الشعور بالذنب! والخوف من أن؛ تكوني أم غير كافية، هذا طبيعي جداً خاصةً أننا نعيش في عصر التوقعات العالية، التي تأتي من مقارنة حياتنا بحياة الآخرين، أو من الصورة التي نرسمها في عقلنا عندما نرى فيديو أو صورة لعائلة أو أم في قمة سعادتها ونجاحها فنطمح ونتوقع الأعلى!
كوني متأكدة أنكِ لستِ لوحدك وشعورك هذا قد ينعكس بطريقة تحفيزية لتقدمي أفضل ما لديكِ، فوجودك معنا دليل على أنّكِ أم رائعة، تقرأ وتتثقف، تبدع وتحاول.
خمسة أسباب تجعل الأم الجديدة تشعر بالذنب:
- عدم الإحساس برابط الأمومة
كثير من الأمهات الجديدات لا يشعرنّ برابط الأمومة مباشرة بعد الولادة، مما يسبب لهن هذا الشعور والخجل من أنفسهن والحيرة. لكن بالتفكير بالأمر؛ وكونك قد مررتِ بالولادة؛ وستحتاجين للرعاية والاهتمام، وربما تمرين ببعض الآلام الجسدية والضغوط العاطفية، فمن الطبيعي جداً أن يُغطّي تفكيرك في كيفية الاهتمام بطفلك الوليد وأنتِ في قمة التعب على شعور الأمومة. لذلك لا تتعجلي، ستمر، ستشعرين بكل شيء. - الرضاعة الطبيعية أم الصناعية؟
هناك الكثير من المصادر التي تؤكد فوائد الرضاعة الطبيعية عليكِ وعلى طفلك، ورغم حقيقة هذه الفوائد فقد تشعرين بالضغط من حولك إن كنتِ لا تستطيعين الإرضاع. نخبركِ أنه لا بأس بالحليب البديل إن لم تناسب الرضاعة الطبيعية نمط حياتك أو لم تكن ممكنة لأي سبب. - هل أنا كافية؟
مع هذا الكم الهائل من النصائح والمعلومات التي قد تتلقينها من الإنترنت أو عن طريق الناس من حولك، قد تعتقدين أنكِ لا تفعلين الشيء الصواب بناءً على تجارب الآخرين وليس تجربتك الخاصة. ولكن في النهاية كل ما عليكِ فعله هو التوقف عن التساؤلات إن كثرت، والثقة بنفسك.
- العودة إلى العمل
بما أن الكثير من الأسر أصبحت تعتمد على دخل الشريكين، فإن التفكير في العودة إلى العمل؛ قد يكون من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى الإحساس بالذنب خاصةً مع رغبتك في البقاء مع طفلك في المنزل. بالنسبة للكثير من الأمهات فوجود هدف داخل وخارج المنزل يساعدها على تحقيق ذاتها. لذلك كل شيء ممكن؛ بالتخطيط، وتقاسم الأعمال مع الشريك، وطلب المساعدة من الأهل والأصدقاء. وبالطبع! توفير كل الاحتياجات الأساسية للأسرة والطفل.
للمزيد؛ يمكنك تصفح هذا المقال لتقرئي عن خطوات العودة للعمل، آملين لكِ الإستفادة.
هل واجهت أيًا من الأمور السابقة؟
- ترك طفلك في رعاية شخص آخر
بعد عودتك للعمل، ستحتاجين؛ لشخص أو حضانة أو جليسة أطفال، تهتم بطفلك وتقدم له الرعاية، وهذا الشيء سيجعلك تقلقين على الطفل وبالتالي يسبب لكِ هذا الإحساس. لكن! إن كنتِ تملكين شخص جدير بالثقة ستصبح الحياة أسهل وستكونين قادرة على الموازنة بين العمل والمنزل وحياتك الأسرية.فكري أن لجليسات الأطفال مهارات مختلفة في التربية والتحفيز والتعليم ويمكن أن ينعكس ذلك على طفلك بطرق تفاعلية رائعة. كما أن العديد من الأمهات قمن بهذا الأمر، لذلك أنتِ أيضاً تستطيعين، خاصة أن تدابير الوقاية والحماية متوفرة الآن فإذا أحسنتِ الاختيار والمعاملة ستكونين أنتِ وطفلك في راحة وأمان بإذن الله. فاطمئني.
يمكنك مشاهدة تجربة ميرا ونصائحها حول التعامل مع مربية أطفال. - الاهتمام بنفسك
رغم صعوبة إيجاد الوقت، ولكن قيامك بعمل؛ تمارين رياضية أو تمارين للاسترخاء بشكل منتظم، أو زيارة أصدقائكِ، وقضاء الوقت مع شريكك، قد يؤدي للشعور السلبي هذا، ولكن! أسقطِ هذا الشعور. فالحفاظ على صحة نفسية وجسدية جيدة ينعكس عليكِ وعلى طفلك أيضاً بطريقة جيدة ويجعلك تشحنين طاقتك وتبدئين من جديد.
أخيراً! لنتخذ من الأب قدوة هذه المرة!
لا يفكر الآباء كثيراً كما تفعل الأمهات بالطبع! في الحقيقةِ ليس لديهم أي توقعات عمّا قد يحدث. لذلك ستجدين أنكِ دوماً من تبحثين عن السؤال والإجابة، وتريدين أن تكوني الطبّاخة الماهرة، الأم العظيمة، الزوجة الرائعة، والصديقة والأخت. ربما لا يفعل الرجل كل هذا، ورغم ذلك إن قام بتغيير الحفاض، نلقبه بالبطل!
لذلك هناكَ دروس قد نستفيدها من الأب:
- لا يفعل الآباء كل شيء!
- لا يشعرون بنفس شعورك عند أخذ استراحة لأنفسهم، اسألي نفسك إن شعر زوجك بذلك عندما ذهب للمقهى أو للصالة الرياضية؟
- لا يلومون أنفسهم على شيء. فمثلاً إن تأذى طفلك بطريقةٍ ما، فهو طفل؛ يلعب ويشاكس وقد يتأذى، ولا علاقة لنوع الرضاعة أو الطعام أو كمية السكر المقدمة له في ذلك.
عندما تعتقدين أنكِ عالقة، وقد حوصرتِ من الشعور بالذنب، تذكري أنّ لا شيء يبقى كما هو، وأنّك وبدون أن تعرفي ستجدين طفلك ذهب للمدرسة وكون أصدقاء وعالم خاص فيه. ربما ستمنحك الحياة ساعات عمل مرنة! لا تعلمين ما قد يحدث. كوني على دوماً على أمل. ولا بأس إن قمتِ باستشارة أخصائي يرشدك!