كيف أتعامل مع الشعور بعدم الرضا في بيئة العمل؟

للأم العاملة

كيف أتعامل مع الشعور بعدم الرضا في بيئة العمل؟

pexels-pavel-danilyuk-7191180

 تشكل المرأة عنصراً هاماً في عجلة الحياة المهنية والاقتصادية في مجتمعاتنا. حيث تشير العديد من الدراسات العالمية التي أجريت على النساء العاملات، إلى سعيهن الدائم لتطوير خبراتهن العملية والوظيفية في كافة المجالات. أيضاً تواجه المرأة العاملة العديد من التحديات والصعوبات، التي قد تقف حائلاً بينها وبين تطورها الوظيفي. مثل الشعور بعدم الرضا في بيئة العمل. إلا أنها تحاول دوماً الوقوف بوجه هذه التحديات وتجاوزها من خلال مبادرات شخصية.

إن أكبر التحديات العصيبة التي تواجهها المرأة العاملة خلال خوضها غمار الحياة المهنية؛ هو سعيها الدؤوب للتوفيق ما بين حياة العمل وحياتها الشخصية والأسرية. حيث أنها وأثناء سعيها لتحقيق ذلك التوازن؛ لا بد لها من التصدي لعدة تحديات، بل ومحاولة التخفيف من جوانبها وآثارها السلبية عليها.

أيضاً؛ تستطيع المرأة العاملة تحقيق ما سبق من خلال تطبيق العديد من الاستراتيجيات والحلول. مثل:

  • إدارة الوقت بفعالية.
  • التعافي من الإجهاد.
  • بالإضافة إلى الوقاية من الإحتراق النفسي وجلد الذات.

إن أحد أهم الأسباب التي تدفع المرأة العاملة إلى جلد الذات؛ هو شعورها بعدم الرضا في مكان العمل، أو كره العمل. الأمر الذي يرافقه عادةً العديد من الآثار والتبعات السلبية. مثل: انعدام الرغبة لأداء مهام العمل والتطور الوظيفي والتقدم المهني.


أطلقت ماكنسي دراسة في أبريل عام 2019 على دول مصر والسعودية والإمارات. اختبرت من خلالها دور وأهمية الثقافة على عملية اتخاذ القرار المتعلق في مجال العمل، ومواجهة صعوبات انتقال المرأة إلى سوق العمل. حيث أشارت الدراسة إلى أن جميع الموظفات الحديثات في العمل؛ يتلقين نسبة قليلة من الدعم من زملائهن وأصحاب القرار. وبأن الموظفات ذوات الخبرة الأكثر يتلقين نسبة قليلة من الرضا عن عملهن مقارنة بالخبرة التي يتمتعن بها. وهذا يوضح أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين النجاح والتقدم في العمل، وبين نوعية الدعم الذي تحصل عليه الموظفة لتتمكن من الإرتقاء في عملها.  


أسباب شعور المرأة العاملة بعدم الرضا في بيئة العمل

قد تتعدد الأسباب التي تدفع المرأة العاملة إلى الشعور بعدم الرضا في بيئة العمل؛ منها ما يتعلق ببيئة العمل بحد ذاتها، ومنها ما يتعلق بالظروف الشخصية والعائلية التي تمر بها المرأة العاملة. لو أردنا الحديث عن كيفية تجاوز ذلك الشعور والتعامل معه، لا بد من الوقوف على الأسباب المؤدية له.

أولاً: بيئة العمل السلبية وغير المستقرة

قد تولد بيئة العمل السلبية شعوراً بالضيق والنفور من العمل وفقدان الشغف تجاهه. كما قد تكون سبباً رئيسياً لانعدام التحفيز والشعور بأهمية ما تقومين به. من أهم العلامات التي تؤكد ذلك؛ هو الشعور بتعرضك للرفض والنقد الدائم وحتى للإهانة في بعض الأحيان، لمجرد قيامك بالتعبير عن رأيك وأفكارك. استمرار هذا الشعور قد يؤدي بكِ إلى الإصابة بالقلق والاكتئاب على المدى البعيد.

ثانياً: ضغط العمل

 قد تشعرين في بعض الأحيان بعدم القدرة على إيجاد الوقت الكافي لأداء مهامكِ الأساسية والشخصية في الحياة. وأنك تقضين الجزء الأكبر من وقتك في ساعات عمل طويلة ومرهقة. مما يسبب لك الشعور بالضغط والنفور، والشعور بعدم الرضا في بيئة العمل.

ثالثاً: عدم الشعور بالأمان الوظيفي

إن أكثر ما يحتاج إليه الإنسان حتى يكون عنصراً فاعلاً ومنتجاً في الحياة؛ هو شعوره بالأمان. لذا لا يمكن أن تجتمع الإنتاجية والإبداع مع الضغط الدائم على الموظف أو التهديد بالاستغناء عنه. إذاً لا بد أن يتوافر لكِ الأمان الوظيفي والاستقرار؛ حتى تتمكني من مواصلة مسيرتكِ المهنية.

رابعاً: المشاكل الشخصية

مع عدم قدرتك على الفصل بين حياتك الشخصية -التي قد يتخللها بعض الخلافات والمنغصات- وبين حياتك المهنية؛ قد تفقدين شغفك نحو العمل. أو قد تشعرين أيضاً بفقدان التركيز. وهذا سيؤثر على نشاطكِ وأدائكِ.


نصائح لتتخطي شعور عدم الرضا في بيئة العمل

  • ركزي على إيجابيات العمل – ذلك من خلال محاولتكِ التغاضي عن أسباب كره العمل والنفور منه، وفتح آفاق جديدة ونقاط قوة في هذه الوظيفة، ثم محاولة استغلال هذه النقاط بشكل إيجابي للتخلص من الشعور السلبي تجاه العمل.
  • قومي بأخذ إجازة قصيرة – قد يساعدك بعض الوقت الذي ستقضينه مع نفسك ومع عائلتكِ في التخلص من الضغوطات المهنية التي تتعرضين لها، كما سيساعدكِ ذلك في شحن قواكِ بالطاقة الإيجابية من جديد ومواصلة العمل بشغفٍ وحماس.
  • تغيير الدور الوظيفي – إذا كان شعوركِ بعدم الرضا في بيئة العمل نابعٌ من شعوركِ أنكِ في المكان الخطأ الذي لا يتناسب مع قدراتكِ وميولكِ؛ يمكنكِ التحدث مع رئيسكِ في العمل والتقدم بطلب تغيير دورك الوظيفي -إن أمكن- بما يتناسب مع تطلعاتكِ الوظيفية.
  • الاندماج والمشاركة أكثر في بيئة العمل – قد يساعدكِ بناء علاقات جديدة في بيئة العمل والانخراط في الفعاليات الاجتماعية؛ على الشعور بالولاء لبيئة العمل أكثر. ويساعدكِ كذلك على التخفيف من الشعور بالنفور من العمل.

في النهاية؛ تأكدي أنكِ لست وحدكِ من تشعر بعدم الرضا في بيئة العمل. لذلك؛ قومي بالبحث عن حلولاً ذكية لمساعدتك من تجاوز هذا الشعور، وابحثي عن الإيجابيات التي يوفرها لك مكان عملك.


هذا المقال بقلم

يتقدم فريق عمل كلنا أمهات بالشكر والعرفان

للأستاذة شروق الشحادة

لتقديمها هذا المقال الشيق المليء بالفائدة.


2 تعليقات

  1. رمزي الدرابسه
    سبتمبر 13, 2023 في 10:07 م

    ماشاءالله تبارك الله اتمنى لك التوفيق والنجاح في مجال عملك

  2. […] اقرأ أيضاً كيف أتعامل مع الشعور بعدم الرضا في بيئة العم… […]

اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
0