وانتهى عام 2020 بكل ما فيه من تحديات وصعوبات وخوف ورهبة وغضب! بكل خساراته ونجاحاته، بحلوه ومره. ظننا أننا لن نتخطى هذا العام بسلام. وها نحن ذا! لا ننكر أن العام الماضي مرّ بصعوبة على كل العالم وعلى كل الأفراد. بين خوفٍ من الوباء وخوفٍ من تأمين لقمة العيش؛ مروراً باعتماد الكمامات واستخدام المعقمات وعيش الحجر المنزلي وما تبعه من كآبة وتحديات. بين جهود الأمهات باختراع أنشطة منزلية لزرع الفرح في نفوس أطفالهم؛ وتظاهرهن كل الوقت بأن كل شيءٍ على ما يرام، وأنهن أقوى من هذا الوباء. ارتدينا شجاعة مزيفة تخفي في ثناياها خوف وتشاؤم، واستعنا بالصلاواتٍ والدعواتٍ والتبهلاتٍ إلى الله ليمر كل شيءٍ بسلام مرّ هذا العام! بعد أن ترك فينا جميعاً أثراً لا يمكن تجاهله، أثرً سيرافقنا لما تبقى لنا من عمر نعيشه على هذه الأرض. ولكننا سنستمر بعيش هذه الحياة بتفاؤل، وسنستمر بوضع الأهداف والمخططات المستقبلية!
رغم كل هذا؛ لا نستطيع أن نغفل الأثر الإيجابي الذي أحدثته هذه التحديات في حياة العديد والعديد من الأفراد. فالحجر الصحي الذي نتج عن وباء كورونا الذي بدأ في مطلع العام الماضي؛ سمح للعديد منا بتجربة عادات وأنماط حياة جديدة، بل ووفر لنا فرصة نادرة للتأمل في الحياة وربما إعادة ضبطها وإعادة ترتيب الأولويات فيها. كما أنه حفز العديد من الأشخاص ودفعهم لبداية جديدة؛ أطلقوا فيها العنان لإبداعاتهم وحققوا فيها العديد من الإنجازات والأهداف المؤجلة.
انتهى العام وبدأ عامٌ جديد! عامٌ مليءٌ بالأمل والتوق والإيمان والترقب. سجلنا خططنا التي نسعى لتحقيقها خلال هذا العام في مفكراتنا الجديدة التي اخترنا ألوانها بعناية؛ لتبث فينا التفاؤل والأمل.
غريبٌ هو الإنسان! هذا المخلوق الذي لا يكل ولا يمل ولا يتوقف عن الإيمان والحلم. هذا المخلوق القوي المستعد دائماً للحياة والتطور والفرح، والذي يسعى بكل قوته ليستمر بقاء جنسه في هذا العالم.
لنتحدّث عن أهداف الأمهات للعام الجديد
سألنا بعض السيدات من الأمهات العاملات صديقات المدونة؛ عن إنجازاتهن خلال العام الماضي وعن خططهن للعام المقبل. لنشارك أقوالهن معكم من خلال هذا المقال. لنتعرف معاً على بعض أهداف الأمهات للعام الجديد 2021!
السيدة جيدا
تقول السيدة Jida صاحبة حساب Raisinggirlsdxb: “عام 2020 كان عاماً صعباً على جميع الأفراد وازدادت هذه الصعوبة مع التعليم عن بعد والعمل من المنزل! أعتقد أن الحمل الذي تحملته الأمهات خلال العام المنصرم؛ أقوى وأصعب من أي جيل سابق. أما بالنسبة لعام 2021؛ أحب أن اقرأ عن أهداف الأمهات للعام الجديد! يجب أن نكون مستعدين ومتفائلين لهذا العام الذي سيكون مليء بالفرح والإنجازات. بدأنا عادة جديدة في عائلتنا مع طفلتي التي بلغت عمراً يسمح لها بفهم معنى التخطيط. جلسنا سوياً وشجعناها على كتابة أهدافها للعام الجديد وسنلتزم بتحقيق هذه الأهداف خلال العام إن شاء الله”.
السيدة أم حسن
أما السيدة أم حسن؛ صاحبة حساب Hasandownlove، والتي تهدف من خلاله لتوعية الناس عن أطفال متلازمة داون. قالت: “عنوان 2020 هو عام اختبار للبشرية جمعاء دون استثناء! العام الذي ذكّرنا بالعودة إلى ما هو مهم فعلاً في هذه الحياة. وهو عام استشعار النعم”.
وأضافت: “أما بالنسبة للخطط المستقبلية؛ فأنا لست من الأشخاص الذين يضعون الخطط أو الأهداف. ولكنني أسعى لتطوير نفسي بناءً على ظروفي ووقتي والتوفيق أولاً وأخيراً من رب العالمين. هذا العام علمني أن أؤمن بقضاء الله وقدره أكثر من التخطيط! على الرغم من ذلك؛ أرغب جداً بمعرفة المزيد عن أهداف الأمهات للعام الجديد”.
السيدة بيان
وقالت السيدة بيان مؤسسة حساب themomint؛ التي تحفز من خلاله السيدات على حب الفن والطبيعة والأعمال اليدوية: “عام 2020 كان مليء بالتغيرات والتحديات التي جعلت مني شخص مرن أكثر بالتخطيط للوصول إلى أي هدف. ورغم أن الكثير منا ينظر عام 2021 ليبدأ من جديد؛ إلا أني أعتقد أن الاستمرار والمثابرة هما ما نحتاجه فعلاً! دائماً ضعي الخطط وخطط أخرى بديلة حتى تكوني مستعدة لمواجهة أي تحدي! ولا تستهيني أبداً بموضوع أهداف الأمهات للعام الجديد؛ فالهدف يخلق التحفيز”.
السيدة ميرا
لتضيف السيدة ميرا مؤسسة مدونة كلنا أمهات؛ قائلة: “لم تكن السنة الأعظم بالإنجازات لكنها الأعظم بالدروس! أخفقت كثيراً وقصرت بحق نفسي؛ ولكني تعلمت أن أقدّر اللحظة والثانية التي تمر. علمتني أن أعيش أبسط المشاعر والإنجازات مع عائلتي، وعلمتني أن أقدّر نعمة الوقوف في أشعة الشمس وتنفس الهواء الطبيعي المنعش. وأن أقدّر نعمة الالتقاء بأصدقائي وأهلي، ونعمة احتضان صديقة حبيبة أو قريبة لي. نعمٌ صغيرة لم أكن أعلم أنها تصنع الفرق الكبير في حياتي! أما أهم أهدافي للعام الجديد؛ هي أن أكون أقل قسوة على نفسي وأن أعيش اللحظة بوعي وسعادة وامتنان”.
كيفية وضع خطة للعام الجديد
هل لديكِ خطط للعام الجديد؟ وهل تعرفين ما هي أولوياتك وأهدافك؟ على الرغم من أن هذه الأهداف قد تتغير خلال العام؛ لكنه من المهم أن تمنحي نفسك على الأقل نقطة انطلاق لبدء العام! كما أن تسجيل أهدافك وتحديدها يعطيكِ حافز لتبذلي جهدك لتحقيقها.
ولكن احرصي على تجنب الوقوع في اليأس إن لم تحققي بعض الأهداف. فأحياناً تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، وأحياناً أخرى نمر بظروف أقوى من قدرتنا على الاستمرار. عليكِ فقط أن تبذلي جهدك بعيداً عن التقاعس مع مراعاة قدراتك وظروفك.
بعد شراء مفكرة العام الجديد واختيارها قومي أولاً بتخصيص جزء منها للامتنان، وسجلي فيه كل يوم ثلاث نعم أنتِ ممتنة لأجلها مهما كانت بسيطة. فالتقاء الصديقات نعمة. واحتضانك لطفلك نعمة. قدرتك على التنفس والابتسام نعمة. صحتك وسعادتك نعمة. اذكري بعض النعم التي تحصل خلال اليوم واشكري الله عليها. وإليك بعض الخطوات التي ستساعدك في إنشاء خطة للعام الجديد:
1. حددي أولوياتك
خذي وقتك في سرد أولوياتك للعام الجديد؛ من عائلة وأصدقاء وعبادة ومال وصحة وما إلى ذلك. اختاري أهم ثلاث أولويات وكوني منفتحة للتغير الذي من الممكن أن يحصل عليها خلال العام. سجلي فقط الأكثر أهمية بالنسبة لك الآن.
2. خططي للتواريخ المهمة
ألقِ نطرة على رزنامة العام، ولوني التواريخ المهمة التي تحتاج لتخطيط بلون واضح؛ كأعياد الميلاد أو الذكرى السنوية أو العطلات. هذه الخطوة ستعطيكِ فكرة أوضح عن الأهداف الواقعية لهذا العام؛ وسينتهي بك الأمر أكثر استعداداً وتنظيماً.
3. ضعي قائمة بأهداف العام
اكتبي كل أحلامك وأهدافك لهذا العام كبيرة كانت أم صغيرة؛ مع الحرص أن تكون هذه الأحلام قابلة للتحقيق. ثم ابدأي بتقسيم أهدافك وتبسيطها لتصبح أكثر واقعية. فمثلاً: أحلم أن أخسر عشر كيلوغرامات خلال العام! بسطي هذا الحلم من خلال وضع خطط بسيطة متعلقة به؛ كممارسة الرياضة يومياً لمدة معينة، أو تغيير نمط الغذاء وجعله صحياً أكثر.
4. ابحثي عن السبب والنتيجة وراء أهدافك
مثلاً: لماذا أريد أن أحقق هذا الهدف؟ كيف سيؤثر على حياتي؟ وكيف سأشعر عند تحقيقه؟ أجيبي عن هذه الأسئلة ليزيد الدافع لديكِ لتحقيق أهدافك.
5. سجلي عادات جديدة
خلال العام الجديد؛ احرصي على اكتساب عادات جديدة تساعدك على زيادة الإنتاجية وزيادة الاستمتاع في حياتك؛ كالاستيقاظ مبكراً أو ممارسة الرياضة. مع تحديد العادات التي تدعم هذا الهدف؛ كالخلود إلى النوم مبكراً أو التنزه مشياً على الأقدام مرتين في الأسبوع.
6. إنشاء جدول بالمهام اليومية التي تساعدك للتحقيق هدفك
إدارة الوقت والجدول الزمني؛ مفتاحان لتحقيق الأهداف! بل وسيساعدانكِ بتحديد الأوقات التي ستعملين فيها على تحقيق أهدافك. حددي الأيام التي ستقومين بها بالأعمال الروتينية، والأيام التي ستسعين بها لتحقيق الأهداف. وانطلقي من هنا!
7. كوني واقعية ومرنة
إذا كانت أهدافك كبيرة بشكلٍ غير واقعي؛ قد تصابين بالإحباط لعدم تحقيقها. وإذا كانت صغيرة جداً؛ فمن المرجح أن تتقاعسي أو أن تقومي بالمماطلة لأن “لديك متسع من الوقت لإنجازها”. فكوني وسطية بتحديد الأهداف حسب استطاعتك، أو تحدي نفسك قليلاً بوضع أهداف أكبر بشكل بسيط من قدرتك. وتذكري أيضاً أنه يمكنك تغيير أهدافك في أي وقت خلال السنة؛ فأنت اليوم في مكان مختلف عما ستكونين به بعد ستة أشهر. ولا بأس بذلك!
8. إياك أن تلومي نفسك أو أن تقسي عليها
لا تمضي أعوامنا كما خططنا لها في معظم الأحيان! فقد تحدث ظروف وتغيرات لا بد لنا بها كما حدث العام الماضي. مع ذلك كل شيء على ما يرام! لا تلومي نفسك! فالهدف من التخطيط للعام الجديد؛ هو مساعدتك على المتابعة من حيث توقفت أو إعادة تقييم مخططاتك وأهدافك. فلا بأس أبداً إن تأخرتِ في تحقيقها وهذا لا يدل على كسلٍ أو تقاعس.