كتبت لنا اليوم نانسي نصار؛ رسالة شكر للزوج، ترسلها لزوجها الحبيب من خلال موقع كلنا أمهات. نانسي نصار، زوجة محبة وأم لثلاثة أطفال، صاحبة مدونة nancynassar على موقع إنستغرام، التي تكتب من خلال مدونتها في تقاطعات الأمومة والصحة والريادة والشغف والتعافي. أيضاً تعمل نانسي على نشر رسالتها في هذه الحياة من خلال مدونتها هذه؛ ألا وهي: الحب والتصالح مع الذات.
“أعظم هدية يقدمها الأب لأبنائه هي أن يحب أمهم وأن يقود الأسرة بالمثال والنموذج”
هذا ما استهلت به نانسي رسالتها لزوجها، فلم تجد في يوم الأب هدية أعظم وأعمق، من رسالة شكر وتقدير وامتنان، لسندها وصديقها وحبيبها وزوجها. أدامهم الله ذخراً وسنداً لبعضهم البعض، وحفظ لهم أطفالهم بصحة وعافية.
لنقرأ معاً قصتها الملهمة، فعندما يصنع الحب المعجزات حرفياً؛ يتركنا على أعتاب الصدمة حامدين وشاكرين.
بداية قصة حب فريدة من نوعها
بدأت قصتي عندما وقعت بغرامه لدى مراقبتي له؛ كيف يعامل أخواته الفتيات اللتين يصغرانه سناً. وكيف يعامل والدته بود واحترام، بل وتربط بينهما صداقة عميقة. لفتتني بسطاته بالتعامل معهن، وحرصه عليهن، وعلاقة الصداقة التي تجمعهم. هذه الصفات كانت من أكثر ما شدني إليه وزادتني إعجاباً بشخصيته.
علم أنطونيو قبل ارتباطنا رسمياً؛ بواقع أنني لا أستطيع الإنجاب، بسبب مرض كان قد أصابني وسبب لي حالة عقم. وأن تكوين أسرة أشبه بالمستحيل حتى مع الحلول الطبية المتوفرة! ومع ذلك لم يتراجع عن قراره بالارتباط بي، وكان يتمتع بإيمان غريب من نوعه، إيمان لم ألمسه في أحد قط، إيمان بأنني سأحمل وألد حتماً. كان يقيناً بقدرة الله على صنع المعجزات وكان يعيش في سكينة وطمأنينة بأن هذا ما سيحدث!
المعجزة الأولى
كان حلمه الأعظم يتمثل في أن يكوّن أسرة وأن يكون أباً. وخشيت أن أقف في طريق هذا الحلم، كوني لا أستطيع الإنجاب. إلا أن إيمانه بالله وحبه لي أخجلني! وجعلني أنسى مخاوفي، ودفعني لأتمسك به أكثر لأني تأكدت من حبه لي بأخذه هذه المجازفة. وكنت أقول في نفسي: “إن كان أحبني لهذه الدرجة فكم بالحري سيحب أبناءنا؟”. إيمانه ويقينه جعلني أقتنع أنا أيضاً أن الإنجاب ممكن وغير مستحيل.
وبالفعل، لقد حملت بطفلي الأول في فترة شهر العسل! وكانت مفاجأة وصدمة لنا جميعاً وللطبيب بشكل خاص. لقد كان حملي طبيعياً بدون أي تدخل طبي أو أدوية محفزة، وهذا كله بفضل محبة ورحمة ونعمة ورعاية الله. ولا أتوقف يوماً عن شكر الله على الكنوز الثلاثة التي أنعم بهم علينا؛ فنحن سنحتفل هذا العام باليوبيل “الدانتيلي“؛ أي 13 سنة معاً بوجود جايكوب وكاريسا وسيرجيو في حياتنا، وسأكتب رسالة شكر للزوج اليوم وكل يوم وكل عام، فهو السند والصخرة.
يداً بيد نتخطى الصعاب
الحب يقضي على المصاعب
وأضيف أن تجربتي بالحمل الأول لم تكن سهلة! لأني كنت أتعافى من فقدان أبي، الذي تسببت لي خسارته صدمة عاطفية وفراغ كبير. ودخلت في حالة اكتئاب أثناء فترة الحمل؛ بالرغم من أني لم أقدر أن أتجاهل فيض المشاعر الجميلة التي كنا نشعر بها، عندما كان يتحرك الجنين في الرحم، بل ونترقب كل حركة وتفصيل وموقف. إلا أن أنطونيو كان يتعامل معي بهذه المرحلة بكل حرص وحنو، متعاطفاً مع مشاعر الحزن والفقد التي كنت أمر بها في تلك الفترة.
كما أني تعرضت للتسمم الغذائي في الشهور الأولى من الحمل، وكنت أتناول بعض الأدوية بسبب المرض الذي كنت أعاني منه. مما عرض الجنين إلى خطر الإجهاض! كل هذه الضغوط كان علينا التعامل معها بالحمل الأول، ونحن لا نزال نعتبر “عرسان جداد بأول طلعتنا”! لم تكن بالتجربة السهلة، لكني لمست بأنطونيو الحبيب والزوج والصديق والأب الحنون، حتى قبل أن يتمكن من أن يحمل بين يديه أول طفل له.
أرى تأثير زوجي كبيراً في حياة أبنائنا؛ فهو ليس أباً سلبياً أو انسحابياً أو متهرباً. إلا أنه وفي الوقت نفسه؛ يخلق تلك المساحة الآمنة لأبنائنا لكي يعبروا عن أنفسهم بدون حكم مسبق. حتى إن أخطأوا يقوم بتصحيح خطأهم واستغلال الفرصة لزرع القيم والأخلاقيات، وإيجاد معنى من الألم أو الخطأ أو الفشل. كما أنه جاهز دائماً لخلق بيئة صديقة لتحفيز قدراتهم الإبداعية بالوسائل المتاحة؛ فهو من علّم ابني البكر على فن المونتاج والتصوير وكتابة النصوص، منذ كان في الثامنة من عمره. وهو الآن قادر على تصوير وإنتاج أفلام قصيرة، وهذا بفضل ودعم والده.
كما أن ابنتنا أظهرت ميولاً موسيقية واضحة، فكان هو أول مشجع لها، وخلق لها المساحة الخاصة بها لكي تتميز عن أخويها، وكرّس لها الوقت والوسيلة لكي تتعلم ذاتياً باستخدام تطبيقات الكترونية تمكنها من ذلك. وها هي الآن تعزف على آلة البيانو ببراعة، وهي في السابعة من عمرها.
أقدم اليوم رسالة شكر للزوج
أطرح من خلالها أمثلة بسيطة عن دوره في تعزيز وصقل شخصيات أبنائنا. ولكن أكبر وأعظم هدية يقدمهما زوجي للأسرة؛ هي تعبيره عن الود والاحترام الذي يكنه لي كأم على مرأى من أبنائنا! إلى جانب دعمه لي في شغفي وعملي. بالإضافة إلى حرصه الدائم على تطوير ذاته ليكون كل يوم النسخة الأفضل من نفسه، ويسعى لتحقيق طموحه ورسالته على الأرض، فهو قدوة لأنه يقود الأسرة بالمثال والنموذج وليس بمجرد الكلام والوعظ.
رسالتي لكم
رسالتي إلى كل أب اليوم
أنت مهم! أنت أساس! لا يمكننا الاستغناء عنك وعن دورك! لا تتوانَ ولا تنسحب ولا تتوارى. فمجتمعاتنا أكثر من أي وقت مضى تحتاج إلى الأب الحازم بحب والمرشد برفق. أنت الدعم والسند والملجأ. أنت الهوية والأمن والأمان لأطفالك. وكل عيد أب وأنت إلى جانب زوجتك وأبنائك وبألف صحة وعافية.
اقرأ أيضاً أبي بطلي الخارق شكراً لك
تم كتابة هذا المقال بقلم الرائعة نانسي نصار