نقدم إليكِ قصة أم ملهمة، تحدت الظروف، واختارت القوة، وأن تخدم نفسها بنفسها – دون وجود من يساعدها. تثبت فاطمة الإبراهيم لنا اليوم، بأننا أمهات كافيات، وقادرات على النجاح، وتحدي الصعوبات التي تواجهنا كأمهات عاملات.
عرفينا عن نفسك
اسمي فاطمة الإبراهيم،وأنا أم لطفل، أعمل ككاتبة وباحثة اجتماعية.
حدثينا عن رحلتك مع الكتابة ، كيف اكتشفت شغفك بالكتابة؟
كان حبي للقراءة، ما ساعدني على اكتشاف موهبتي في الكتابة، فكما يقولون: فمن الصعب أن تكون كاتباً ،إن لم تكن محباً للقراءة.
بدأت رحلتي مع الكتابة بسن المراهقة، وكانت سلسلة ما وراء الطبيعة، للدكتور خالد توفيق- رحمه الله – ما جعلني أدمن على ممارسة هواية القراءة، حتى باتت جزءاً لا يتجزأ من روتيني اليومي ، كما كنت أحب كتابة المذكرات اليومية ،وخاصةً في المناسبات الخاصة كالأعياد.. حبي للقراءة والكتابة، ساعداني في إصدار كتابي الأول “أسرة دون خادمة ” ،وكتابي الثاني “أمومة”
كيف قررتِ كتابة كتابك الأول “أسرة دون خادمة”؟
في الحقيقة، لم يكن هناك أية نية لدي لإصدار كتاب، ما حدث هو أنني واجهت تحدياً كبيراً في بداية زواجي، وخصوصاً بعد علمي بخبر حملي ،وكأم عاملة، كنت بأمس الحاجة لتنظيم وقتي ;لذلك، قررت تدوين مهامي المنزلية في مذكرة خاصة; لتساعدني على تنظيم وقتي في المنزل، كانت هذه المذكرة على هيئة كتاب- مقسمةً لعدة فصول- ، تشتمل على مختلف مجالات الإدارة المنزلية: كالطهي، والترتيب، والتنظيم، وروتيني كأم عاملة بعد عودتي من العمل.
لماذا اخترت أن يكون أول كتاب لك عن الاستعانة بخادمة؟
اخترت الكتابة بهذا المجال ; لأوجه رسالة للأُسر التي لا تستعين بخادمة، والتي تعتبر من الأقليات في المجتمع الخليجي، وأنا منهم.
لقد نشأت في بيت دون خادمة ، وأحببت هذه التنشئة الاجتماعية، والمحيط الذي ترعرعت فيه.
كان هدفي من كتابة هذا الكتاب هو مساعدة الأسر على:
1- تحسين جودة حياتها
2- إدارة منزلها بكفاءة
3- مواجهة التحديات التي تواجهها بالاعتماد على نفسها.
ما هي الرسالة الي ترغبين بإيصالها من خلال كتابك “أسرة دون خادمة”؟
وددت أن يكون هذا الكتاب، بمثابة رسالة إلى الأسر التي تعيش دون خادمة،وخصوصاً للأمهات العاملات، اللواتي يواجهن تحدياً كبيراً; للموازنة بين حياتهن الأسرية والعملية.
ما أثار ذهولي، هو استفادة الأسر التي تستعين بخادمة منزلية من كتابي، على الرغم من أنها لم تكن الفئة المستهدفة، إلا انها وجدت الفائدة في طياته، فكما نعلم، في ظل جائحة كورونا، أصبح من الصعب الاستعانة بخادمة ;نظراً لصعوبة الإجراءات، مما أضطر العائلات التي اعتادت على وجود خادمة،بالاعتماد على نفسها. وفي كل الأحوال، إنني راضية وسعيدة إن كان لهذا الكتاب، الأثر الإيجابي ،ولو على عائلة واحدة فحسب.
ما هي بدائل الاستعانة بمساعدة منزلية (خادمة ) من وجهة نظرك؟
الاستعانه بتقنيات العصر الحديثة
يعتبر جيلنا جيلاً محظوظاً; كوننا نعيش الآن في عصر التقنيات الحديثة، فلم يعد غيسل الملابس، أو غسل الأطباق عملاً منهكاً- كما كان في عصر جدودنا-حيث تطورت الكثير من التقنيات بسرعة البرق; لتكون بمثابة مساعداً لا غنى عنه، يوفر وقتنا وجهدنا ،ويساعدنا لتحسين جودة حياتنا- كأمهات عاملات- حتى أنه أصبح هنالك أدوات كهربائية، تؤدي مهامنا المنزلية بكبسة زر :كغسالة الأطباق، وغسالة الملابس، والمايكروييف، والمكنسة الكهربائية، وغيرها من الأدوات.
حتى في مجال الطهي، أصبح هناك وجبات جاهزة، في السوبر ماركت ،تتطلب تسخين الوجبة فحسب، وهناك بعض شركات التغذية، تعين الأم العاملة، من خلال تقديم طعام صحي، وبقيمة غذائية عالية.
طلب المساعدة من أهل الاختصاص
أحياناً ، يتطلب حل مشكلة ما الاستعانه بأصحاب الاختصاص:
فإن عانيتِ من بقع الملابس المتسخة، يمكنك ارسالهم للمصبغة
وإن كان هنالك مشكلة مع فتحات التهوية ، يمكنك طلب المساعدة من الشركات المتخصصة في هذا المجال.
ان كنت ام عاملة، سجلي أطفالك في حضانة، أو نوادي صيفية.
تقسيم المهام المنزلية على أفراد الأسرة
علينا ألا ننسى، أهمية إشراك أطفالنا بإنجاز مهامنا المنزلية ، ليس من أجلنا فحسب، بل لمصلحتهم; لأنها تساعدهم على إكتساب مهارات عالية، لن يكتسوبنها بمدارسهم: كتعزيز روح التعاون، وتعلم تحمل المسؤولية،من خلال المساعدة في الطهي والتنظيف.
اعتدت في طفولتي على مساعدة أمي في عجن الفطائر، منذ كنت في العاشرة من عمري. فالطفل بطبيعته، محباً للتعلم ،ويحتاج لأن يشعر بأن له دور مهم، ومساند بين أسرته. وهنالك نقطة مهمه تغفل عنها الأمهات. طفلك لن يبقى طفلاً، فبيوم من الأيام، ربما سيضطر للدراسة بالخارج ، فإن كان معتاداً على المساعدة، في المهام المنزلية منذ الصغر، لن يواجه تحديات كبيرة في غربته، وسيكون شاكراً لك ; على ما علمتيه اياه في صغره.
لا تنسي الإنضمام لورشة “ودعي فوضى العقل بداخلك” مع أخصائية التبسيط والترتيب “عهد الزبيدي”
إن كنتِ تعانين من تزاحم الأفكار في رأسك; ولتتعرفي على “فن التبسيط” الذي سيساعدك على تخفيف العبء الذهني لديكِ.
ما النصيحة التي تودين تقديمها للأمهات التي تضطر للاستعانة بخادمة؟
أشدد على أن يكون الهدف الأساسي من الاستعانه بخادمة، هو المساعدة في الأعمال المنزلية فحسب.
تذكري عزيزتي الأم، بأنك لا يمكنك الاعتماد على الخادمة، في تربية أطفالك، أولاً; لانه دورنا نحن كأمهات، أن يكون لنا الأثر الطيب في أذهان أبنائنا
ولأن الخادمة موظفة ، فبيوم من الأيام، سينتهي عقدها، وستعود لوطنها ولأسرتها وأطفالها، تاركةً أطفالنا وراءها.
فلمَ نسمح لأطفالنا من البداية لأن يتعلقوا بشخص غريب، سيرحل يوماً ما، ويترك بداخلهم أذى نفسي، وأزمة تعلق تؤثر على مستقبلهم.
كوني باحثة اجتماعية، اجد أن السبب وراء انحراف الأبناء، هو غياب الضبط الاجتماعي، ونقص العاطفة التي يشعرون بها المراهقون تجاه والديهم.