قصة نجاح كاتبة وروائية – زهرة آل درويش أم ومهندسة تقنيات ورائدة أعمال

قصص نجاح أمهات ملهمات

قصة نجاح كاتبة وروائية – زهرة آل درويش أم ومهندسة تقنيات ورائدة أعمال

thumbnail-8

  عندما يكون المرء متعدد المهارات والمواهب ويمتلك رؤى نبيلة نحو تحقيق الإيجابية والوفرة في كل شيء، فعندها نتحدث عن الأمهات في المقام الأول. فهن أصحاب القدرات الخارقة ومن يستطعن تجاوز التحديات وتحقيق الأحلام، مهما كانت صعوبات الطريق. قصتنا اليوم مع زهرة حبيب التي تحمل من اسمها نصيب. لكن في الحقيقة هي ليست زهرة واحدة، بل بستان أزهار من الاهتمامات المتعددة والمواهب المتنوعة. فإليكم قصة نجاح كاتبة وروائية وأم أم ومهندسة تقنيات ورائدة أعمال.


 أنا زهرة آل درويش زوجة وأم لأربعة أطفال. مهندسة تقنيات إماراتية كاتبة وروائية، صدر لي أربع مؤلفات. مُنظمة فعاليات، متحدثة ومهتمة جداً بالثقافة المالية، وشغوفة بتوعية الشباب وطلاب المدارس بأهمية الحرية المالية. 

  بكل صراحة وصدق، عندما رزقت ابنتي الأولى كنت أعمل في منصب رفيع وصاحبة قرار في إحدى الشركات الكبرى. لكن غلبت عاطفة أمومتي على حبي للعمل، وكان ما يجرح قلبي دائما أن ابنتي تكبر وأنا لا أراها إلا قليلاً. مع ضغط العمل والمهام الوظيفية آنذاك، كان خروجي لساعة الرضاعة أو لأي سبب آخر يؤثر على العمل. فأخذت إجازة أمومة مطولة. لكن الجميل في الأمر أنه أثناء انقطاعي عن العمل، دخلت مجال ريادة الأعمال وأسست شركتي لتنظيم الفعاليات.      

تقنية الأعمال تجري في دمي، وأسعى دائمًا لوضع لمسة تخص تقنية الأعمال. فمثلاً، صممت تطبيقًا مستخدمًا تقنيات الذكاء الاصطناعي، حتى أتمكن من تجميع المصادر المختلفة للحدث الذي أقوم بتنظيمه. ولم يكن من السهل الخروج من العمل التقليدي وترك الوظيفة الثابتة المرموقة إلى ريادة الأعمال، بل أصبحت أنا بنفسي المنظومة الكاملة من المدير إلى الموظف، وهذا يستدعي الكثير من الجهد والعمل. لدي أكثر من تجربة في ريادة الأعمال ولا أقول خسرت، لكن كل خسارة مررت بها جعلت مني شخصًا أكثر فهمًا وعلمًا وخبرة، بل وأضافت لي الكثير حتى استطعت الوقوف على أرض صلبة وتحقيق ما أطمح إليه.


نشرت أربعة كتب وأربع مقالات في مجلات عالمية. وشاركت ببعض الآراء والمقالات في مجلات محلية. الحقيقة وراء هذه القصة؛ أنه خلال فترة ذروة نجاح حياتي المهنية كنت المسؤولة عن دمج شركتين. ومع طول مدة الاجتماعات وضغط العمل، لم يتسن لي قضاء وقت مع ابنتي. 

ثم وأثناء أحد الاجتماعات العائلية التي استطعت حضورها؛ مررت بموقف مع ابنتي كان القشة التي قسمت ظهر البعير! فأثناء لعبها مع أطفال العائلة ناديتها حتى تأتي إلي لأحضنها وألعب معها، لكنها ترددت وخافت! وإن أكثر ما أثر بي أن مساعدتي المنزلية “مربية الأطفال” قالت لها: “هذه ماما اذهبي إليها”. وعندما جاءت إلى حضني كانت خائفة مترددة.  

الحقيقة أنني عندما أغادر صباحاً إلى العمل، تكون ابنتي نائمة. وعند رجوعي مساءً تكون أيضاً نائمة. فأيقنت أنني سوف أفقد الكثير إن لم أجعل ابنتي أولوية آنذاك. قررت ترك عملي والتفرغ لابنتي وتعويضها عما فات من لحظات.

كان أول كتاب صدر لي “رسائل لابنتي”، وهو الإصدار الأقرب لقلبي، ومعانيه تعني لي الكثير. هذا الكناب فتح لي الباب لإصدار باقي الإصدارات. يتكلم عن علاقتي بابنتي وعن علاقة أي أم بابنتها البكر، ومواقف مرت بيننا في رحلة التربية. ويحتوي أيضاً على ملاحظات تساعد الأمهات الجدد.  

 أنا أرى أن المجالين يختلفان كلياً عن بعضهم البعض. تقنية الأعمال مجال أكاديمي، يتخذه الإنسان كعمل محدد ونطاقه محصور وتغلب عليه القواعد والضوابط. بعكس الكتابة تماماً! فهي عمل إبداعي ينبع من رغبة وشغف الإنسان لهذا المجال. فالكاتب لديه خيال واسع وإبداع مفتوح، بل إن الكاتب الناجح يختلف عن الشخص الذي يمتهن الكتابة. فهو يكتب في أي مجال وأي مكان، وحين يرغب الكاتب في إصدار كتاب، فينبع هذا عن رغبة عميقة من داخله في إيصال أفكاره وإبداعاته. أرى أنه لا بد أن يكون للكاتب هدف حتى يصل إلى مراده، فأنا شغوفة بالثقافة المالية وتوعية الشباب من هذه الناحية، وأعمل على إصدار كتاب في هذا الموضوع. 


مررت بالكثير من التحديات. تحديات عملية وعائلية، وتحديات في الأمومة وتلك كانت أصعبها. عندما بدأت العمل في مجال التقنيات، كان القطاع لا يزال حكراً على الرجال. ومع الإصرار والمثابرة، والقيادة الكريمة وتمكين المرأة، تغيرت تلك النظرة.

أما من ناحية ريادة الأعمال، واجهت الكثير من التحديات. كان أكبرها جائحة كورونا التي أثرت على شركتي الخاصة بتنظيم الفعاليات والحفلات وأعياد الميلاد وغيرها من التجمعات، وكانت خسارة كبيرة. لكن استطعت الرجوع مرة أخرى والنجاح من جديد بحمد الله بعدها. 

 الأمومة شيء سامي. نصيحتي للأمهات؛ لا تكوني أمّاً حساسة تغلب عليها العاطفة في تدبير أمورها. أعلم أن الأبناء هم الأغلى على القلب ودائماً لدينا أحساس التضحية وتقديم التنازلات وهذا شيء رائع عندما نجني ثمار ذلك، ولكن مع التوازن بين العمل والأبناء تستطيع الأم تحقيق ما تصبو إليه. بالإضافة إلى ضرورة اهتمام الأم بنفسها من الناحية الصحية والروحية والنفسية والجسدية، حتى ينعكس عليها ذلك بالراحة والإنتاجية في العمل والمنزل. 


هذا المقال بقلم إيمان محمود

يتقدم فريق كلنا أمهات بالشكر للأستاذة إيمان محمود لتقديمها هذا المقال القيم المليء بالفائدة

اقرأ أيضاً قصة نجاح أم – أريج بيدس صاحبة مشروع تطبيق Yufeed

قصة نجاح أم مؤسسة العلامة التجارية SPROUT

1 التعليق

  1. […] اقرأ أيضاً قصة نجاح كاتبة وروائية – زهرة آل درويش أم وم… […]

اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
0