أهمية التواصل الفعال مع الأبناء للأم العاملة- من كتاب The Work/Parent Switch Book

تلخيص كتب للأم العاملة

أهمية التواصل الفعال مع الأبناء للأم العاملة- من كتاب The Work/Parent Switch Book

pexels-pixabay-51953

يتناول كتاب The Work/Parent Switch Book لمؤلفته أنيتا كلير؛ حياة الوالدين العاملين. حيث تساعد الوالدين من خلاله على التخلص من القلق والتوتر المصاحب لتعدد مهامهما داخل المنزل وخارجه، وصولاً إلى تحقيق التوازن ما بين العمل والعائلة. سنتحدث في هذا المقال عن جزئية التواصل الفعال مع الأبناء خلال الوقت القليل المتبقي لدى الأم العاملة بعد انتهاء مهامها اليومية.

من الأفكار الجميلة في كتاب The Work/Parent Switch Book؛ هي إعطاء نصائح حول كيفية التواصل الفعال مع الأبناء بالوقت القليل الموجود، ومنها إزالة فكرة أننا مشغولون من رأسنا وخلق الوقت للتواصل معهم. ومن أبسط الأمور لخلق هذا التواصل:

  • إظهار التعاطف والحنان أثناء الوقت الذي نقضيه مع ابناءنا، كوقت اللعب مثلاً.
  • االسماح لأولادنا بمقاطعتنا مما يشار اليه ب “Be interruptible”. حتى ولو كنا مشغولين جداً. فمثلاً؛ يمكننا أن نقوم بمسك يدهم ونحن نتكلم على الهاتف، أو القيام بالإشارة إليهم أننا سوف نكون معهم بعد بضعة دقائق.
  • الحرص على خلق روتين وعادات بيننا حول الوقت الخاص بنا. ومن الممكن أن يكون ذلك خلال وقت توصيل الأولاد إلى المدرسة في السيارة صباحاً، أو خلال وقت تناول طعام العشاء مساءً. إن خلق روتين خاص خلال هذه اللحظات، سيشعر الأبناء بأهمية وفاعلية هذه اللحظات حقاً.

اللعب والمرح مع الأولاد:

من أهم النقاط أيضاً هي نقطة ال “playfulness” وذلك يعني أن نكون مرحين! أن نلعب مع أبناءنا ونمرح بكل بساطة. فبحسب الدراسات الموجودة؛ يساعد اللعب على نمو وتطوير عمل العقل، ويحفز التواصل الفعال والمشاعر الإيجابية. كما أنه وبكل تأكيد يعطي معنى حقيقي للعلاقة مساهماً في خلق شعور بالإنجاز لدى المربين أيضاً. هنا تطرح أنيتا سؤال على الأهل: “متى كانت آخر مرة لعبت فيها مع أولادك؟ لعبتم وركبتم على ظهر بعضكم البعض؟”

في بعض الأحيان تكون شخصية الأهل جدية، فيكون من الصعب عليهم تبني فكرة اللعب مع أولادهم. فكيف يمكنهم تخطي هذا الأمر؟ هنا تسدي أنيتا العديد من النصائح أيضاً.

على سبيل المثال:

  • تظاهر بالأمر حتى تصل إليه Fake it until you make it. وإن شعرت بأنك لا ترغب باللعب، أو بأنك لا تعرف كيفية اللعب مع طفلك؛ اقترح عليهم بأن يختاروا لعبة معينة، وقل لهم بأنك سوف تشاركهم باللعب وحاول أن تتظاهر بالأمر.
  • حاول أن تغير طريقة تفكيرك بأنك دائماً تعمل وأنك موظف وتتعامل ب “نمط الفعالية efficiency mode”.
  • حاول أن تنضم إلى أولادك متى ما وجدتهم يلعبون. مثلاً الانضمام إليهم عند تركيب ال puzzle وإعلامهم برغبتك بالمشاركة في حل الأحجية.
  • “السماح للأطفال بقيادة وقت اللعب واتباعهم Let them lead and we follow. فذلك يمنحهم شعور القيادة ويعزز من شعور التواصل الفعال بينهم وبين الأهل.
  • ممكن أيضاً أن نتكلم بصوت مضحك وأن نغير شكل الفم والصوت أثناء التكلم لإضحاكهم.
  • تحث أنيتا الوالدين العاملين أيضاً على تحدي أنفسهم ومحاولة التخفيف من قول كلمة “كلا” مراراً وتكراراً أثناء وقت اللعب.

الشعور بالملل

شعور الأبناء بالملل أمر عادي وطبيعي جداً، بل أنهم بحاجة إليه. فالشعور بالملل هو الحافز الأول الذي يدفعهم لتسلية أنفسهم بأنفسهم. من الأمور المهمة جداً التي يركز عليها الكتاب أيضاً؛ هي أنه حتى أثناء الوقت القصير الذي يتواجد فيه الأولاد مع الوالدين، لا بد من توليتهم الإهتمام الكامل. فتنصحهم بالنظر إلى أعينهم وإشعارهم بوجودهم الكامل والتام لهم، وأنهم يشكلون مصدر الأمان لهم. بشكل عام، يحتاج الأبناء والأطفال إلى الاهتمام من الوالدين، بل ويطالبون الوالدين بالمزيد من الإهتمام دوماً. لذلك؛ من الضروري أن يدرك الأبناء أنه وفي بعض الأوقات، لا يسع ماما و بابا منحكم هذا الوقت، لكننا هنا دوماً لأجلكم وتستطيعون الوصول إلينا في كل الأوقات بكل سهولة.

مطالبة الأطفال والديهم بالمزيد من الإهتمام طوال الوقت، لا يشكل عبء إضافي. بل هو دليل على مدى تعلق الأبناء بوالديهم وعلى مقدار حبهم لهم. عند النظر إلى هذا الأمر بهذه الطريقة، ستتغير طريقة تعاملنا مع حاجة الأطفال الدائمة للاهتمام. فعلى سبيل المثال، يتغير شكل الحوار الداخلي الذي يدور بذهن الأهل إلى: “أنا أعلم أنني أمنح أولادي الاهتمام الكافي، ولكنهم يشعرون بحب عارم تجاهي لذلك يريدون المزيد!” هذه النصيحة تساعد الأهل على تخطي الشعور بالذنب تجاه الأولاد.


تحدي عدم “الصراخ” للأهل:

يعد “الصراخ” من أبرز التحديات التي تواجه الوالدين أثناء محاولة التواصل الفعال مع الأبناء. حيث قد يشعر الوالدين بالضغط والتعب خلال النهار، مما قد يولد في داخلهم شحنة من الغضب تترجم على شكل أوامر موجهة للأبناء: “رتب الغرفة! غير ملابسك!”. لا يستقبل الأبناء طريقة التواصل بصيغة الأمر، فلا ينفذون أوامر والديهم بطبيعة الحال. وهنا قد يضطر الوالدين إلى الصراخ عند رفض الأولاد تنفيذ رغباتهم.

ولتخطي هذا الأمر، قدمت لنا المؤلفة بعض النصائح:

  • العمل على تطوير الوعي الذاتي لدى الأهل، والانتباه لحاجة الأبناء إلى التواصل الفعال والحوار السليم، لا الصراخ عليهم طوال الوقت. وذلك يتم من خلال الشرح لهم على أهمية قيامهم بأعمال معينة تلقائياً مع وضع قواعد واضحة لهم.
  • من المهم جداً أن يعمل الوالدين على تفريغ مشاعرهم بشكل سليم قبل الوصول إلى مرحلة الصراخ. فمهما كان شعورك لا ذنب لأبناءك بذلك.
  • العمل على تعليم الأطفال العواقب/النتائج وتحمل مسؤولية أفعالهم.
  • لا بد من وضع عواقب ونتائج وحدود واضحة للأمور. فالطفل الذي لا يلتزم بالواجبات التي تطلب منه لا بد من محاسبته.

كيف يؤثر ذلك على التربية الحديثة؟

هنالك فكرة خاطئة عن التربية الحديثة، تقول إنه يجب على الأهل التساهل مع الأولاد وأن يكون الطفل مقتنعاً تماماً للقيام بأمر معين. على العكس تماماً، يجب على الطفل أن يميز الصح من الخطأ، وأن يدرك أن والديه هما أولياء أمره، وهما الراشدان المسؤولان عنه، وأن هنالك حدود عند التعامل مع الوالدين، وفي حال تخطي هذه الحدود سيتحمل الطفل النتائج والعواقب المتناسبة مع عمره. والسر يكمن، في أن أكون ولي أمر هادئٍ. فيكون لدي مخطط أو خطة واضحة مع قواعد أتبعها في المنزل، وأن اواظب في تطبيقها. وهذا هو الخطأ الذي يقع به الأهل المتراخون! بحيث يهملون تطبيق القواعد بهدف “شراء راحة البال” والابتعاد عن التسبب بالتوتر والضغوطات داخل المنزل. وهكذا في كل مرة يتراخى الوالدين؛ ستصبح الأمور غير واضحة وغير جدية، مما يؤدي إلى تلاشي النظام فينعدم التزام الأولاد وانضباطهم.

اقرأ أيضاً تلخيص كتاب “نقطة تحول المربي/العامل” – كيف تُربي بذكاء وأقل عناء


هذا المقال بقلم “الأستاذة نور زعتري” – يتقدم فريق عمل موقع كلنا أمهات بالشكر والعرفان للأستاذة نور لتقديمها هذا التلخيص المليء بالفائدة

اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
0