هل مررتم بهذا الموقف سابقاً: تبدأين حديث شيق مع زوجك، متحمسة لإخباره ما حصل خلال يومكِ وماذا قالت لكِ أختكِ وكيف كان اللقاء مع صديقتكِ وعن مذاق طعام أمك الشهي، وعن يومك بالعمل وكف واجهت أحد التحديات بشجاعة وحرفية، وعن ذلك السائق المتهور الذي كاد أن….. إلخ؛ وبينما أنت تتحدثين منهمكة ومندمجة، يخرج زوجك هاتفه النقال بكل بساطة من جيبه، يفتحه ويبدأ بتصفح الانستغرام أو بريده الإلكتروني أو مشاهدة فيديوهات الفيسبوك التي لا تسمن ولا تغني من جوع! ستفكرين للحظة: زوجي يعاني من إدمان الهاتف النقال! قد تتابعين الحديث بحماس أقل، أو أنك ستفقدين الرغبة بمتابعة الحديث! لا يقتصر هذا التصرف على الزوج فقط. وبالتأكيد تكرار هذا التصرف في كل مرة من قبل أحد الزوجين سيؤثر على الحياة الزوجية بشكل سلبي!
PHUBBING
بناء على ذلك، هناك عنصرين أحدهما سبب هذا الموقف والآخر نتج عنه؛ ألا وهما: الهاتف والشعور بالإهانة أو الانزعاج! تم جمع هذين العنصرين في مصطلح واحد ألا وهو: PHUBBING.
قد لا يكون هذا المصطلح من ضمن مفرداتك اليومية؛ ولكنه أصبح ظاهرة قد حصلت لك عدة مرات بالتأكيد! فكم مرة انشغلت بهاتفك المحمول أثناء حديث ما؟ وكم مرة شعرت بالإهانة والانزعاج بسبب انشغال أحد ما بهاتفه المحمول أثناء حديثك معه؟
نتجت ظاهرة PHUBBING بسبب إدمان الهاتف المحمول في الحياة العصرية. قد تبدو هذه الظاهرة غير ضارة نسبياً حتى وإن كانت مزعجة! ولكن عندما يسبب استخدامك للهاتف إزعاجاً للطرف المقابل، بدلاً من أن يكون وسيلة للاتصال بالآخرين؛ عندها يجب أن تخطو خطوة للوراء، وأن تفكر كيف سيؤثر هذا على حياتك الزوجية وعلاقتك مع الشريك!
لنتعرف معاً كيف يؤثر إدمان الهاتف المحمول على الحياة الزوجية؟
- إدمان الهاتف المحمول يدفعك للشعور بأنك أقل ارتباطاً باللحظة أو مع الشريك
أظهرت العديد من الدراسات أن إدمان الهاتف المحمول وظاهرة Phubbing التي نتجت عنه يجعل التفاعلات وجهاً لوجه أقل أهمية. حيث وجدت دراسة تم إجرائها في عام 2016؛ أن الانشغال بالرسائل النصية أثناء المحادثة جعلت الحديث أقل إرضاءً للطرفين، مقارنةً بالرضا الذي شعر به الأشخاص الذين تفاعلوا بدون هواتف. حيث شعرت المجموعة الأولى أنهم أقل ارتباطاً ببعضهم البعض. المصدر
- إدمان الهاتف المحمول يضر بالصحة النفسية والعقلية
في أحدث دراسة حول هذا الموضوع ، وجد أن إدمان الهاتف المحمول وما يتبعه من ظواهر كظاهرة phubbing؛ يهدد أربعة احتياجات أساسية لدى الفرد. ألا وهي: الانتماء، احترام الذات، الوجود الهادف، والسيطرة على حياته. كما شعر الأشخاص الذين يعانون من استخدام الهاتف المحمول بالاستبعاد والنبذ. المصدر
أيضاً
أظهرت أبحاث أخرى أن إدمان الهاتف المحمول يؤثر على العلاقات، الزوجية منها بشكل خاص. حيث تبين أن إدمان أحد الزوجين أو كلاهما للهواتف المحمولة، يجعلهم أكثر عرضة للوقوع في الاكتئاب وانخفاض الرضا الزوجي. المصدر
إذا كان شريك حياتك على الهاتف، فهذا يعني أنه يعطي الأولوية لشيء آخر فوقك في تلك اللحظات. وهذا مؤلم!
- إدمان الهاتف المحمول يجعلك أنت وشريكك تشعران بالسوء
التواصل البصري والاستماع الشديد يخبران شريكك أنك تهتم بأفكاره ومشاعره، أليس كذلك؟ حسناً؛ من المنطقي أن يشعر الشريك بعكس ذلك إن استمررت بالنظر إلى الهاتف كل دقيقة! حتى لو كنت وزوجتك تشاهدان فيلماً في السينما، وقمت بمنتصف الفيلم بمشاركة منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، تتحدث به عن كل المتعة التي تحظى بها مع زوجتك؛ توقف عن ذلك! فهذا قد يشعرها بعدم الأمان والاستبعاد.
- إدمان الهاتف المحمول يهدد الحياة الزوجية
ظاهرة Phubbing والتي على أثرها يقوم الشخص بتجاهل المحيطين للتعلق بهاتفه؛ قد يصل خطرها إلى تهديد الحياة الزوجية والتقصير بحق الأبناء، وتؤثر على التواصل مع أفراد العائلة بشكل سلبي. فإدمان الهاتف المحمول كما ذكرنا سابقاً يضر الاستقرار النفسي للشخص نفسه، بل وتجعل منه شخصاً منعزلاً وحيداً. هذا النوع من الإدمان الذي أطلق عليه العلماء “الكوكايين الرقمي”، يستدعي اليقظة في التعامل معه بإصرار وبشكل جدي.
كيف أتخلص من إدمان الهاتف المحمول؟
1. تجنب استخدام هاتفك في أماكن معينة
ضع قاعدة ثابتة لعدم استخدام الهاتف المحمول في أماكن معينة؛ كالسيارة أو المطعم أو السرير وغرفة النوم وما إلى ذلك، واجعل هذه الأماكن خالية من الأجهزة. هذه الأماكن مخصصة فقط للحديث وجهاً لوجه مع الشريك.
2. أوقات الوجبات مقدسة
وقت تناول الطعام وقت مقدس، سواء أكان ذلك بالمنزل أو بالخارج. استمتع مع عائلتك بتناول وجبة لذيذة يتخللها تواصل عائلي فعال.
3. أترك هاتفك خلفك
لا تخف من وضع هاتفك في مكان بعيد عن مرأى عينك؛ في السيارة أو في غرفة أخرى. لا تقلق ستبقى التنبيهات والإشعارات هنا بانتظارك.
4. تذكر أهمية التواصل الحقيقي
هناك الكثير والكثير من الأبحاث، التي تشير إلى أن أحد أفضل الأشياء التي يمكنك القيام بها لكل من صحتك العقلية والجسدية؛ هو بناء علاقات اجتماعية قوية. فكر بالأمر بهذه الطريقة: هل سيعد لك هاتفك المحمول حساء دافئ إن مرضت يوماً؟ وتذكر أن التواصل الحقيقي له آثار إيجابية على الصحة النفسية، فهو يقلل الاكتئاب ويحسن المزاج ويقوي علاقتك بزوجتك وعائلتك.
5. تحدى نفسك!
اجعل من الابتعاد عن الهاتف محمول تحدٍ لنفسك، وكافئ نفسك بين الفترة والأخرى لتخطي هذا التحدي! ابدأ بتحدي الساعة، وإن نجحت بالابتعاد عن هاتفك المحمول لمدة ساعة؛ قم بزيادة الوقت حتى تصل إلى هدفك.
في النهاية؛ في المرة القادمة التي تتواصل بها مع زوجتك، إن شعرت بإغراء للنظر لهاتفك المحمول؛ تمالك نفسك وتوقف! بل انظر إليها مباشرة واستمع حقاً إلى ما تقوله.
6. احجز اونلاين
عزيزي الزوج عزيزتي الزوجة: نصل أحياناً إلى طريق مسدود، وقد يطغى إدمان الهاتف المحمول على كل القيم والأولويات الأخرى. قد تطلبين من زوجك مراراً وتكراراً أن يترك هاتفه المحمول ويكمل “السهرة” بصحبتك، لكنه يخبرك أنه متعب ولا مزاج له للحديث مع أحد! ويغرق بدلاً من ذلك بالنظر لهاتفه المحمول كل الوقت. تشعر الزوجة بهذه الحالة بالاستبعاد وعدم الكفاية وقلة الثقة، ويتفاقم شعورها هذا أكثر وأكثر، لتجد نفسها بعد فترة وقد غرقت بالحزن والكآبة والبعد عن زوجها! والعكس بالعكس يذكر.
فما الحل؟
هذه المشاعر السلبية أو الخلافات الزوجية لن تزول من تلقاء نفسها! بل في بعض الأحيان، نواجه مواقف معينة بحاجة للمساعدة من قبل أخصائي في العلاقات الزوجية! لذلك؛ نوفر لكم اليوم ومن خلال موقع كلنا أمهات، باقة العلاج الأسري مع الدكتورة رنا طيارة.
باقة العلاج الأسري مع الدكتورة رنا طيارة
احجز الآن من هنا ثلاث جلسات بقيمة 735 درهم فقط!
تعد الاستشارات الأسرية والعلاج الأسري؛ نوعاً من أنواع الاستشارة النفسية، التي تساعد أفراد الأسرة ككل على تحسين التواصل فيما بينهم. والتي توضح الأمور التي تؤدي إلى حل النزاعات التي قد تحصل. أيضاً ولأن استشارات العلاقات الزوجية تقع تحت خانة العلاج الأسري؛ وفرنا لكِ اليوم باقة العلاج الأسري مع المستشارة النفسية الدكتورة رنا طيارة. حيث ستقوم الدكتورة رنا من خلال ثلاث جلسات؛ بمساعدتكِ على فهم العديد من الأمور التي قد تكون سبباً أساسياً في الخلافات الأسرية وبسعرٍ مخفض. لا تترددي واحجزي موعدك اليوم واطلبي النصح من الأخصائيين فقط.