قصة نجاح أم مغتربة تودّع هندسة الإلكترونيات لتعمل في مجال الإعلام – كفاح سلامة
بين الإعلام والغربة
نحكي في مقالنا اليوم قصة نجاح أم عاملة تعيشُ الغربة وتختار طموحها في الإعلام وأمومتها، وتشاركنا تحدياتٍ كثيرة عاشتها لتكون مصدر إلهام لكلّ أم تعيشُ قصةً مشابهة، دعونا نتعرف على كفاح، التي تحمل قصتها نصيباً من اسمها، فمن هي؟ وما قصتها؟
في البداية، عرفينا عن نفسك، من هي كفاح؟
أنا كفاح سلامة، تخرجت من كلية الحجاوي في جامعة اليرموك، بدرجة بكالوريوس في تخصص هندسة الإلكترونيات، وحصلتُ مباشرةً بعد التخرج على وظيفةٍ في مجالِ إعداد البرامج، وكوني لم أجد عملاً في تخصصي، وجدتُ انه لا بأس في العمل في مجالٍ آخر مؤقتا حتى أجد فرصة أفضل. انتقلت إلى عمّان وخلال عملي في الإعلام كمعدة برامج تلفزيونية وجدت أنني سعيدة أكثر في هذا الحقل الذي لم أتصور جماله قبلا.
هناك غواية لهذه المهنة في الكواليس والإعداد والأخراج والتصوير والبث، فقررتُ تعلم أشياء جديدة تُطوّر من قدراتي ومهاراتي في المجال لأستطيع الاستمرار فيه، فبدأتُ بإعداد الحلقات وتعلم كتابة السكربت وصناعة التقارير وصياغةِ الأفكار ثم في إنتاج الحلقات، لأعمل بعدها كمراسلة ميدانية ثم منتجة، متعايشةً مع كواليس الإعلام كلها.
لقد جربتِ شعور الأمومة بعد 9 سنوات من الانتظار، ما هي التحديات التي واجهتها كأم جديدة عاملة في الغربة؟
حياتي في الإعلام
استقبلت كريم ابني، بِحبٍ ولهفة! وقررتُ العودة للعمل ويسكنني خوف كبير بعد انتهاء إجازتي المقررة وهي شهرين. كانت المخاوف تسكنني من عدم قدرتي على الاستمرار، فوضعتُ بعين الاعتبار قرار استقالتي وتفرغي التام لرعايته إن لم أجد مكانا مناسبا لرعايته.
عدتُ للعمل في شهر رمضان، وكانت فترةُ دوامي “مسائي” الأمر الذي يقلل الخوف قليلاً فكريم في هذا الوقت نائم أغلب الوق وفي رعاية والده.
رعاية كريم
تبرعت خالة بمقام والدتي في الغربة بالاعتناء بكريم خلال وقت عملي حباً لي ولأنها جديرة بالثقة والحب.. وافقت على الفور فلن يجد طفلي مكانا أحن وأكثر فائدة من البقاء بجوار الخالة أم أيهم، وهي سيدة سورية من درعا وعلاقتي بها بعمر علاقتي بمدينة إسطنبول.
أذكر أول مرة تركت فيها كريم وغادرت لعملي أنني ضممته إلى صدري طويلاً عندما عدت وأجهشت بالبكاء! بكيت كل شعور الغربة والشوق والحزن وتعب العملية القيصرية ثم نمت كطفل صغير.
حياتي الشخصية
في حياتي الشخصية، كان التحدي الأكبر بالنسبة لي، هو اضطرار زوجي للسفر في الشهر مرة أو اثنتين تبعا لطبيعة عمله. الأمر الذي جعل كريم يرافقني أحيانا للعمل معي بل وينزل كالملاك إلى الاستوديو والكواليس، الركن الساحر حيث أحب، مما يزيد ارتباكي في العمل وخوفي من بكائه أو عدم تحمله للمغص مثلا.
كما أخبرتك، كنتُ أضطر لأخذ كريم معي للعمل محاولةً قصارى جهدي أن يكون في بيئةٍ آمنة. وهنا أسجل امتناناً عميقا لكل زملائي الطيبين الذين أزالوا عني التوتر الشديد لوجوده وعرضوا مساعدتهم نساء ورجالاً.
منهم من هون علي بالقول الطيب ومنهم من عرض علي مرارا المساعدة بحمل كريم أو جعله يبقى لديهم عند تنفيذ حلقة البرنامج وقت البث وهو أكثر ساعات اليوم التي تحتاج إلى ذهنية عالية وتفرغ كامل.
عدتِ لعملك في الإعلام بعد شهرين من الولادة، هل كانت تلك المدة المحددة لإجازة الأمومة؟
نعم، في الحقيقة وفق نظام العمل في مؤسستنا، مع وجود خيار تمديد الإجازة لست شهور بدون راتب وبموافقة مجلس الإدارة لكنني شعرت -مخطئةً- أنني قادرة على العودة لروتين حياتي بعد شهرين.. وأن أموري الصحية والنفسية بوضع يسمح لي بالمواصلة.
لذلك، لم ألجأ للتقديم بشكل مبكر على تمديد الإجازة. لكن لو كان هناك فرصة للعودة بالزمن لقدمت دون تردد أطول فترة ممكنة لأقضيها للتعافي وبرعاية طفلي دون أن أفقد حقي في العمل.
كفاح، كونك وحيدة في الغربة -تقريباً- كيف تبحثين في أمور التربية، وما هي أهم الأسس التي وصلتِ إليها في تربيتك؟
بما أنني لا أعيش في دولةٍ عربية، وزوجي غير عربي أيضاً، فأنا أسعى بكل جهدي أن أزرع في طفلي ثقافتنا ولغتنا العربية الأصيلة بشكلٍ أساسيّ وضروري في حياته. أتابع الكثير من بودكاست التربية، وأقرأ في هذا الموضوع والتحقتُ قبل شهر بدبلوم مدته سنتين بعنوان التمكين الوالدي.. لأفهم طفلي ومراحل تطوره وماذا يجب عليّ بشكل علمي ومنهجي.
في نهايةِ مقالنا، ما هي رسالتك كأم عاملة في الإعلام، للشركات؟
أرفع القبعة لكل الشركات التي تولي الصحة النفسية والجسدية للأمهات أولوية، وتحرص على توفير بيئة ملائمة للأطفال، حبذا لو تم توفير حضانات بشكل إجباري أو غرف رعاية الأطفال للتخفيف قليلا من العبء النفسي على الأمهات الجدد لا سيما مع ظروف العمل المختلفة في نهايةِ مقالنا، دعوة منّا، لكلّ الشركات المهتمةِ في خبرات الأمهات العاملات لتأمينِ ما يساعدهنّ على تحقيق أمومتهنّ بأفضل صورة، فهنّ وخاصة في الغربة يحتجنّ لأهلٍ آخرين. نشكر كفاح المكافحة، على إلهامها وإصرارها على الموازنةِ بين أمومتها والعمل.
في نهايةِ مقالنا، دعوة منّا، لكلّ الشركات المهتمةِ في خبرات الأمهات العاملات لتأمينِ ما يساعدهنّ على تحقيق أمومتهنّ بأفضل صورة، فهنّ وخاصة في الغربة يحتجنّ لأهلٍ آخرين. نشكر كفاح المكافحة، على إلهامها وإصرارها على الموازنةِ بين أمومتها والعمل.
كُتبت هذه المقالة بقلم أمل بن سعود، وحررت من قبل فاتن المصري، من فريق كُلنا أمهات.