقرأ بضع صفحات من كتابك المفضل.
- تعلم أشياء جديدة
تعد أزمة منتصف العمر فرصة رائعة لتعلم أشياء جديدة. ابحث عن شغفك في داخلك، وابدأ بتعلم أشياء جديدة تتوافق مع هذا الشغف. أخبرتني صديقتي كيف تعلم والدها الطهي أثناء أزمة منتصف العمر، وكيف غير ذلك من نفسيته بشكل إيجابي.
- اكتشف قدراتك ومواهبك
قد تصبح الحياة راكدة في بعض الأحيان، وقد نشعر أننا نعيش في حلقة متكررة لا نهائية! هذه الأفكار تؤدي إلى شعور العديد منا بالاكتئاب والأحباط، الأمر الذي يؤدي إلى عواقب وخيمة. ولكن توقف! وتذكر أن الله خلق كل منا بمواهب وقدرات متعددة، مواهب يمكن أن تجعل هذا العالم مكاناً أفضل. ابحث عن مواهبك وقدراتك، وضع بصمتك في هذه الحياة.
- تجنب الوقوع بأخطاء فادحة
قد تقود أزمة منتصف العمر معظم الرجال للوقوع في أخطاء فادحة. فهذا يجدد شبابه عبر البحث عن رفيقة يخون بها زوجته، وآخر يهرب من الاكتئاب بممارسة عادات سيئة قد تؤدي به إلى الإدمان! وغيرهم من يستسلم لليأس. أنت أفضل من ذلك! وأنت قادر على تمييز الأخطاء الفادحة، فابتعد عنها.
- كن ممتناً
نعيش غارقين بالنعم، ونعمة الحياة هي أهمها! ذهب الماضي فلا تندم على شيء، بل أن قراراتك وهفواتك هي التي جعلت منك رجلاً قوياً صلباً محباً. الوصول إلى منتصف العمر، هو نعمة من نعم الله عليك. انظر للمستقبل بتفاؤل، فهو المكان الذي يعيش به الأمل.
- كن لطيفاً مع نفسك
وتوقف عن لومها وجلدها! ولو احتجت للحديث مع شخص ما، جد صديقاً مقرباً، زوجتك أو ابنك، شخصاً يحبك حباً غير مشروط، وتحدث معه عما يزعجك. إن لم تشعر بالثقة للتحدث مع شخص مقرب منك؛ يمكنك التحدث مع أحد الخبراء المختصين بالصحة النفسية.
احجز اونلاين
جلسة علاج نفسي مع الدكتورة رنا طيارة
اكشف أونلاين اليوم مع الدكتورة رنا طيارة؛ الدكتورة رنا طيارة حاصلة على درجة الدكتوراة في علم النفس، كما أنها حاصلة على شهادة في التربية الخاصة وماجستير في علم النفس التربوي. تتمتع بخبرة واسعة كمستشارة نفسية وتعاونت مع العديد من المنظمات غير الربحية في لبنان والأردن والمملكة المتحدة. تعمل الدكتورة رنا حاليًا كمحاضر متفرغ في جامعة كانبيرا في أستراليا.
ستساعدك الدكتورة رنا طيارة فيما يلي:
- حلول المشاكل الزوجية.
- التعامل مع الصدمات وتجاوز الأزمات النفسية.
- التغلب على الاكتئاب والقلق.
- علاج صدمات الطفولة.
- توطيد العلاقات بين الأهل والأطفال وحل المشكلات التي يواجهونها سوياً.