أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع يوم 2 نيسان/أبريل بوصفه اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد.. بهدف تسليط الضوء على الحاجة للمساعدة على تحسين نوعية حياة الأفراد الذين تم تشخيصهم باضطراب التوحد، وذلك من خلال تحفيزهم ودفعهم على عيش حياة كاملة مستقلة وذات مغزى.. كجزء لا يتجزأ من المجتمع.
من واجبنا كأفراد أن نساهم في التوعية المتعلقة باضطراب التوحد، حتى نتمكن من التعامل بوعي مع الفئات المختلفة في المجتمع.. وأيضاً احتراماً لمشاعر أم وأب بذلوا جهداً جباراً ليصلوا بطفلهم إلى بر الأمان.. والأهم من ذلك؛ معرفتنا ووعينا باضطراب التوحد يساهم بدمج الأفراد الذين تم تشخيصهم باضطراب التوحد دمجاً فعالاً يصنع فارقاً في حياتهم وفي المجتمع بشكل عام.
من باب السعي نحو التغير ونحو نشر الحقائق.. إليكم بعض الخرافات والحقائق عن اضطراب التوحد
1. اضطراب التوحد مرض
التوحد ليس مرض، إنما هو اضطراب نمائي يلازم المصاب به مدى حياته. كما أن اضطراب التوحد لا علاج له.. لكن من الممكن التعامل مع السلوكيات والأعراض الظاهرة، من خلال تدريب الطفل على التفاعل الاجتماعي، والسلوكيات الصحيحة، والمهارات التي يحتاجها في حياته وفي تفاعله مع الآخرين.
2. كل الأشخاص الذين تم تشخيصهم باضطراب التوحد أذكياء جداً
نسبة ذكاء الأفراد المشخصين باضطراب التوحد مثل نسبة ذكاء أي فرد آخر. كما تتفاوت درجة ذكائهم بعضهم حقاً عباقرة والبعض الآخر ذوي ذكاء عادي لا يطابق “توقعات المجتمع“.. وهذا للأسف يضع ضغط عالي على الأهل.
يتم قياس درجة ذكاء أفراد هذه الفئة عن طريق اختبارات ذكاء مقننة ومعتمدة، تبين درجة ذكاء الفرد. تشخيص طفلك باضطراب التوحد لا يعني تمتع الطفل بنسبة ذكاء عالية.. لكن نسبة الذكاء قد تكون عالية أو متوسطة أو تحت المتوسط.
3. الأفراد الذين تم تشخيصهم باضطراب التوحد غير قادرين على الاعتماد على أنفسهم
هذه ليست خرافة فحسب، بل أنها خرافة مجحفة بحق هذه الفئة! فهم بكل بساطة ومن خلال التدريب المبكر الشامل وتنمية المهارات والتدريب المهني فيما بعد.. أفراد هذه الفئة بكل بساطة أشخاص قادرين ومنتجين ومعتمدين على أنفسهم اعتماداً تاماً كلياً! حتى أنهم قادرين على العمل وتأمين مصدر مادي خاص بهم.
4. طفل التوحد لا يشعر
أيضاً هذه خرافة! كل البشر قادرين على الشعور بمختلف الأحاسيس كذلك الأطفال ممن تم تشخيصهم باضطراب التوحد. لكن أفراد هذه الفئة غير قادرين على تمييز المفاهيم المجردة غير المحسوسة باليد والعين والحواس الأخرى، مثل الحب الشوق.. بالتالي لا يستطيعون التعبير عنها ولكن طبعاً مع التدريب يختلف الأمر.
مهما اختلفت درجات إدراكنا واستجابتنا العقلية والفكرية ونمونا الذهني.. فنحن كلنا كبشر نمتلك مشاعر
5. غرف الأوكسجين.. حميات غذائية.. فيتامينات ومكملات.. أدوية شعبية.. هي طرق معتمدة علمياً لعلاج اضطراب التوحد
تحليل السلوك التطبيقي والتدريب على السلوكيات بالإضافة إلى بناء المهارات واكتسابها.. هي طريقة التدريب المعتمدةوالصحيحة للأطفال ممن تم تشخيصهم باضطراب التوحد.
هذه العلاجات غير صحيحة وغير فعالة، بل أنها تهدر وقت الأهل والطفل كما قد تصيبهم بالإحباط بعد تجربتها لتعلقهم بهذه الطرق كأمل أخير..
6. الأفراد المشخصين باضطراب التوحد لا يحبون الخروج من المنزل
هذه خرافة وحقيقة في آنٍ واحد.. نعم هم ينزعجون عند الخروج من المنزل، ولكن السبب الحقيقي هو وجود مشاكل حسية لدى هذه الفئة. أي أنهم قد يسمعون الأصوات المختلفة أعلى بعشر أضعاف مما هي عليه، ويرون الأضواء أسطع مما هي في الحقيقة.
بناء على ذلك؛ الأشخاص ممن تم تشخيصهم باضطراب التوحد ينزعجون عند الخروج من المنزل بسبب اختلاف المدخلات الحسية لديهم فقط.
7. التأخر اللغوي، الإدمان على الأجهزة الالكترونية. الانطوائية لدى الطفل يتم تشخيصها على أنها اضطراب التوحد
هناك العديد والعديد من الاضطرابات المختلفة.. لكنها لا تعني ولا تندرج ولا ترتبط بالضرورة تحت اضطراب التوحد.
لذلك؛ توجهي عزيزتي الأم لأخصائي مختص ومؤهل لتشخيص طفلك أو استبعاد أي تشخيصات مغلوطة، ولا تسمحي “للمجتمع” تشخيص طفلك بناءً على معتقدات لا أساس لها من الصحة!