رعاية الأطفال وتربيتهم ليست أمراً سهلاً، خاصة بعد تطور نمط الحياة والاتجاه نحو الأسرة النووية ( منزل للأبوين والأبناء فقط). وبالتالي أصبح طلب المساعدة أمر ضروري سواء من العائلة أو من جليسة الأطفال، خاصة للأم العاملة التي يقع على عاتقها عدد أكبر من المهام والأعباء.
تتطلب تربية طفل قرية بأكملها” مثل افريقي.
وعادةً ما ترتاح الأم لفكرة طلب المساعدة من الأجداد أكثر من أشخاص آخرين. فهي تشعر بالثقة تجاههم، وتعرف أنهم يحبون أطفالها. كذلك مساعدة الأجداد في رعاية الأحفاد له آثار ايجابية مرتبطة ببناء شخصية الطفل، وعلاقته الاجتماعية وصحته النفسية وذكاءه العاطفي بحسب دارسة أجريت في جامعة “أدفنتوس” في رومانيا. كذلك أثبتت دراسات أن وجود علاقة بين الأجداد والأحفاد قد يزيد من متوسط عمر الأجداد خمس سنوات تقريباً.
ولكن قد تشعر بعض الأمهات بالحرج أو الخوف من وضع عبء على الأجداد عند طلب المساعدة منهم، فقد يتبادر إلى ذهنك أن الأجداد قاموا بتربية الأطفال في ظروف معيشية صعبة مقارنة بوضعنا اليوم في ظل توفر وسائل الراحة ( كالغسالة وجلاية الصحون والسيارات والهواتف وغيرها). ولكن الحقيقة أن وسائل الراحة هذه لا تلغي حاجتنا للمساعدة والدعم من الأشخاص المناسبين.
لذلك سنقدم لك في هذا المقال 5 أمور عليكِ معرفتها قبل طلب المساعدة من الأجداد بطريقة مناسبة
- كوني واضحة: أطلبي المساعدة بشكل مباشر ومحدد. فتذمرك من كثرة المهام أو من عدم قدرتك على إيجاد جليسة أطفال جيدة لن يُفهم منه أنك تريدين المساعدة.
كذلك إذا كانت حاجتك للمساعدة ليست بشكل روتيني. من الأفضل تحديد وقت للمدة التي سيقضيها الأطفال مع أجدادهم.
2. تقديم الهدايا للأجداد: سيفرح الأجداد إذا قدمتي لهم هدايا يحبونها من فترة لأخرى. كتعبير عن شكرك وتقديرك للمساعدة التي يقدمونها لكِ ولأطفالك.
3. الاتفاق على حدود واضحة في تربية الأبناء معاً: يميل الأجداد لتجاوز بعض الحدود التي يضعها الأهل كتعبير عن شعورهم بالمحبة تجاه الأحفاد. ولا ضير في ذلك إذا كانت الفترة التي يقضيها معهم الأطفال قصيرة أو متقطعة. ولكن إذا كان ذلك بشكل يومي ولفترة طويلة. فمن الأفضل وضع حدود واضحة بالاتفاق مع الأجداد تتناسب وأسلوب التربية المتبع في الأسرة.
4. الفصل بين مهمة الأجداد ومهمة حاضنات الأطفال: ففي حال كان الأجداد هم من سيتولون رعاية الأطفال بشكل دائم في أيام عملك. من المهم تخصيص جزء من راتبك لهم. فوقت الأجداد ليس ملكك ومن حقهم الحصول على جزاء لهذه الرعاية.
وفي حال كان الأجداد لا يتمتعون بالصحة الجسدية الكافية وترغبين بإشراكهم في رعاية الأطفال من الممكن منحهم دور المراقب مع وجود حاضنة أطفال.
5. تقبلي الرفض: لا تتوقعي أن يكون الأجداد مستعدين دوماً لتقديم المساعدة. فمع التطور تغيرت أيضاً الصورة النمطية للأجداد. فالأجداد في وقتنا الحالي لديهم نشاطاتهم واهتماماتهم الخاصة، وكثير منهم ما زالوا منخرطين في سوق العمل.
ولا تأخذي هذا الرفض بشكل شخصي ضدك وضد أطفالك. من المهم احترام رغبات ونمط حياة الأجداد، فوجود الأجداد لا يلغي أنك المسؤولة الأولى عن أطفالك ورعايتهم.
وتذكري دوماً أن طلب المساعدة حق من حقوقك ولا يعني أنك أم غير جيدة، بل بالعكس المساعدة تخفف من الضغوط والأعباء عنكِ وبالتالي تحفزك في تقديم الأفضل لأطفالك، ولكن من المهم طلب المساعدة من الأشخاص المناسبين.
”” احتفِ بنفسك، أنت لست ضعيفاً إذا استخدمت جليسة أطفال أو مدبرة منزل. أنت لست أنانياً إذا انصرفت لتناول الغداء مع صديق أو ممارسة الرياضة. العديد من الآباء يبخسون من حق أنفسهم بالشعور بالذنب. احتفِ بكل العمل الجيد الذي تقوم به… واستعن ببعض المساعدة” هارفي كارب.